كان الفنان فادوارد مونك "1863-1944" يرسم بحمى هستيرية، مستخدما أنبوب اللون بالضغط على سطح القماش مباشرة. يرسم في مرسمه، وفي العراء حيث الهواء الطلق. بابلو بيكاسو "1881-1973" كان يرسم بعد أن يفتح باب منزله على مصراعيه ونصفه الأعلى عار. تعددت طقوس التشكيليين خلال ممارستهم الفن. لكل فنان طريقته الخاصة. الفنان المصري الدكتور سيد القماش كان يرى أعماله ماثلة أمام عينيه على زجاج السيارة، فيسجلها على ورق بطريقة سريعة ترسم علامات التعجب في عين سائقه. تباين المزاج فكرة العمل الفني تأتي في أحيان كثيرة على غير موعد، فقد تأتي في الحلم أو اليقظة، أو في الصباح أو في المساء، أما بالنسبة للمكان فعادة ما تأتي الفكرة في الأماكن التي يخلو فيها المرء مع نفسه. بعد أن تأتي الفكرة أسجلها بداية على أوراق خاصة "اسكتشات" بما يشبه التخطيطات الأولية التي تجري عليها التعديلات المناسبة لتكتمل الصورة، وتكون صالحة للتنفيذ إما بشكل مسطح أو مجسم، مستخدما خامات وأدوات تخص كل مجال. ومدة تنفيذ العمل الفني، ذلك يتوقف على خبرة الفنان ومزاجه الفني، والتقنية المستخدمة، فقد تمتد لأشهر وقد ينتهي تنفيذها في ساعات، وبانتهاء العمل لا أعود إلى العمل لإكماله، هناك أعمال أخرى ربما تحتاج إلى إعادة قراءتها وتأملها، وقد يصل الأمر إلى أن يلغي جزء منها ويضاف آخر تبعا للحالة المزاجية. ناصر الموسى فنان تشكيلي القراءة قبل الرسم الرغبة في الرسم أقرب إلى حالة اللاوعي، تشعر معها بأن هناك من يأخذها فتتبعه دون اعتراض لتمتطي ظهر قلم رصاص أو فرشاة، تحلق بها في فضاء ورقة فارغة، لا وقت محددا لرغبة كهذه فهي حالة جامحة، وليدة لحظتها، تأتي وحدها دون سابق إنذار، وفي أي مكان، لكنها تزداد إن صادفت ما يلهمها ويشعل جذوة الرغبة داخلها، كمشهد طبيعي تشاهده أو روح جميلة تصادفها أو مشاعر خفية تستيقظ فجأة. عادة، يحلو الرسم والتعبير في ساعات الصباح الأولى حين تهديني الشمس ضوءها وحياتها وحيويتها، لكن ممارسة الرسم جميلة في كل الأوقات إذا ما توافرت الإمكانات، والأدوات، والهدوء اللازم. لا أبدأ الرسم إلا بعد أن أقرأ طويلا، أرسم، ثم أعود لأقرا، ثم أعود إلى الرسم، الأمر الذي رسم علامات الاستفهام على محيا والدتي التي تعلق بأنها تخشى علي من الجنون! أبدأ بتخطيطات رئيسية على الورق، تتوالد فيها ملامح العمل الأولية، تليها مرحلة التنفيذ النهائي على اللوحة، وفيها تبدأ التفاصيل تأخذ مجراها كأنهار وليدة. ربما أعمد إلى ممارسة العمل الفني على قماش الكانفس مباشرة دون تخطيط مسبق، وهذا يعتمد على فكرة العمل، والاتجاه، والتقنية المستخدمة. صالحة الأحمري فنانة تشكيلية توالد الأفكار أستحضر أعمالي الفنية من أبيات شعري، فتكون الفكرة حاضرة مسبقا، وأحياناً أبدأ النحت دون أي موضوع محدد، وأمنح "ازميلي" الحرية في تشكيل العمل، ثم تتوالد الأفكار خلال الممارسة، وربما ألجأ إلى تخطيط العمل على الورق بداية، ثم أنقل هذه التخطيطات على كتلة الحجر الذي سأنحته، ثم تأتي مرحلة الهدم والتفريغ إلى أن تتضح معالمه، ثم أنتقل إلى المراحل النهائية في التشطيب والتحسين، وربما يستغرق مني وقتا طويلا قد يصل إلى أشهر في كثير من الأحيان، ولا أضع توقيعي على العمل إلا بعد أن أقتنع به وأرى أنه مناسب للعرض، وأحرص على ممارسة النحت في محترفي الخاص بمنزلي، مفضلا ساعات الليل المتأخرة، وفي أحيان كثيرة أتعامل مع الحجر في موقعه الذي وجدته فيه. فيصل النعمان نحات 12 إرشادا للمبتدئين 1- التأني وعدم استعجال النتائج 2- الممارسة المستمرة للفعل التشكيلي 3- الإفادة من التراث المحلي للتأكيد على الهوية 4- صياغة أعمال معاصرة 5- مطالعة الكتب المتخصصة في تاريخ الفن ومدارسه 6- التجريب المستمر للخامات والأساليب الفنية 7- زيارة المعارض والبيناليات والتظاهرات التشكيلية 8- النقد الذاتي المستمر 9- تقبل النقد وآراء الآخرين 10- الاعتزاز بالتجارب الشخصية 11- منح العمل حقه من الوقت والجهد 12- حضور المحاضرات والورش المتخصصة والاطلاع على كل جديد
مشاركة :