الزيارة التاريخية تُوحِّد الخارطة الجغرافية | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 4/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تزيّنت عروس القارة الإفريقية "مصر" لاستقبال "سلمان العزم"، خادم الحرمين الشريفين، في زيارة استثنائية وتاريخية، تُعدُّ الأولى رسميًا منذ أن تسلَّم -يحفظه الله- مقاليد الحكم في المملكة، وتحمل هذه الزيارة في مضامينها أكثر من رؤية، فهي تأتي في وقتٍ تشهد فيه المنطقة صراعات واضطرابات، وهي بمثابة رسالة أخوية تُؤكِّد فيها المملكة أنها حريصة كل الحرص على التنسيق مع دول الجوار وتبادل الآراء، خاصة مع مصر الشقيقة، وهذا دليلٌ قاطع أمام كل مَن حاول أن يُشكِّك في متانة العلاقة بين البلدين، التي تجاوزت كل الصعوبات بفضل حكمة القيادة وبُعد نظرها لأهمية التكاتف العربي والإستراتيجي، فقد كانت السعودية وما تزال داعمًا قويًا للشعب المصري وحكومته، خاصة أن الزيارة المؤرخة تاريخيًا تحمل دلالة هامة على أن المملكة حريصة كل الحرص على استقرار اقتصاد مصر واستقرار شعبها الوفي الأصيل، خاصة أن الزيارة شهدت العديد من الاتفاقيات، التي هي بمثابة تتويج حقيقي للجهد المُكثَّف الذي حقّقه مجلس التنسيق السعودي برئاسة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي استطاع أن يبلور الكثير من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والذي تحقَّق في توقيع 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم؛ ستمنح العلاقات بين البلدين -وعلى مختلف الأصعدة- المزيد من الثقل والتوزان على الخارطة الجغرافية للعالم، حيث تعتبر تلك الاتفاقيات نقلة نوعية بين الحكومتين، خاصة أن العلاقة بين البلدين ممتدة منذ عقودٍ زمنية طويلة. إن حكومة البلدين متفقتان على وضع الحلول الإستراتيجية للكثير من القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تحيطها المشكلات من كل الاتجاهات، وهي بحاجة لجهد دبلوماسي استثنائي من أجل إيجاد الحلول، والتي من أولوياتها تجفيف منابع الإرهاب من أجل الوصول بمنطقتنا إلى مرفأ الأمان. إن محبة الشعب المصري الشقيق تتربَّع في قلب قائد أمتنا "سلمان الخير"، والذي عانق بيديه كفوف الشعب المصري بمختلف طبقاته، من خلال تغريدته التي قال فيها: "لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر وحفظ شعبها". تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين لعروس النيل بعد أن حضر -يحفظه الله- تنصيب الرئيس السيسي رئيساً للجمهورية في عام 2014، عندما كان سلمان الحزم وليًّا للعهد في عهد الملك عبدالله -يرحمه الله- ومكمّلة لسلسلةٍ من الزيارات التاريخية، بدأها المغفور له مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز في عام 1946م، لترسم ملامح مستقبل يحمل الكثير من المؤشرات الإيجابية، والتي تتطلع لبناء مستقبل خالٍ من الحروب والمؤامرات والدسائس، والتي تتطلب النية الصادقة وتكاتف الجهود وتوحيد الرؤية. * رسالة: الزيارة التاريخية وحَّدت الخارطة الجغرافية "آسيا وإفريقيا" في قلبٍ واحد. maghrabiaa@ngha.med.sa

مشاركة :