إسرائيل تمنح حماس "الفرصة الأخيرة" قبل اجتياح رفح

  • 4/27/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حصل في الساعات الماضية اختراق في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، في ظل تحركات مصرية مكثفة، مبنية على مقترح جديد يقضي بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين وهدنة في القطاع لمدة عام. القاهرة - أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم في مصر الجمعة بأن تل أبيب مستعدة لمنح المفاوضات التي تم استئنافها “فرصة أخيرة” للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن، مهددة باجتياح مدينة رفح، في حال لم يتم إحراز تقدم في المفاوضات. ووصل وفد أمني مصري الجمعة إلى تل أبيب لبحث صفقة للرهائن قد تتضمن هدنة مطولة في قطاع غزة. ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري قوله “حدث تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي لبحث اتفاق إطار شامل”. ولم يوضح المصدر طبيعة هذا الإطار الشامل، لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الخاصة قالت إن الوفد المصري “يحمل مقترحا لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام”. وأعلنت مصر مساء الخميس عن استئناف التفاوض بين حماس وإسرائيل، على وقع تهديدات إسرائيلية متزايدة بقرب اجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع والتي تؤوي ما يزيد عن مليون نازح. وتشعر القاهرة بقلق متزايد بشأن عملية رفح، وكان المسؤولون المصريون أعربوا عن خشيتهم من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في المدينة إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى أراضيهم، مما قد ينطوي على انتهاك للحدود وبالتالي تعريض أمن مصر للخطر. وحسب موقع أكسيوس الأميركي، فقد قام رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن الشاباك رونين بار بزيارة إلى القاهرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري لإجراء محادثات حول عملية رفح وصفقة الرهائن. وخلال المحادثات في القاهرة، طرح المصريون أفكارا جديدة حول كيفية التوصل إلى صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وتقارير صحفية مصرية. وقال مسؤولون إسرائيليون إن وفدا من مسؤولي المخابرات المصرية بدأ الجمعة زيارة إلى تل أبيب لاستكمال المحادثات مع ممثلين عن الشاباك والجيش الإسرائيلي والموساد. وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن المحادثات مع الوفد الجمعة كانت بناءة وأن المصريين شددوا على اعتزامهم الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. جيك سوليفان: أعتقد بأن هناك جهدا جديدا من جانب قطر ومصر وإسرائيل جيك سوليفان: هناك جهد جديد من جانب قطر ومصر وإسرائيل لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قدما في المحادثات بشأن غزة ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن المصريين أعربوا أيضا عن فهمهم للشعور الملح في ما يتعلق بعملية رفح. وقال مسؤول إسرائيلي “أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح وأنها لن تسمح لحماس بالتباطؤ”. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن الرسالة الإسرائيلية كانت أن هناك موعدا نهائيا واضحا لغزو رفح وأن إسرائيل لن توافق على “جولة أخرى من المحادثات التي لا طائل من ورائها بغرض الاحتيال”. وأكدت حركة حماس الجمعة أنها منفتحة على أي أفكار أو مقترحات تأخذ بعين الاعتبار “احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، والمتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة وكافة مناطق القطاع”. ووصلت محادثات الرهائن بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود منذ بضعة أسابيع مع وجود فجوات كبيرة بين الطرفين. وفي الأيام الأخيرة، قررت الحكومة الإسرائيلية تغيير موقفها في ما يتعلق بعدد الرهائن الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم كجزء من الصفقة. وكان الاقتراح المطروح على الطاولة يتضمن إطلاق سراح 40 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع والإفراج عن حوالي 900 أسير فلسطيني. ومن بين الرهائن الأربعين نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عاما ورهائن ذكور في حالة طبية سيئة وسيتم إطلاق سراحهم لأسباب إنسانية. لكن حماس قالت في الأسابيع الأخيرة إن هناك حوالي 20 رهينة فقط تنطبق عليهم هذه المعايير الإنسانية. وذكر مسؤولون إسرائيليون أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة. ويصر المسؤولون الإسرائيليون على أن هناك 33 رهينة في الفئة الإنسانية ويجب إطلاق سراحهم جميعا. وأضاف مسؤول إسرائيلي لإكسيوس “هذا جزء مما ستركز عليه المفاوضات الآن. عدد أيام وقف إطلاق النار سيكون مرتبطا بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم. إذا كانت حماس تريد اتفاقا إنسانيا فإن إسرائيل لن تكون العقبة”. وقال المسؤول إن إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة بشأن معايير صفقة الرهائن وأعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر للمضي قدما. وأعرب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان الجمعة عن اعتقاده بأن هناك جهدا جديدا من جانب قطر ومصر وإسرائيل لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قدما في المحادثات بشأن غزة. وتفتح المفاوضات الجديدة بارقة أمل بالنسبة إلى الغزيين عن قرب نهاية معاناة مستمرة من هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، والتي قوبلت برد دموي إسرائيلي. وأدت الحرب الإسرائيلية حتى الجمعة إلى مقتل أكثر من “34 ألفا و356 شخصا و77 ألفا و368 إصابة”، فضلا عن وجود عدد كبير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وإلى جانب الضحايا، ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الحرب الإسرائيلية دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية. وتتصاعد تحذيرات فلسطينية ودولية من ارتفاع كبير محتمل في عدد الضحايا، في حال نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح عسكري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويوجد في رفح قرب الحدود مع مصر، نحو 1.4 مليون نازح، وتزعم تل أبيب أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”.

مشاركة :