قال الدكتور طلال أبو غزالة رئيس المجمع الدولي العربي للمحاسبين القانونيين إن التنوع الاقتصادي في دولة الإمارات أو التحول إلى الاقتصاد البديل للنفط غير مرتبط بتذبذبات أسعار النفط والانخفاض الحاد الذي شهدته هذه الأسعار بالفترة الأخيرة مشيرا إلى أن عملية التحول هي عملية مستمرة ومتدرجة في الدولة وبدأت منذ سنوات. وأضاف في تصريحات للبيان الاقتصادي- أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كان دائما من السباقين في رؤية التحول إلى اقتصاد المعرفة الذي يعتمد على التقنيات دون ان يكون أسيرا للنفط وعائداته وفي خلق مجتمع ودولة تعتمد على المعرفة في بناء قوتها ومستقبلها الاقتصادي لافتا إلى أن مصادر الدخل الرئيسية في الناتج الإجمالي لدولة الإمارات خلال العقدين الأخيرين كان اغلبها من القطاعات غير النفطية التي تحقق نموا سنة بعد أخرى وتكتسب مزيدا من القوة والمرونة. تقنية المعلومات وأكد أبو غزالة أن الإمارات سعت بفضل التوجيهات الحكيمة والمتابعة المباشرة للقيادة العليا للتحول إلى اقتصاد ما بعد النفط بدون أي صدمة على الاقتصاد الوطني في ظل سياسات تعتمد بصورة أساسية على تعزيز الاقتصاد المعرفي وتكثيف استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في إدارة شؤون الدولة بما فيها الحكومة الإلكترونية بحيث باتت الإمارات في قائمة العشرين دولة على مستوى العالم التي يمكن تسمينها بالدول الذكية ونتمنى أن تتخذ بقية الدول العربية نفس التقدم التقني الذي نراه واضحا في كافة مرافق دولة الإمارات. وقال إن المقصود بالحكومة الإلكترونية هو أن تقدم الحكومة خدماتها للمواطنين والمقيمين والزوار من خلال الأنترنت والاتصال الرقمي وقد حققت الإمارات بشهادة المؤسسات الدولية إنجازات هامة في هذا المجال وينبغي التركيز في المرحلة القادمة على التعلم المعرفي للوصول إلى نظام تعليمي رقمي بالكامل أو على الأقل مختلط مع النظام التعليمي التقليدي والتحول إلى المدارس والجامعات الذكية بحيث يتاح للطلبة الدراسة من خلال الأنترنت بصورة كاملة وأن يكون المدرس موجهاً تقنياً بدلاً من أن يكون ملقناً. انخفاض النفط وأعرب أبو غزالة عن اعتقاده ان مشكلة انخفاض أسعار النفط رغم اثارها الضارة على اقتصاداتنا إلا أنها نبهتنا بشكل صارخ إلى ضرورة أن ننشئ اقتصاداً موازياً للاقتصاد النفطي من خلال بناء ناتج قومي يعتمد على اقامة مشاريع واقتصادات غير نفطية . لافتا إلى أن فنلندا هي مثال حي وناجح للدول التي لا تمتلك العديد من الموارد الطبيعية وفيها اعلى مستوى للدخل للفرد لأن اقتصادها تحول إلى الاقتصاد المعرفي الذي يصنع الثروة من خلال صنع المعرفة أي الاختراعات التي تعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات حيث نجد ان اختراعاً واحداً يوازي الناتج القومي لعدة دول وبالتالي علينا أن ندرك أن المستقبل هو للإبداع في العالم الرقمي. اتفاقيات التجارة وقال أبو غزالة ان اتفاقيات منظمة التجارة العالمية شملت تقريبا جميع السلع والخدمات لكنها استثنت بشكل واضح النفط في حين أن النفط في قناعتي يعتبر سلعة هامة ورئيسية كان يجب أن تخضع إلى اتفاق متعدد الأطراف ينظم التجارة فيها إلا أن الإرادة الدولية تتركها باعتبارها مادة استراتيجية وليست سلعة وعلى هذا الأساس يجب ان ننظر في المستقبل إلى المتغيرات التي ستؤدي إلى قرار جديد يؤدي إلى رفع أسعار النفط. ويرى أبو غزالة أن الغاز الطبيعي سيكون منافساً قوياً للنفط الخام وسوف يؤثر كثيرا على السياسات النفطية في العالم لكن ذلك لا يعني أن العالم يمكن أن يستغني عن النفط لصالح الغاز . القيمة المضافة أوضح طلال أبو غزالة أن ضريبة القيمة المضافة هي أحد إفرازات الوضع الاقتصادي، ويمكن أن تكون أداة لتشجيع وتحفيز الحركة التجارية والسياحية في حال تطبيق نظام استرداد الضريبة للزائرين والسياح الأجانب وغير المقيمين على وجه العموم، لافتاً إلى أن تطبيق الضريبة سيتم في دول مجلس التعاون الخليجي وربما في بقية الدول العربية.
مشاركة :