«نحن لا نحلم، نحن نفكِّر في واقع سوف يتحقَّق».. مقولة أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، واعتبرها اقتصاديون ورجال أعمال عنوانًا واضحًا للمرحلة التي تعيشها المملكة حاليًّا، مع حلول الذكرى السابعة للبيعة، واحتفالات أبناء الوطن بقائدهم الشاب الملهم.وأجمع مراقبون على أنَّ البيعة، تمثِّل نقطة تحوُّل مهمَّة في حياة المملكة، حيث أسهمت في تحويل الأحلام إلى واقع، وجعل المملكة محط أنظار العالم، ومنصَّة عالمية للاستثمارات واستقطاب الخبرات الأجنبية للسوق السعودي.نقطة انطلاق يؤكد الدكتور عبدالله صادق دحلان «الاقتصادي المعروف» أنَّ الذكرى السابعة لبيعة سمو ولي العهد هي مناسبة تاريخيَّة كُبْرى لنا جميعًا، وتُعدُّ انطلاقةً لعصر زاهر مليء بالإنجازات، توج خلال الفترة الماضية بحصول المملكة على حق استضافة إكسبو 2030، وكأس العالم 2034، ولفت إلى إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة التي غيَّرت البنية التحتية بشكل كامل، سواء في مدينة الرياض التي تشهد بالفعل عددًا كبيرًا من مشروعات البنى التحتية، مثل مطار الملك سلمان، ومشروعي القدية، وحديقة الملك سلمان، وغيرها من المشروعات الضخمة، أو في غيرها من مدن المملكة التي قد تلعب دورًا مهمًّا؛ لا سيَّما في تنظيم كأس العالم. ويرى أنَّ المتابع لمشروعات رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد في السنوات السبع الماضية، يرى كيف بدأت بعدد من المشروعات الطموحة، مثل: نيوم، والبحر الأحمر، وآمالا، والقدية، واستمرَّت بعدها في إطلاق مشروعات في مدن أخرى، مثل مشروع وسط جدة، أو رؤى المدينة المنوَّرة، أو مشروعي السودة، ومطار أبها، ولم يتوقَّف الأمر على مشروعات البنية التحتية، بل تم إطلاق مشروعات تخصصية، كما هو الحال في المشروعات الزراعية المرتبطة بمدن ذات خصائص جغرافية وبيئية معينة.بواكير الرؤية ويوضِّح المستشار الاقتصادي والقانوني هاني محمد الجفري، أنَّ المملكة في أعقاب المبايعة التاريخية لولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لم تتوقَّف عند برامجها ومشروعاتها العملاقة، حيث أصبح سمو ولي العهد ملهمًا لشباب وشابات الوطن، ومثالًا يُحتذى به بهمَّة جادَّة نحو التطوير والنهوض ببلادنا، لتحجز مقعدها بين مصاف الدول العظمى. واستمرَّت المملكة في إطلاق مبادرات ومشروعات عديدة استهدفت قطاعات كالسياحة والترفيه والرياضة، وفي غضون أعوام قليلة سرق الدوري السعودي لكرة القدم الأضواء من الدوريات العالمية الكُبْرى، وأصبح محط أنظار العالم بعد هيكلة القطاع الرياضي، وتفعيل دور القطاع الخاص في المنظومة الرياضية. ويرى أنَّ رؤية ولي العهد كانت شاملة لجميع القطاعات الحيوية، حيث ظهرت تقاطعات مشروعاتها، ودعم بعضها بعضًا، ويقول: «على سبيل المثال، اتَّضح أنَّ القطاع السياحي بحاجة إلى تدعيم لوجستي، فأطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة طيران الرياض؛ لتسهم في تحقيق مستهدفات القطاع السياحي، والأمر ينطبق على تقاطعات كثيرة بين برامج الرؤية، ويسهم في زيادة فعالية هذه القطاعات، إشراف القيادة العُليا في المملكة على الاستراتيجيات الوطنية، بما يضمن تكامل الأعمال، والبُعد عن الازدواجية.روح قيادية ويشير م. رامي إكرام رجل الأعمال إلى أنَّ القطاع الاقتصادي الرابح الأكبر في بيعة عرَّاب رؤية المملكة 2030، حيث حصد الكثير من الإنجازات العملاقة مستفيدًا من الديناميكية والروح القيادية لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا أنَّ المملكة في العام الجاري 2024، استمرَّت في سياساتها الإنفاقية التوسعية، ورصدت ميزانية فاقت 1.2 تريليون ريال، مع اتِّباعها سيناريوهات متحفِّظة من ناحية الإيرادات، ولم يزد العجز في الميزانية العامة للدولة على 2 في المئة، واستمرت الحكومة في تمويل قطاعاتها دون تغيير جذري، بما يضمن استمرارية الإستراتيجيات القطاعية للدولة، وبما يتوافق مع المتغيرات المحيطة بها. ويشدِّد على النجاحات الاقتصادية اللافتة للسياسة الحازمة التي يتبعها سمو ولي العهد، مشيرًا إلى أنَّ استمرار المملكة في إنفاقها في الميزانية العامة دليل على أمرين، الأول: هو ثقتها بمتانة اقتصادها وقدرتها على الإيفاء بهذا الإنفاق التوسعي، دون الإضرار بمعدل الدَّين للناتج الإجمالي العام، ودون الإخلال باحتياطاتها، والثاني: هو مُضيُّها في برامج الرؤية الطموحة، وثقتها بنتائجها الإيجابية المستقبلية على الاقتصاد الوطني.
مشاركة :