المراقبون متخوفون هل يتكرر السيناريو الأوكراني في مولدافيا؟

  • 3/20/2024
  • 22:43
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذَّر عدد من المراقبين للشؤون الأوروبية والدولية من وجود مؤشرات لاندلاع صراع جديد بين روسيا والغرب في مولدافيا، خصوصًا بسبب التوترات والتصعيد الذي يشهده إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي الموالي لموسكو، وأيضًا تحركات روسية في إقليم ثانٍ بهذا البلد الفقير والصغير وهو جاجاوزيا.فهل نعيش اليوم فعلًا ظروفًا مشابهةً لما سبق مرحلة الغزو الروسي لأوكرانيا؟ وهل تأخر الغرب والأوروبيون في منع اندلاع حرب محتملة جديدة؟وتعيد الأحداث التي تشهدها مولدافيا حاليًّا إلى الأذهان الظروف التي سبقت بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير2022.حيث يشهد إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي الموالي لموسكو الواقع جنوب شرق مولدافيا (مساحتها 33846 كيلومترًا مربعًا)، وتبلغ مساحته ما يزيد قليلًا عن 4 آلاف كيلومتر مربع، تصعيدًا وتوترات كان آخرها هجومًا بطائرة مسيَّرة مفخخة استهدف قاعدة عسكرية، اتهمت كييف بالوقوف وراءه، رغم نفي الأخيرة التي قالت إنَّ الروس قاموا بتدبير عملية «استفزاز» رغبة منهم في «تصعيد» الوضع بالمنطقة.وليس هذا الإقليم الانفصالي الوحيد الذي يقض مضاجع المولدافيين ويقلق الغربيين، حيث إنَّ هناك إقليمًا آخرَ مواليًا لروسيا أيضًا، هو جاجاوزيا، الذي استقطب مؤخَّرًا اهتمام وسائل الإعلام، بعد أنْ دُعيت إيفجينيا غوتول حاكمته منذ يوليو 2023، من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًّا لحضور مهرجان الشباب العالمي في سوتشي (اختتم في 7 مارس).وصرَّحت جوتول بأنَّ بوتين قال لها إنَّ بلاده «ستحمي مصالح» السكان الموالين لروسيا في هذه المنطقة، ضد «الإجراءات غير القانونية» لحكومة مايا ساندو المولدوفية.وقد أشار معهد دراسات الحرب (ISW) في تقرير أخير بأنَّ «عددًا كبيرًا بشكل غير طبيعي من المدونين العسكريين الروس (غالبا من الحركة القومية المتطرفة النشطة جدًّا على المنصات)، قد تطرَّقوا إلى زيارة جوتول إلى روسيا، ما يشير إلى أنَّ المنطقة تكتسب أهمية في نظر موسكو».وفي هذا السياق، يشرح محمود الأفندي محلل سياسي وأستاذ الأكاديمية الروسية لوكالة الصحافة الفرنسية بأنَّ لروسيا صراعات قديمة مع دول الاتحاد السوفيتي سابقًا وتحديدًا في جورجيا ومولدافيا.وهو يقول في هذا الشأن: «هناك صراع منذ التسعينيات حول مناطق أغلبية السكان فيها روس يرفضون الخضوع لحكومات تلك الدول.ففي جورجيا، لدينا منطقة أبخازيا وجمهورية أوتيسيا الجنوبية. أمَّا في مولدافيا فلدينا منطقتان: جاجاوزيا وبريندستروفيا (ترانسدنيستريا).سبق أنْ حصلت صراعات عسكرية في جورجيا حيث دعمت روسيا الانفصاليين في تلك المناطق.بعد عدة حروب كانت آخرها في 2008، أصبحت تلك المناطق تخضع لحكم ذاتي تحت حماية روسيا الاتحادية لأنَّ 90 بالمئة من المواطنين هناك هم مواطنون روس».وفعليًّا، تدعم روسيا منذ تسعينيات القرن الماضي المنطقة الانفصالية في مولدافيا، الدولة المحاذية لأوكرانيا والموالية للاتحاد الأوروبي بعد أن كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي سابقًا.وتؤكد موسكو بانتظام أنَّ مولدافيا وأوكرانيا تعدان لاستفزازات أو لهجمات. لكن رغم التوترات، وحتى بعد ما طلب الانفصاليون من موسكو توفير «حماية» لهم، قلَّلت مولدافيا الأسبوع الماضي من أهمية ما يُقال عن التوترات المتصاعدة.وكانت سلطات ترانسدنيستريا الانفصالية طلبت في نهاية فبرايرمن موسكو «إجراءات حماية» في مواجهة «الضغط المتنامي» الذي تمارسه سلطات مولدافيا.ويقول الأفندي في هذا الإطار، إنَّ هذه المناطق شرعت في المطالبة بشكل رسمي من موسكو ضمَّها إلى روسيا الاتحادية، مثل أبخازيا وأوتيسيا الجنوبية وقريبًا بريندستروفيا.

مشاركة :