يمثل توقيع اتفاقية إنشاء منطقة صناعية في سيناء ضمن الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين السعودي والمصري أهمية اقتصادية صناعية تنموية كبرى لشبه جزيرة سيناء وتشكل عصب التنمية البشرية والحضرية المستدامة في المنطقة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.7 مليار دولار، حيث من المتوقع بزوغ تحالفات صناعية سعودية مصرية قوية في المنطقة تحقق تكامل استراتيجي ضمن خطط البلدين الصناعية الجديدة في ظل التواجد القوي لعمالقة النفط والتكرير والبتروكيماويات والتعدين في العالم شركات ارامكو وسابك ومعادن في المنطقتين الشمالية والغربية من المملكة المتاخمة لشبه جزيرة سيناء، وأبرزها توجه المملكة الناجح صوب تنمية المنطقة الشمالية التي نتج عنها بناء مدينة وعد الشمال وتأسيس أكبر التحالفات بين أقباط صناعة البتروكيماويات والتعدين في العالم المتمثل في تشييد مشروع معادن للفوسفات كشراكة بين شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وشركة (سابك) لتطوير مجمع متكامل لإنتاج الفوسفات في المملكة، بتكلفة 26 مليار ريال ومن المخطط بدء إنتاجه أواخر عام 2016. أرامكو وسابك ومعادن وتأهب لدعم سيناء الصناعية بالخام والتقنيات والمنتجات المبتكرة والمتخصصة ويشكل هذا المشروع الضخم ومنتجاته ارضا خصبة للمنطقة الصناعية المرتقبة في سيناء وحاجة مصر اجمالا لمنتجات مجمع الفوسفات في وعد الشمال بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ (16 مليون) طن سنويا والتي تمثل المنتجات النهائية منها (3 ملايين) طن تقريبا من الأسمدة الفوسفاتية والمركبة و(440 ألف طن) من المنتجات التحويلية تشمل حامض الفوسفوريك النقي المستخدم في الصناعات الغذائية، وثلاثي بولي فوسفات الصوديوم المستخدم في تصنيع المنظفات، ومنتجي فوسفات أحادي وثنائي الكالسيوم المستخدمين في تصنيع أعلاف الحيوانات. وقد اختصرت المملكة الزمن بتحقيق مكاسب عديدة في وقت قياسي بفضل السياسات الحكيمة التي انتهجتها حكومة المملكة في تطوير اقتصادها من خلال قطاع التعدين للمساهمة في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق النمو المتوازن وخلق الفرص الوظيفية للشباب السعودي، حيث مكنت المشاريع التعدينية المملكة من أن تكون لاعبا رئيسا في أسواق الأسمدة الفوسفاتية العالمية مع تحقيق التطور والتنمية لصناعة الأسمدة في المنطقة العربية من خلال تكوين تحالفات مرتقبة تستغل مدخرات وثروات البلاد من المواد الخام. وحققت شركة معادن نقلة نوعية في تطوير مشاريعها التعدينية واستثماراتها الصناعية وخططها الاستراتيجية لتنجح في تشكيل منظومة من الصناعات التعدينية السعودية بمعايير عالمية ما مكنها من المساهمة بإيجابية في التنمية المستدامة وخوض المنافسة بكل اقتدار في الأسواق العالمية وتعزيز مكانتها بين المنتجين العالميين وكذلك التوسع في تطوير عمليات زيادة الموارد المعدنية، لرفع إنتاج الشركة من الذهب حيث بلغ 400 ألف أوقية سنويا في عام 2015. ومن المؤمل إقامة مشاريع صناعية سعودية مصرية مشتركة في منطقة سيناء الصناعية ترتكز على الثورة الهائلة والطفرة الكبيرة التي تنعم بها المملكة في إنتاج الأسمدة على المستوى العالمي ولا سيما في وعد الشمال وسعي المملكة لتهيأت كل ما من شأنه دعم المصانع السعودية للأسمدة لتعلن أعلى درجات المنافسة في توسعات ومشاريع جديدة ضخمة بعد أن نجحت في تصعيد إجمالي الطاقات الإنتاجية للمملكة إلى نحو 13 مليون طن متري سنوياً من الأسمدة بعد أن تمكنت شركتي (سابك) ومعادن من إضافة 6.7 ملايين طن و3 ملايين طن متري سنوياً على التوالي، إضافة إلى طاقة شركة معادن للفوسفات الإجمالية التي سوف تبلغ حين اكتمال مصانعها نحو 10 ملايين طن وتشمل حامض الفوسفوريك بطاقة إنتاجية (1,5) مليون طن، وحامض الكبريتيك بطاقة (4,5) ملايين طن، والأمونيا بطاقة (1,1) مليون طن، إضافةً لحبيبات فوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة (3) مليون طن تقريباً والتي أضحت نسبتها تمثل نحو 20 - 25% من تجارة الأسمدة الفوسفاتية في السوق العالمية، في وقت تنتج نحو 85 دولة على رأسها الدول الصناعية الكبرى الأسمدة المختلفة بطاقة تتجاوز 170 مليون طن سنوياً. كما من المؤمل أن تستفيد المنطقة الصناعية في سيناء من التواجد الصناعي القوي لشركة ارامكو السعودية في مدينة رابغ الصناعية في المنطقة الغربية ومشروعها العالمي الضخم مع شركة سوميتومو كيمكال اليابانية في مجمع بترورابغ العملاق البالغ حجم استثماراته 40 مليار ريال بطاقاته الإنتاجية الهائلة التي تبلغ 17.175 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية وتشمل غاز البترول المسال، والنافثا، والبنزين، وقود الطائرات، والديزل، وزيت الوقود، فضلا عن الطاقات البتروكيماوية البالغة 2.4 مليون طن متري سنويا تشمل الإيثلين بطاقة 1.250 مليون طن، والبروبلين بطاقة 900 ألف طن، والبولي إثيلين منخفض الكثافة بطاقة 350 ألف طن، والبولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي بطاقة 250 ألف طن، والبولي إثيلين مرتفع الكثافة بطاقة 300 ألف طن، ومونو إثيلين جلايكول بطاقة 600 ألف طن، والبولي بروبلين بطاقة 700 ألف طن، وأكسيد البولي بروبلين بطاقة 200 ألف طن. وتلك المنتجات التي تمثل مواد خام تمهد لقيام صناعات مشتركة في سيناء في وقت تحضر ارامكو لإنجاز مشروع "بترورابغ2" الضخم والذي يمثل أضخم مشاريع أرامكو التوسعية في انتاج المواد البترولية المكررة والعطريات والبتروكيماويات ويشمل توسعة وحدة تكسير الإيثان القائمة لمعالجة 30 مليون قدم مكعبة إضافية وبناء مجمع لمعالجة النافثا والعطريات يتم من خلاله معالجة أكثر من 2.7 مليون طن سنويا من النافثا وبتكلفة تقدر بنحو 32 مليار ريال ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع خلال عام 2016م. وشملت اتفاقيات تنمية شبه جزيرة سيناء إنشاء 9 تجمعات سكنية، 8 تجمعات منها فى شمال سيناء، وتجمع واحد في جنوب سيناء، بقيمة 120 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع المعالجة المائية لمياه الصرف، ومشروع 4 وصلات برية بطول 61 كيلو متر، وطريق مشروع محور التنمية بطول 90 كم متر.
مشاركة :