تعتبر الإصابة بالإسهال من الظواهر الشائعة التي قد تؤثر على جودة الحياة والصحة العامة للأفراد خاصة خلال شهر رمضان. وتتمثل أعراضها في زيادة تردد حركات الأمعاء وإفرازاتها، ما قد يسبب للمريض شعوراً بالإرهاق والضعف. على الرغم من أن الإسهال غالباً ما يكون نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية، فإنه قد يكون ناتجاً أيضاً عن أسباب أخرى مثل التوتر الشديد أو التغييرات الغذائية المفاجئة. توجد العديد من الطرق التي يمكن للأفراد اتخاذها في المنزل لعلاج الإسهال والتخلص منه بطرق طبيعية، دون الحاجة للجوء إلى العلاج الدوائي. يشمل ذلك تناول السوائل بشكل متواصل لمنع الجفاف واستبدال السوائل التي يفقدها الجسم خلال فترة الإسهال. كما يُنصح بتجنب الأطعمة الدسمة والحارة بالإضافة إلى بعض الأطعمة المسببة للغازات، فيما ينصح بتناول الأطعمة اللينة وسهلة الهضم مثل الموز والأرز المسلوق. من بين أفضل الأطعمة التي يمكن للشخص تناولها للتخلص من الإسهال نجد الأطعمة التالية: الموز لعلاج الإصابة بالإسهال حسب مجلة SELF الأمريكية، شرح كينيث براون، الطبيب المختص بأمراض الجهاز الهضمي في بلانو، تكساس، الفوائد البارزة للموز، خاصةً فيما يتعلق بتعزيز صحة الجهاز الهضمي. وفقاً لبراون، يُعد الموز مصدراً غنياً بالبوتاسيوم، الذي يلعب دوراً حاسماً في استعادة الإلكتروليتات التي قد تُفقد نتيجةً للإسهال. يُسهم الموز كذلك في تحسين الصحة الهضمية من خلال محتواه من البكتين (نوع من الألياف القابلة للذوبان الذي يساعد على امتصاص السوائل في الأمعاء)، ما يُساعد في تقليل السوائل في البراز وتحسين قوامه. براون يُؤكد أيضاً على أهمية اختيار الموز بعناية عند البحث عن أفضل النتائج الصحية؛ يُوصى باختيار الموز الذي يميل لونه إلى الأصفرار الزاهي لأن النضج يجعله أكثر ليونة ويُسهل عملية الهضم. هذه النصائح تجعل الموز خياراً مثالياً لمن يسعون إلى تحسين صحتهم الهضمية، مقدماً حلاً طبيعياً لبعض المشكلات المتعلقة بالجهاز الهضمي. عصير التفاح جيد للمعدة النظام الغذائي المعروف بـBRAT، والذي يتضمن الموز، الأرز، التفاح “عصير التفاح”، والخبز المحمص، يُعتبر استراتيجية تقليدية وفعالة لإدارة أعراض الإسهال. هذا النظام يركز على اختيارات غذائية قادرة على توفير الراحة للجهاز الهضمي مع تقليل الأعراض المرتبطة بالإسهال. الدكتور براون يشدد على أهمية عصير التفاح كجزء من هذا النظام، موضحاً الدور الذي يلعبه البكتين، وهو نوع من الألياف الموجودة في التفاح، في تقليل سيولة البراز. البكتين مادة هلامية عندما تتماسك مع الماء تساعد في تكثيف البراز وتحسين قوامه. هذه الخاصية تجعل عصير التفاح خياراً ممتازاً للأشخاص الذين يعانون من الإسهال. ومع ذلك، يُنصح بتجنب التفاح النيئ، خصوصاً مع قشرته، نظراً لصعوبة هضمه في حالات الإسهال. بدلاً من ذلك، يوصي الدكتور براون باختيار عصير التفاح غير المحلى لتقليل الأعباء على الجهاز الهضمي وتجنب السكر الزائد الذي يمكن أن يفاقم الإسهال. هذه النصيحة تؤكد على أهمية الحرص على اختيار الأطعمة والمشروبات التي لا تزيد من التحديات الهضمية خلال فترة الإصابة بالإسهال. نظام البطاطا الغذائي في مواجهة التحديات الصحية التي يفرضها الإسهال، يبرز دور النظام الغذائي كعامل مساعد في التخفيف من أعراضه، وخصوصاً تلك الأغذية التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان. خبراء التغذية يشددون على أهمية الاعتدال في تناول الألياف، لا سيما تلك الألياف غير القابلة للذوبان التي قد تفاقم المشكلة. في هذا السياق، تأتي البطاطا كخيار غذائي مثالي يوفر كمية ملائمة من الألياف القابلة للذوبان التي تسهم بفعالية في التحكم بالإسهال. تحتوي البطاطا على ألياف قابلة للذوبان تجذب الماء إلى الأمعاء، ما يساهم في إبطاء عملية الهضم قليلاً ويساعد على تماسك البراز بشكل أكبر. هذه الخاصية تجعل البطاطا علاجاً طبيعياً فعالاً للإسهال، خاصة عند تناولها بطريقة صحية. للاستفادة من فوائد البطاطا، ينصح بخبزها في الفرن دون إضافة الدهون كالزبدة التي قد تزيد الضغط على المعدة وتفاقم الإسهال. كما