مفاوضات «الفرصة الأخيرة».. صفقة أم اجتياح رفح؟

  • 4/29/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحبس الكثيرون أنفاسهم، انتظاراً لما ستتمخض عنه جولة المفاوضات الأحدث في عمر الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر، التي وصفت بـ «الفرصة الأخيرة». ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن مصدر قالت إنه منخرط في محادثات غزة، أمس، أن حركة حماس ستعرض أعداداً «معقولة» للأسرى الإسرائيليين الذين يمكن أن تطلق سراحهم، ما يشير إلى «تحوّل إيجابي». وقال مسؤول في «حماس»، بأن وفداً يمثلها سيصل القاهرة اليوم، لتسليم رد الحركة على المقترح الجديد بشأن صفقة مع إسرائيل، تتضمن وقف إطلاق النار. وقال محمود مرداوي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، بأن خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، سيترأس الوفد، وسيتولى تسليم المسؤولين المصريين رد الحركة الرسمي، بشأن وقف إطلاق النار، وصفقة تبادل الأسرى. وبينما تحدثت تقارير عن تقديم تل أبيب «تنازلات»، نقلت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي، لم تكشف عن هويته، أن «إسرائيل لم توافق على وقف القتال أو الانسحاب من غزة»، بينما تصر «حماس» على أنها تريد وقفاً دائماً للحرب، وقد سعى الوسطاء إلى دفع القضية إلى الأمام، دون معالجة هذه النقطة على الفور، وفقاً لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن مصر تسعى إلى إحداث نقطة تحول في قضية الأسرى، ومنع قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية في رفح، لا سيما أن القاهرة لطالما حذرت من تداعيات تنفيذ مثل هذه العملية. ويعزو العديد من المحللين خطورة ما ستسفر عنه الساعات القادمة، إلى ربط إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، بقبول «حماس» إبرام صفقة لتبادل الأسرى. وقد أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صراحة، السبت: «إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم تعليق العملية العسكرية (المزمعة) في رفح». اختبار صعب ويرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ربما يجد نفسه هذه المرة في اختبار هو الأصعب منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، في ظل تزايد الضغوط الداخلية عليه، للتجاوب مع جهود الوساطة الرامية إلى إبرام صفقة التبادل من جهة، ودعوات المعسكر المتطرف في ائتلافه الحاكم إلى عدم الالتفات إلى هذه الجهود، والمضي قدماً في خطة اقتحام رفح، من جهة أخرى، في حين تواصل عائلات الأسرى التظاهر في مدن إسرائيلية عدة، للضغط على حكومة نتانياهو من أجل إبرام الصفقة. وهاجم يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية نتانياهو، ورأى أنه لا يريد الصفقة «لأنه يخشى تفكك ائتلافه الحاكم... هذه الحكومة لا تفعل شيئاً سوى التسبب في إلحاق الضرر بصورة إسرائيل في العالم»، حسبما نقلت عنه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية. وعلى الجانب الآخر، يضغط أعضاء في الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل على نتانياهو، ولا يريدون وقف الحرب. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، تخييرهما نتانياهو بين «شن عملية عسكرية في رفح أو حل الحكومة». ورأى سموتريتش أن «أي صفقة تؤدي إلى وقف الحرب، ستعني نهاية عمر الحكومة». ويقول خبراء إنه على الرغم من تغير الكثير من المفاهيم، وتبدل المواقف كثيراً على مدار الأشهر الماضية، فإن فشل جهود الوساطة هذه المرة، سيفتح الباب أمام «احتمالات صعبة». فخلال هذه الفترة، بذلت العديد من جهود الوساطة الإقليمية والدولية لوقف الحرب، لكن دون جدوى، وينظر حالياً إلى المسعى التفاوضي، باعتباره طوق نجاة، ربما يحول دون انتقال الصراع إلى نقطة خطيرة، تختلف عن الأشهر السابقة، جملة وتفصيلاً. وأعلنت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وافق على خطط العمليات البرية في رفح، بالتعاون مع قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، وجميع قادة الفرق والألوية في القيادة، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. تحفّظ أمريكي لكن جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قال أمس، إن إسرائيل وافقت على الاستماع إلى مخاوف ورؤى واشنطن قبل اجتياحها البري لرفح. وأضاف لشبكة (إيه.بي.سي) «لقد أكدوا لنا أنهم لن يدخلوا رفح، حتى تتاح لنا الفرصة لمشاركة وجهات نظرنا ومخاوفنا معهم». وقال كيربي «ما نأمله هو أنه بعد ستة أسابيع من وقف إطلاق النار المؤقت، ربما نتمكن من تحقيق شيء أكثر استدامة»، مشيراً إلى أن عدد شاحنات المساعدات المتجهة إلى شمالي غزة، بدأ في التزايد. في الأثناء، لم يهدأ القصف على القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف «عشرات الأهداف» في وسط غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أنه «خلال 24 ساعة حتى صباح أمس، وصل 66 شهيداً و138 إصابة إلى المستشفيات»، حيث شن جيش الاحتلال غارات جوية، وعمليات قصف مدفعي في عدد من المناطق، لا سيما في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، وكذلك في مدينة غزة (شمال). تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :