في شهر رمضان المبارك، يزداد الفرح والسعادة في قلوب الأطفال بشكل خاص، فهذا الشهر الكريم يحمل معه العديد من التقاليد والعادات الجميلة، من بينها الألعاب الشعبية، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تجربة رمضان لدى الأطفال. يقول خالد المعمري، منسق في بيت الألعاب بمعهد الشارقة للتراث، إن الألعاب الشعبية الرمضانية تعد من أبرز المظاهر الثقافية والاجتماعية التي تجمع الأطفال في الفريج أو الحي، حيث يتجمع الأطفال بشغف وحماس للقاء بعضهم البعض وقضاء وقت ممتع في لعب هذه الألعاب، وذلك بعد صلاة التراويح. وقال إن الألعاب الشعبية الرمضانية تتنوع بين الألعاب الجماعية والألعاب الفردية، وتشمل العديد من الأنشطة المسلية التي تساعد الأطفال على الترفيه والتفاعل مع بعضهم البعض، ومن بين هذه الألعاب شد الحبل ويونية والكرابي وهوسي، وخادوبة والعنبر وعربانة الحديد. وأوضح أن الألعاب الشعبية تتميز بطابعها التقليدي والبساطة في الأدوات المستخدمة، فغالباً ما تستخدم الألعاب المصنوعة من المواد البسيطة مثل الحبال والأقمشة والأعواد، ما يعزز روح المشاركة والتعاون بين الأطفال ويمنحهم فرصة لتعزيز المهارات الاجتماعية والتفاعلية، موضحاً أن الألعاب الشعبية فرصة للأطفال لتفريغ طاقتهم وحماسهم، وتعزز لديهم الانتماء لمجتمعهم وروح الفرح والترابط الاجتماعي. وأوضح أن أهل الإمارات حافظوا على تراثها الغني من الألعاب الشعبية التي تعكس بشكل ملموس جوهر الهوية الثقافية، حيث ترسخت هذه الألعاب في التراث منذ قرون، وما زالت تحتفظ بشعبيتها وتعبّر عن جذور الشعب العميقة وارتباطه بالماضي ولا تزال هذه الألعاب تحظى بشعبية واسعة بين أبناء وأحفاد الإمارات في زمنٍ «الألعاب الالكترونية»، ما يدل على الروابط القوية التي تجمع بين الأجيال. وأشار إلى أن هذه الألعاب ليست مجرد ألعاب لتمضية الوقت والتسلية، بل وسيلة لنقل المعرفة وغرس الهوية الوطنية، وبناء روح منافسة شريفة وتعاون بين صغار السن، مبيناً أن الألعاب الشعبية الإماراتية تتميز بتنوعها وتعدد أشكالها، حيث تتطلب معظمها بذل القوة العضلية والمهارات الحركية الفائقة. وأشار إلى أن تلك الألعاب تمثل عامل جذب قوياً للسياح الأجانب الذين يتوافدون إلى دولة الإمارات لاستكشاف تراثها الغني وتجربة ثقافتها المميزة، فبمجرد دخولهم إلى المعاهد الثقافية أو التجمعات الشعبية، يجد الزوار أنفسهم متأملين في جمال وتنوع هذه الألعاب التقليدية، وسرعان ما يندمجون في أجواء اللعب والتسلية، وبالإضافة إلى السياح، فإن المقيمين في دولة الإمارات يظهرون اهتماماً واسعاً بالألعاب الشعبية، حيث يمارسونها بشغف ويتفاعلون معها بشكل لافت للنظر. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :