الحياة من حولنا اتشحت بالسواد… قتل هنا… وقتل هناك… ومجاعة وفقر… حياتنا باتت حزينة…. هكذا هي النظرة السوداوية… نعم الحياة حُبلى بالألم كما هي حُبلى بالفرح… رغم الألم والجراح هناك مكان للفرح… نبحث عن السعادة… والسعادة تكمن في راحة البال… وراحة البال لا تأتي إلا بمد يد العون… فمن كان في خدمة غيره ويسعى لإفراحه… سيجد الفرح أمامه… عندما ترسم البسمة على شفاهٍ حزينة… سترتسم البسمة على شفاهك… ومن زرع ألم سيحصد ألم… ومن زرع سعادة سيجني السعادة… أنت يا من قتلت وسلبت ونهبت… سوف تحصد سواداً… وأنت يا من سعيت في اسعاد الآخرين… سوف تحصد بياضاً… في القديم كلنا نذكر قصة قابيل وهابيل… وكيف كان الحسد والحقد دافع للقتل… عندما يتحول القلب لقلب حاقد وحاسد… حتماً سيكسوه السواد… وعندما يتحول القلب إلى حب وعطاء… حتماً سيكسوه البياض… دع قلبك الطيب يطغى على قلبك الظالم… وانشر الحب والعطاء… حب لعمل الخير… وعطاء بلا حدود ومن غير شروط… سامح من ظلمك… واصفح عنه عن المقدرة… ولكن لا تتساهل في الدفاع عن حقوقك… لا تكن قاسياً فتكسر… ولا تكن ليناً فتعصر… وكن وسطياً بين هذه وتلك… الحياة قصيرة وفانية… فاغتنمها لأجل حياة أخرى دائمة… وتذكر ليس القوي قوي البدن… ولكن القوي من يقدر على نفسه وقت الغضب… قلمي يئن ألماً… عندما يرى الحقد والحسد… فالحسد هو من أنزلنا من جنات خالدة… والكبر والتكبر هما أساس الغرق… كن متواضعاً سمحاً… واجعل محمد صلَ الله عليه وسلم قدوة… فكم عانى وعانى… وعلى سواد قلوبهم صبر… ولا تنسَ صبر أيوب… وكيف على الابتلاء صبر… وبشر الصابرين… فكن صابراً صبوراً… وأعلم بأنها حياة فانية… ودمتم بود…
مشاركة :