أسدل ملتقى الشارقة للسرد أمس الأول في الأقصر المصرية، الستار على فعاليات الدورة الرابعة عشرة، لتكون الأقصر بذلك أول مدينة عربية تستضيف الملتقى خارج الإمارات، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.وتقدم المشاركون في الملتقى من روائيين وكتاب قصة وأكاديميين ونقاد عرب، بجزيل الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على هذه النقلة النوعية للملتقى، وثمّنوا دور الشارقة التنويري الذي يصل بإشعاعه الحضاري إلى كافة أنحاء الوطن العربي الكبير.جاءت الجلسة الأولى في اليوم الختامي بعنوان «القصة القصيرة جداً ومحاولات التأطير»، وناقشت الجلسة الثانية «تحولات القصة القصيرة بين الجماليات والضرورة»، فيما منحت الجلسة الأخيرة المنصة للقراءات القصصية.أدار الدكتور يوسف فهري من المغرب، أعمال الجلسة الأولى، وشارك فيها: عذاب الركابي من العراق، والدكتور عادل عوض من مصر، وسعاد مسكين من المغرب.تحت عنوان «القصّة القصيرة جداً كتابة.. قديمة أمْ مستحدثة ؟ لحظة تجريب إبداعي أمْ محاكاة؟»، استهل الركابي حديثه، قائلاً: «تتعدّد آراء النقّاد والكتّاب في هذا النوع من الكتابة من دون الخروج من متاهته بلا انتهاء».الدكتور عادل عوض قال: «مع كثرة الرؤى والمواقف حول هذا الجنس الأدبي، كثرت الدراسات النقدية، وتنوعت المداخل، وتعددت المناهج تجاه النص القصصي القصير جداً حتى الانتهاء من قراءاته، ومع انتشار المناهج الحديثة كان الوصف وكان التحليل، وكان وجوب استخلاص النتائج التي نحسبها ستظل مرتبطة بمكونات النص ومكنونات صاحبه، ومعبرة عن دخائله ودخائل علاقاته الإنسانية المتراكبة، كما تظل المسائل مرتهنة بعلاقات المبدع بالموروثات الأدبية».سعاد مسكين اعتبرت أن القصة القصيرة جداً، نوعاً سردياً حديثاً يندرج ضمن جنس كلي هو «القصة»، والقصّ القصير جداً هو تجريب لطرق جديدة في الكتابة.الجلسة الثانية تناولت موضوع «تحولات القصة القصيرة بين الجماليات والضرورة»، أدارها الدكتور محمد آيت مهيوب، وشارك فيها الدكتور صالح هويدي، والدكتورة اعتدال عثمان، والناقد شوقي بدر يوسف.قدّم هويدي قراءةً مفصلة حول جدل النقد والإبداع، وهو موضوع أخذ حيزاً كبيراً نظراً لأهميته في الإبداع السردي، وأشار حول ما فهمه من عنوان الجلسة أن المقصود ب (الضرورة)، مجموعة القواعد أو المقولات التي سبق للنظريات والمفاهيم الفلسفية أن صاغتها كلوائح أو (مانيفستو)، بهدف إنجاز تصور للقالب أو الشكل السردي النظري للأجناس والأنواع الأدبية يسير الكتّاب على هديه في إبداعهم، فهل يمكن النظر إلى الضرورة على أنها الثابت مثلًا، وإلى جماليات الفن القصصي على أنها المتغير؟.وقال هويدي: «ليست القصة القصيرة نبتة برية. إنها فن أدبي يتخذ من اللغة أداة للتعبير عن بنيته، ودالًا يعمل على إيصال دلالته إلى قارئه، عبر عنصر اللغة. وهذا يعني أن هذا الفن يتضمن بعدًا اجتماعيًا وطبيعة إشارية تخييلية، إلى جانب كونه يمثل بنية تخييلية تحمل محتوى يمثل رسالة هذه البنية. فمن أين تستمد هذه البنية القصصية محتواها وعناصر بنيتها ووسائلها الفنية وقيمها الجمالية؟».وتناولت ورقة الدكتورة اعتدال عثمان، التجربة القصصية المصرية، موضحةً «أن الرحلة الزمنية الطويلة التي قطعتها الكتابة السردية القصصية منذ الآباء الأوائل حتى اليوم مرت بتحولات كبرى منذ الستينات من القرن الماضي، وذلك نتيجة لتغير طبيعة التجرية الحياتية التي عاشتها الأجيال المتتابعة، وانعكاس ذلك بالضرورة على جماليات الكتابة، وطرق التقنية، وتغير طبيعة لغة السرد القصصي».وقال شوقي يوسف:«يختلف البناء الفني في القصة القصيرة بحسب رؤية الكاتب واستخدامه للتقنيات التي يراها صالحة لبناء نصه القصصي، وربما يكون المضمون والرؤية المفترض تناولها داخل النص لها دور كبير في اختيار آليات الكتابة والتقنيات المناسبة لهذا النص».الجلسة الثالثة ضمت قراءات قصصية، وأدارها الكاتب الإماراتي محسن سليمان، وشارك فيها: سولاف هلال من العراق، وأدهم العبودي، وناصر خليل من مصر، بنصوص عبّرت عن الهم الإنساني.
مشاركة :