دعا الشيخ حماد الصليمي رجل الأعمال المعروف، إلى الحذر من الممارسات السلبية في نهار رمضان، ومنها التسكع في الأسواق والتجاوز في اللبس، مشيرًا إلى أنَّ الشهر الفضيل للعبادة بالدرجة الأولى. وحذَّر من الغفلة والتسويف، مشددًا على أهمية تعزيز أواصر التواصل وصلة الرحم في رمضان.. وكان معه هذا الحوار:* ماذا يعني لك شهر رمضان؟ وماذا تختزنُ في ذاكرتك من لحظات جميلة ومواقف في أشهر رمضان الماضية؟- هذا الشهر الكريم هو ما يختزن في ذاكرتنا، وتفوح به مشاعرنا وأحاسيسنا، هو نور على نور، وقد هدانا الله إليه بمشيئته وفضله، تتوق إليه النفس في كل عام، وتسعد بلقائه، وتأنس بصيامه وقيامه، تتجدَّد فيه المشاعر، وتنشط فيه الحركة، وتبتهج به الحياة، وتغرِّد فيه السعادة والأنس في حجرات البيت وأمامه وجواره، وأين ما سارت بنا الأقدام.البرنامج اليومي* هل لرمضان أثرٌ في برنامجك اليومي؟ وهل ترى أنَّك تجدِّد فيه نشاطك وحيويتك؟- رمضان محطَّة لتفاوت الأعمال، وتباين الجهود ما بين مثابر ومُقَصِّر ومنشئ، وكل يوم مضى لن يعود، والعاقل مَن يُوثِّق في مذكرة يومه من العبادة والعمل الصالح، ما يجد ثوابه غدًا في صحيفة أعماله، وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: «ما ندمتُ على شيءٍ ندمِي على يومٍ غربتْ شمسُه نقصَ فيهِ أجلَي ولمْ يزدْ فيهِ عَملِي”.* ما الممارسات التي تُزعجك في شهر رمضان المبارك؟ وما الممارسات التي تُشدِّد على استمراريتها وتفعيلها؟ - المظاهر والممارسات التي تزعجنا في شهر رمضان الكريم، هي التي نراها في الأسواق، وتلك التجاوزات في اللبس، والتواصل، والذهاب والإياب دونما هدف أو معنى، وكل ما ينتج عنه هو مضيعة للوقت، وهدر للجهد، في حين يجب أنْ يكون الوقت من ذهب، والجهد هو لحسن صياغته وتدبيره.* كيف نوظِّف الشهر الكريم في تمتين اللُّحمة الاجتماعيَّة وزيادة أواصر الروابط الاجتماعيَّة بين أفراد المجتمع؟- يجب علينا انتهاز فرصة هذا الشهر العظيم في تمتين اللُّحمة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وأواصر التواصل بين أفراد الأسرة والقبيلة ورفاق العمل، ومن له حق علينا وحق لنا، والبحث عن مواطن الحاجة لدي الآخرين، وما يترتب عليه فك الأسر عن المأسورين ، كما يجب علينا شراء الابتسامة وإهدائها لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها.* لو تسنَّى لك توجيه الدعوات لطعام الإفطار ماهي أهم ثلاث شخصيات تدعوها لتناول طعام الإفطار معك؟- عابر السبيل، وهم كثر في مكَّة المكرَّمة التي يأتيها النَّاس من كلِّ فجٍ عميقٍ وبخاصَّة في هذا الشهر الكريم.- الجار الذي كاد أنْ يرثني كواحد من ورثتي.- كل هذلي من أفراد قبيلتي سنحت لي الفرصة لمواجهته قبيل الإفطار؛ لتقوية الأواصر والروابط الاجتماعية؛ لأنَّ أساس المجتمع هو الأسرة، ثم القبيلة، وبخاصَّة أنَّ الإفطار الجماعي هو من أرقى الموائد الرمضانية وأكثرها ظهورًا.* هل أنت مع الإفطار الجماعي مع الأصدقاء والأحباب؟- نعم، وهذا دأبي في سائر الرمضانات السابقة، وهو من العادات الحميدة، وأرجو ألا يختلف هذا الشهر عن سوابقه إلَّا بأفضل مما كان؛ لأنَّها الساعة التي أنت فيها قال الشاعر: مَا مضَى فاتَ والمؤمَّلُ غيبٌولكَ السَّاعة التِي أنتَ فيهاوجاء في الأثر أنَّ (مَن سنَّ سُنَّة حسنةً فلُهُ أجرُهَا وأجرُ مَن عَملِ بِهَا إلى يَومِ القِيامةِ).* ما الذي يختلف في برنامجك الرمضانيِّ هذا العام عن الأعوام الماضية؟ - ليس هناك اختلاف كبير، ولكن ربما تزداد الأوقات المخصَّصة للعبادة، وخاصَّة في العشر الأواخر.
مشاركة :