على إيقاع زخات البرد والمطر احتفى مثقفو وأدباء الرياض البارحة الأولى برواد القصة القصيرة في ملتقى النقد الأدبي السادس الذي ينظمه النادي الأدبي في الرياض، وأقيم في أحد فنادق الرياض، بمشاركة 20 باحثا وباحثة. وتخصص الملتقى في دورته السادسة، في تقديم الدراسات النقدية والنصوص الإبداعية وتقويمها وتحديد مساراتها، فيما أضحت له قدم راسخة في المشهد الثقافي السعودي، وباتت بحوث دوراته الخمس الماضية مراجع يعتد بها في هذا السياق. وأكد الدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الرياض المشرف العام على ملتقى النقد الأدبي في المملكة، أن الحراك الثقافي في السعودية أسهم في إبراز نقاد سعوديين باتوا يسجلون حضورا متميزا على المستوى الإقليمي، ويقدمون أعمالا نقدية متخصصة ومهنية، وبأساليب إبداعية مختلفة. ونوه الدكتور الحيدري بالنتائج الجيدة والمنجزات التي حققها الملتقى طوال تاريخه، وهو الأمر الذي جعله حاضرا في المشهد الثقافي في المملكة، ولا سيما وهو يجمع المثقفين والأدباء مرتين كل عام، للتباحث والنقاش وتبادل الخبرات، للمضي قدما بالعمل الأدبي وبثقافة الوطن، والوصول به إلى أفضل ما يمكن، بأسلوب علمي رصين، من خلال الدراسات العلمية والبحوث الأدبية المستفيضة التي تقدم عبر جلساته العلمية. وأشاد بمبادرة الملتقى الخاصة بتكريم النخب الثقافية والأدبية، التي ظلت حاضرة منذ أول نسخة، واصفا إياها بالبصمة المتميزة في صفحات الوفاء للمثقفين والأدباء والكتاب والنقاد السعوديين، الذين دأب على تكريمهم والاحتفاء بأعمالهم الأدبية، مشيرا إلى توصية اللجنة التحضيرية للملتقى في هذه النسخة بتكريم مؤسس موقع القصة العربية القاص جبير المليحان، تقديرا لجهوده في تأسيس الموقع وخدمة القصة القصيرة إبداعا ونقدا، ولا سيما أن هذه الدورة من الملتقى ستخصص لتناول القصة القصيرة في المملكة، والقراءات النقدية لها. من جهته، ثمن القاص المليحان هذه المبادرة التي دأب عليها النادي، واعتادها الوسط الأدبي في المملكة، مؤكدا أن جمالية اللفتة التكريمة تزيد في حال لا يزال المكرم يمارس عمله الذي استحق عليه التكريم، ولا سيما أنها تشكل دفعة معنوية كبيرة له، وحافزا لمزيد من العمل والإبداع. من جانبهم، نوه الباحثون المشاركون في كلمة ألقاها نيابة عنهم الدكتور عبدالرزاق حسين، بالملتقى ومخرجاته طوال الدورات السابقة، وما يمثله من أهمية كبيرة استطاع أن يصنعها من خلال الأطروحات المقدمة في جلساته العلمية، التي باتت تشكل مراجع أدبية مهمة، ولبنة ضرورية لتطوير العمل الثقافي في مختلف فنونه الأدبية، مؤكدين استعدادهم للمشاركة في هذا الملتقى منذ وقت مبكر، ليكونوا جزءا من منظومة عمل اجتهدت كثيرا للوصول به إلى هذا المستوى الرفيع من الحضور والتميز والراسخ في المشهد الثقافي السعودي. يذكر أن الجلسة العلمية الأولى في الملتقى برئاسة عبدالرحمن السلطان، تناولت أعمال ومسيرة الشخصية المكرمة، عبر ورقتي عمل قدمهما تواليا خالد اليوسف وسلطان الخرعان، الأولى بعنوان "جبير المليحان .. إنسانا وقاصا"، فيما سلط الخرعان في الورقة الثانية الضوء على موقع القصة العربية الذي أنشأه المليحان على الإنترنت، بأسلوب نقدي للعمل الأدبي النقدي في الموقع.
مشاركة :