شدد خبراء ومحللون سياسيون على أن هناك تحديات تواجه الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى في مواجهة الرئيس السابق ماكي سال. وأدى ديوماي فاي، 44 عاماً، اليمين الدستورية قبل أيام، ليصبح الرئيس الخامس للسنغال، وأصغر رئيس دولة منتخب في أفريقيا، بعد حصوله على 54% من الأصوات في الجولة الأولى، في ظل تحديات اقتصادية وسياسية خارجية وداخلية غير مسبوقة. ويرى الباحث السياسي السنغالي تيرنو بشير أن السنغال شهدت خلال الأشهر الماضية توترات سياسية خطيرة، لكنها نجحت في تجاوز الظروف الصعبة وإجراء الانتخابات الرئاسية التي كانت تمثل نقطة فارقة للخروج بأسرع وقت عبر الحل السلمي وهو تنظيم الانتخابات بشفافية ونزاهة. وأوضح بشير في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الرئيس الجديد باسيرو ديوماي فاي كان أبرز رموز المعارضة التي تنتمي إلى مدرسة سياسية تدعو إلى احترام سيادة الدولة والنظر إلى طبيعة العلاقات مع الدول الفاعلة، خاصة فرنسا. وبيّن أن هناك تحديات تواجه الرئيس المنتخب، تتمثل في مشكلة البطالة والتي دفعت الشباب إلى الهجرة غير الشرعية بحثاً عن ظروف معيشية أفضل، مؤكداً في هذا السياق أهمية توفير فرص عمل أمام الشباب وفتح المجال أمام المستثمرين المحليين. وتمثل الأوضاع الأمنية، بحسب بشير، أهم التحديات الداخلية، خاصة أن السنغال تعيش في منطقة متأججة بانقلابات عسكرية متكررة، وتشهد انتشار الجماعات المسلحة، ما يتطلب القدرة على حماية الحدود السنغالية. وأشار بشير إلى أن النظر في العلاقات التي تربط السنغال مع الدول الخارجية والفاعلة في المنطقة من التحديات الخارجية أمام الرئيس المنتخب، موضحاً أن هذا الملف يتطلب سياسة خارجية حكيمة لإدارة هذه الملفات المهمة. ومن جانبه، رأى الباحث في الشأن الأفريقي محمد تورشين أن فوز ديوماي بالانتخابات الرئاسية السنغالية كان متوقعاً، لكن المفاجأة كانت الفوز من الجولة الأولى. وأوضح تورشين في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحملة الانتخابية للرئيس السنغالي الجديد باسيرو نجحت في التركيز على الملاحظات المرتبطة بإجراءات إصلاحات حقيقية، ومحاربة الفساد والعلاقة بالغرب، ما أتاح له أن يكون حاضراً في الرأي العام والفوز بالانتخابات بعد كسب تأييد الشارع والتأثير في المشهد العام.
مشاركة :