تذكروا.. حتى لا تنسوا!!

  • 1/8/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيظل هذا الكون بما فيه من مخلوقات دليلا على عظمة الخالق جل شأنه، وعلى تفضيله للإنسان على سائر مخلوقاته، وليت هذا المخلوق المفضل يدرك نعمة الله تعالى عليه، فيؤدي الشكر لربه كما ينبغي. كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون الرائع تشهد بأنه لم يخلق عبثا،وإنما كل شيء فيه قد خلق بقدر، وقد لا يشعر كثير منا بهذا، لأن يد الإنسان قد تدخلت وأفسدت، زاعمة تطوير ما حولها لمصلحة الإنسان ذاته، والحقيقة غير ذلك تماما. ومن الظواهر التي نلمسها بوضوح في حياتنا، ظاهرة النسيان، وكنا نظن انها تخص كبار السن منا فقط، فإذا بأطفالنا وشبابنا يزاحمون آباءنا وأجدادنا، بل ويتفوقون عليهم في النسيان. كثير من الآباء يشتكون من نسيان أبنائهم لكثير من القضايا والمسائل الدراسية والحياتية، ولو اقتصر النسيان على مقررات الدراسة لقلنا إنهم يكرهون الدراسة ولا يرغبون في التعليم، لكن النسيان أصبح يغطي كل أمور الحياة. كثير لا يهتمون بتفشي هذه الظاهرة، وقليلون من يقلقون ويستشيرون الأطباء، وبخاصة عندما يؤدي هذا النسيان إلى مشكلات في الحياة العملية والاجتماعية، وربما نعرف كثيرا من أسباب هذا النسيان، فكثرة الضغوط والأعباء التي تفرضها الحياة على الإنسان، وإيقاع الحياة السريع، والاعتماد على الآلة في كثير من جوانب حياتنا، إذ أصبح الجوال هو المنبه لنا بما علينا من واجبات، وفقدنا القدرة على حفظ الأرقام، بعد ان كان أهل الجزيرة مضربا للمثل في قوة الذاكرة وصفائها ونقائها، وقد كنا ذات يوم الوسيلة والأداة التي نقلت الأدب والدين عبر العصور، من خلال ذاكرة الأفراد. وإذا لم يكن من النسيان بد، فإن الله تعالى قد أنعم علينا بمضادات ربانية لهذه الآفة التي تمكنت من الكثيرين، وذلك من خلال النباتات التي تخرجها لنا الأرض، ولها دور فعال وكبير، لمقاومة هذه الآفة آفة النسيان. فالميرمية، النبات العشبي العطري المعروف، يساعد -كما يؤكد العلماء- على تخفيض الأنزيم المسؤول عن مسببات مرض الزهايمر الذي يصيب كبار السن على وجه الخصوص، كما ينشط الفلفل الأبيض الذاكرة، وتساعد القرفة الساخنة المحلاة بالعسل على مقاومة التقلصات علاوة على تنشيط الذاكرة ايضا. كما يساعد اللبان المر على الحفظ، وجلاء الذهن والتخلص من كثرة النسيان، وذلك بوضع ملعقة منه على كوب ماء، ويترك لثلاث ساعات ثم يشرب لمرة واحدة في اليوم. ويصف الأطباء عين الجمل او الجوز للطلبة، وكذلك الصنوبر والزبيب، حيث يساعدهم هذا كله على عدم النسيان، وكفاءة الحفظ، ويسمى التوت «مقاوم العمر» لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة، تعيد للمخ نشاطه وقوته. ولقد عرف القدماء البصل الأحمر واستخدموه في الطب القديم لعلاج أمراض الذاكرة الضعيفة، ولا يختلف العلماء حول أهمية الأسماك الدهنية كالسردين والتونة والماكريل، حيث تحتوي على مادة الأوميجا 3 التي تقوي نشاط المخ وخلاياه. وحدث ولا حرج عن التفاح والطماطم والكركم والعنب والباذنجان، وكلها أطعمة تقي المرء من ضعف الذاكرة والنسيان والزهايمر. قد يقول البعض اننا نتناول هذه الأطعمة ولا نشعر بتأثيرها على ذاكرتنا، لكنني على يقين من ان هذه النباتات والفواكه والأطعمة ستؤدي دورها الإيجابي الطبيعي، عندما لا تتدخل فيها اليد البشرية لتفسد خواصها التي أودعها الله فيها، بحجة تطويرها. كم هي كثيرة بحق نعم الله تعالى في الكون، ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

مشاركة :