من خيرك كفاية شرك - سلمان بن محمد العُمري

  • 3/29/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«مجلس الوزراء يؤكد ما توليه الدولة من دعم مستمر للعمل الخيري في المملكة وتعظيم أثره بين أفراد المجتمع، وينوّه في هذا الصدد بما حققته الحملة الوطنية الرابعة لدعم العمل الخيري في أيامها الأولى؛ من تفاعل واسع عكس أعظم صور التكاتف والتنافس بين المحسنين على أعمال البر والبذل والعطاء». وأمام دعم الدولة اللامحدود وتشجيعها للعمل الخيري الذي يحقق نجاحاً ويتعاون الناس فيه ونرى آثاره الإيجابية إلا ويعقب ذلك أصوات نشاز نراها ونسمعها في مواقع التواصل تشكك أو تطعن في هذه الأعمال الخيرية ساعة في القائمين على هذه الأعمال، وساعة في جدوى المشاريع، وساعة أو تارة في آلية العمل، ومن هذه برامج الإفطار أو جمعيات البر ومشاريعها وغيرها من الأعمال التي يوفق القائمون عليها، ويضحون بأوقاتهم وجهدهم وربما أموالهم ولا يسلمون من الأذى والتطاول والتشكيك والتشويش، ومن فضل الله عز وجل أن القائمين على هذه المشاريع جعلوا كلام الناس كالصخور فلم يحملوها على ظهورهم فتنكسر بل ألقوا بها على الأرض، وجعلوا منها قاعدة صلبة يسيرون عليها، ولأن من يقوم على هذه الأعمال صدقوا مع الله في أعمالهم وكانت نواياهم طيبة فقد تولى الله أمرهم ورفع شأنهم وأركس من نال منهم؛ فالنية الصالحة هي التي تجلب الخير وعلى قدر النوايا تكون العطايا. البعض هداه الله مفاتيح للشر ومغاليق للخير فلا ينووا بأحد خيراً، الشك وسوء الظن ديدنهم، ولا يقدمون لأحد خيراً ولا يضمرون إلا شراً إن رأوا ناجحاً رموه واتهموه بما ليس فيه، وهؤلاء المرضى تراهم تجاوزوا الحدود في الإساءة للآخرين ليس في مجتمعاتهم فحسب بل حتى في المجتمعات الأخرى؛ فتجدهم عند كل شاردة وواردة يتعرضون بالإساءة للآخرين ودائماً ما يتلبس هؤلاء (المشنشنون) بلباس الإصلاح والتقوى والغيرة الكاذبة وتراهم يرددون أن المصائب سببها الثقة العمياء وحسن النية، والله يعلم بسرائرهم وغاياتهم ومقاصدهم من هذه الإساءات والتثبيط والتشكيك في الآخرين. ويهمني بالدرجة الأولى (قاذفات الصواريخ) التي يحملها المشككون بالأعمال الخيرية في مجتمعاتنا بين آونة وأخرى والطعن في هذه الأعمال أو في من يقوم عليها وهم أناس نحسبهم والله حسيبهم فيهم الحرص والإخلاص بالعمل لله وابتغاء رضوانه وليس هناك أحد معصوماً من الخطأ. يقول فضيلة الشيخ الدكتور سعد الخثلان عضو هيئة كبار العلماء سابقاً في تعليقه على حال بعض المثبطين الذين يزهدون الناس في أعمال الخير (بعض الناس إذا أتت مثل هذه المواسم، قام يزهد الناس في عمل الخير، ويرسل مقاطع، وربما أقوالاً لبعض العلماء وخلافات، وهذا يا إخواني من قلة التوفيق، اترك الناس، تعمل الخير، إذا كنت أنت لن تعمل، اترك الناس تعمل، في بعض الناس يزاهد الناس في تفطير الصائمين، وربما يركز على بعض الأخطاء، أو بعض السلبيات التي تقع من بعض من يفطرون ويضخمها، هذه الأخطاء قد تقع، لكنها قلة، كم نسبتها؟ قلة، فينبغي ألا تضخم، هذا عمل صالح، النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الإسلام الخير، قال إطعام الطعام، يعني لو لم يكن في تفطير الصائم، إلا إطعام الطعام، كذلك بعض الناس يزهد في العمرة في رمضان أو يزاهد الناس في بعض أعمال الخير، فنقول يعني ينبغي حث الناس على الخير وعدم التزهيد، وهذه المقاطع التي ترسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ينبغي أن لا يرسلها الإنسان إلا وفيها حث الناس على الخير، إذا وجدت مقطعاً فيه تزهيد الناس لا ترسله، اجعله يقف عندك مقطع يزهد الناس في تفطير الصائمين، يزهد الناس في العمرة في رمضان، ويزهد الناس في بعض أعمال الخير لا ترسله). إن القطاع الخيري بمختلف مؤسساته وكياناته هو شريك حقيقي وفعال إلى جانب القطاع الحكومي والخاص في مسيرة التنمية في كل بلد، ويعلم الجميع أن برامج العمل الخيري لها أثر بالغ في تنمية المجتمع وتطويره، ومن فضل الله عز وجل أن المؤسسات الخيرية جميعها تعمل تحت مظلات رسمية، وتقوم الجهات ذات العلاقة بمراجعة ومتابعة أعمال المؤسسات وتقييمها. إننا في شهر رمضان المبارك وهو شهر المغفرة والجود والإحسان والأولى بالمسلم ألا يلحق بصيامه ما يشينه ويؤثر عليه بالتطاول على الآخرين أفراداً، وجماعات، وأن يحفظ لسانه وجوارحه من الإساءة للآخرين، وكما قال العوام «من خيرك كفاية شرك» فيا أيها المسيئ والمثبط أحسن إلى نفسك وإلى الآخرين بلجم لسانك.

مشاركة :