ينصح الأطباء بتجنب قشور البطاطا، خاصةً البطاطا الحلوة، نظراً لصعوبة هضمها. علاج الإسهال بالأرز الأبيض والمكرونة في معركة التعامل مع الإسهال، تبرز أهمية اختيار الأطعمة التي يمكن أن توفر الراحة وتساعد في التحكم بالأعراض. حسب نفس المصدر يوصي أطباء التغذية بتوجه بسيط وفعال يرتكز على تناول النشويات البيضاء كالأرز والمعكرونة. هذه الأغذية، المعروفة بكونها مصادر جيدة للكربوهيدرات، لا تساهم فقط في توفير الطاقة اللازمة سواء كنت تعاني من الإسهال أم لا، بل أيضاً تساعد في تقليل سيولة البراز. النشويات البيضاء البسيطة تحتوي على كميات أقل من الألياف مقارنة بالحبوب الكاملة، ما يجعلها خياراً أكثر ملائمة خلال فترات الإصابة بالإسهال؛ إذ تكون أسهل في الهضم وأقل إرهاقاً للأمعاء. ومع ذلك، يحذر الدكتور كلارك من الإفراط في تناول هذه الأطعمة، لأن زيادة الكميات قد تعود بنتائج عكسية وتزيد من شدة الإسهال. على الرغم من أن الكربوهيدرات البسيطة تعتبر عناصر غذائية مفيدة بشكل عام، ينبغي التعامل معها بحذر وتعقل خلال فترات الإصابة بالإسهال. إدراج الأرز أو المعكرونة في النظام الغذائي يمكن أن يساعد في توفير الدعم الغذائي اللازم، شريطة الحفاظ على الاعتدال في الكميات لتجنب تفاقم الأعراض. الخبز المحمص والبسكويت يشدد الأطباء على ضرورة العودة إلى الأساسيات عند التعامل مع الإسهال. مع التركيز على صحة الجهاز الهضمي، وأهمية اختيار الأطعمة التي تسهم في تهدئة الأمعاء، موصين بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز المحمص أو البسكويت كخيارات مثالية خلال هذه الفترة. كما يحذر الأطباء من الإضافات المعتادة كالزبد أو زبد الفول السوداني والصلصات الحارة التي قد تكون جزءاً من روتيننا اليومي في الطبخ، لكنها تصبح غير مناسبة في أوقات الإصابة بالإسهال. الأطعمة الدهنية والحارة يمكن أن تزيد من إرهاق الجهاز الهضمي، ما يعرقل عملية الشفاء ويمكن أن يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات الهضمية. كما ينصح بالبقاء بسيطاً في اختيارات الطعام، وذلك بالاعتماد على الوجبات التي تكون لذيذة ومرضية دون الحاجة إلى إضافات قد تثقل كاهل الجهاز الهضمي. من خلال هذا النهج، يمكن للمرضى التخفيف من أعراض الإسهال وتسريع عملية الشفاء، مع الحفاظ على تغذية مناسبة ومريحة للأمعاء. الخضار المطبوخ خلال فترات الإصابة بالإسهال، يصبح تحديد الأطعمة التي يسهل على الجهاز الهضمي معالجتها أمراً بالغ الأهمية. طهي الخضار يعتبر استراتيجية فعالة لتقليل صعوبة هضم الألياف، ما يجعلها خياراً مثالياً لتسهيل العمل الهضمي. تحتوي الخضراوات مثل البروكلي والجزر على ألياف يمكن أن تكون صعبة على الهضم عند تناولها نيئة، لكن طهيها على البخار يجعل هذه الألياف أكثر ليونة ويسهل تناولها. حسب اختصاصيي التغذية وصحة الجهاز الهضمي، من الجيد دمج الخضراوات المطهية بالبخار مع أطعمة أخرى لطيفة على الأمعاء، مثل الأرز أو البروتينات قليلة الدهون. هذا المزيج يساعد على توفير تغذية متوازنة دون إثقال كاهل الجهاز الهضمي، الذي يكون في حالة حساسة أثناء الإسهال. كما يؤكد الاختصاصيون على فوائد تناول الخضار في شكل حساء، حيث يقدم الدفء الناجم عن الحساء تأثيراً مريحاً للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنه يساهم في إضافة السوائل إلى الجسم. الحفاظ على الترطيب أمر حاسم خاصة خلال فترات الإسهال المتكرر، حيث يتعرض الجسم لخسارة كبيرة في السوائل مع كل نوبة. إدراج الحساء في النظام الغذائي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لدعم الاستشفاء وتعزيز توازن السوائل في الجسم. الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات يمكن أن يكون الإسهال عرضاً لحالة صحية تتطلب الرعاية الطبية الفورية، مثل الإصابة بالتسمم الغذائي أو الإصابة بعدوى بكتيرية خطيرة. لذا، ينبغي على الأفراد مراجعة الطبيب في حال استمرار الأعراض لأكثر من يومين أو في حالة ظهور أعراض إضافية مثل الحمى أو الدم في البراز. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر : الرأي الأردنية
مشاركة :