الرباط - يشهد مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري تقدما ملحوظا وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري حيث تجاوز الملف مرحلة التخطيط نحو المضي في التنفيذ حيث يعتبر هذا المشروع واعدا في مجال الطاقة بالنسبة للقارة الافريقية وكذلك أوروبا التي تعاني من أزمة طاقة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا. وأكد كياري في مؤتمر بمدينة هيوستن الأميركية أن قرار المضي في الاستثمار بشكل نهائي سيتخذ نهاية العام الجاري وبالتحديد في ديسمبر/كانون الأول المقبل ما يعني أن اللمسات الأخيرة لانطلاق المشروع بات قريبا للغاية. ويضم المشروع 13 دولة افريقية بتكلفة تبلغ 25 مليار دولار حيث تتواصل المشاورات لتنزيله على أرض الواقع حيث تعتبر الشهور المقبلة نقطة تحول. وفي حزيران/يونيو الماضي انضمت أربع دول افريقية اليوم الجمعة رسميا لمشروع خط أنبوب الغاز ليرتفع عدد الدول المنخرطة في هذا المشروع الواعد إلى عشر. ووقّعت كوت ديفوار وليبيريا وغينيا والبنين في مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بلاغوس حينها مذكرة تفاهم مع المغرب ونيجيريا وهي تتمة للمذكرات الموقعة في 2022 مع مجموعة 'إيكواس' وموريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وسيراليون وغانا. ويمر خط الغاز عبر دول نيجيريا وبنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وانتهاء بالمغرب. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي كشف وزير الدولة للموارد النفطية النيجري، إكبيريكبي إكبو أن 2024 سيشهد انطلاق المشروع بينما يعيش المشروع الجزائري أزمة اثر مخاوف قائمة بشأن الوضع الذي تشهده النيجر عقب انقلاب الجيش على الرئيس محمد بازوم. ويرى مراقبون ان السنة الحالية ستكون مفصلية للمضي في المشروع في مواجهة الخط الجزائري وهو ما جعل صحيفة صحيفة "الإيكونوميستا" الإسبانية المتخصصة في الاقتصاد تؤكد في تقرير نشرته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ان المشروع المغربي له الأفضلية على المشروع الجزائري. وستستفيد نيجيريا في كل الأحوال من المنافسة بين المغرب والجزائر لإنجاز المشروعين حيث سيدر عليها أموالا طائلة خاصة وأنها تمتلك مقدرات هامة من الغاز. وشددت الصحيفة الاسبانية أن افضلية المشروع المغربي تكمن في المناطق التي سيمر منها والتي تحظى باستقرار في مقابل الخط الجزائري الذي تعوقه التواجد الأمني الضعيف خاصة في دلتا النيجر التي تشهد تنامي للعصابات والجماعات المسلحة المختلفة. وينتظر أن يحقق المشروع المغربي نقلة جذرية في تسريع حصول الدول على الطاقة وتحسين ظروف معيشة السكان ودعم تكامل اقتصادات المنطقة وتخفيف حدة التصحر من خلال توفير إمدادات غاز مستدامة وموثوقة. وتمّ الاتفاق على إحداث مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا خلال زيارة الدولة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى نيجيريا في ديسمبر/كانون الأول 2016. ونجح المغرب في تقديم نفسه بديلا آمنا لإمدادات الغاز التي تنتقل من أفريقيا إلى أوروبا وصارت الرباط تتعامل مع أفريقيا كعمق تنموي لها وخاصة غرب أفريقيا، بينما حظي هذا المسار بدعم أوروبي.
مشاركة :