أكد خبراء سياسيون واقتصاديون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر دشنت لمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، وليس العلاقات الثنائية فحسب، من شأنها أن تؤسس لانطلاقة كبيرة وتعاون مثمر خلال الفترة القادمة، كما أنها تمثل علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك. إنجازات ضخمة بداية عبر الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق في مصر عن سعادته وارتياحه لما تحقق خلال زيارة الملك سلمان، ووصفها بأنها خطوة كبيرة وحققت إنجازات ضخمة. وأشار إلى أنها شكلت دفعة قوية وضخت دماء جديدة في شريان الاقتصاد المصري، وجاءت في توقيت مهم للغاية تواجه مصر خلاله حملة شعواء من جهات عدة، ومن ثم عكست دعما سعوديا كبيرا وعلى أعلى مستوى على غرار ما جرى أبان ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان. وبين أن ثمارها كثيرة توزعت على قطاعات عدة، في مقدمتها تنمية سيناء بالدرجة الأولى ما سيشكل نقلة نوعية لها ويسهم في إحداث تنمية شاملة بها لتصبح نبضا للحياة بدلا من كونها وكرا للإرهابيين. إستراتيجية للمستقبل وقال السفير الدكتور جمال بيومي (الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب ومساعد وزير الخارجية السابق) إن زيارة خادم الحرمين الشريفين أحدثت حراكا كبيرا بالمنطقة ككل وستظهر نتائجها في القريب العاجل، بل بدأت ثمارها بالفعل ليس على مصر فقط، وإنما على مستقبل المنطقة، وتوثيق أواصر الأمة من خلال جسر الملك سلمان للربط بين شطري الأمة. ورأى أن الزيارة حركت المياه الراكدة التي عانت منها المنطقة ووضعت إستراتيجية لمستقبل هذه المنطقة ترتكز على جناحي الأمة مصر والسعودية، بجانب ما شكلته من دعم كبير للاقتصاد المصري من خلال قائمة الاتفاقيات التي تم توقيعها في العديد من القطاعات أبرزها الكهرباء والطاقة والزراعة والتعليم وتنمية سيناء، إضافة إلى الصندوق الذي أعلن عنه برأسمال قدره 60 مليار ريال. مرحلة جديدة وثمن شريف الديواني (رئيس المركز المصري للدراسات الاقتصادية) نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين، معتبرا أنها شكلت دعما كبيرا للاقتصاد المصري، ووضعت العلاقات والمنطقة العربية ككل على أعتاب مرحلة جديدة سيتم التأريخ بها، وستظهر ثمارها على العمل العربي المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية بالدرجة الأولى. تفاهمات واتفاقيات ويؤكد السفير الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين السابق لدى مصر والجامعة العربية أن محصلة هذه الزيارة تصب في مصلحة العلاقات الثنائية بالدرجة الأولى والعمل العربي المشترك، معربا عن سعادته بما أثمرت عنه من تفاهمات واتفاقيات، ورأى أنها ستنعكس على التحركات المستقبلية بين البلدين في قيادة العمل المشترك والدفاع عن القضايا العربية، منوها بما عبر عنه خادم الحرمين من خلال كلمته التاريخية أمام مجلس النواب المصري. مواجهة التدخلات وفي ذات السياق اعتبر اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والإستراتيجي أن زيارة خادم الحرمين الشريفين أسست لمرحلة جديدة في التعاون القائم على التفاهم والانسجام التام بين قيادتي أكبر دولتين عربيتين، مؤكدا أن مثل هذا التفاهم من شأنه أن يحصن الأمة في مواجهة التدخلات الخارجية. وتوقع أن ينعكس ذلك بصورة تلقائية على أداء الجامعة العربية، والتحركات السعودية - المصرية حيال القضايا العربية.
مشاركة :