فهد الأميري (أبوظبي) قال مختصون عقاريون إن المشاريع العقارية الجديدة التي شرع العمل في إنجازها لن تؤثر على قيم الإيجارات السكنية خلال الفترة الحالية، مستبعدين أن يساهم تسليم وحدات سكنية خلال الفترة المقبلة في تراجع قوي لأسعار الايجاربات في الإمارة. وبحسب هؤلاء فقد تراجعت أسعار إيجارات المساكن في أبوظبي بنسب متفاوتة خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما شهدت ارتفاعاً في أماكن أخرى،. وأشاروا إلى أن أسعار إيجارات العقارات السكنية في المناطق الساحلية تراجعت 12% في المتوسط مع تعدد الخيارات، وزيادة الطلب على العقارات السكنية الواقعة في المناطق الداخلية، والتي سجلت ارتفاعاً بنسبة 5%. وأكدوا، على هامش مشاركتهم في معرض «سيتي سكيب» أبوظبي 2016، أن سوق أبوظبي العقاري يمتلك جاهزية كبيرة لتقبل المستأجرين الذين يقصدونه، كونه يحتوي على مشاريع عقارية متنوعة، إذ تحتوي المباني السكنية على خدمات حديثة وراقية، ما يتيح خيارات أكثر شمولية أمام المستأجرين.وتوقعوا أن يسجل شهرا أكتوبر ونوفمبر القادمين ارتفاعاً في قيم الإيجارات السكنية بسبب زيادة الطلب عليها من المستأجرين الجدد الذين سيقدمون للإمارة تزامناً مع مباشرة الدراسة بالمدارس.وأكد عبدالله طوقان مدير أول علاقات عامة والتواصل الإعلامي في موقع «دوبيزل»، أطلقنا التقرير العقاري الخاص بالتحركات والنشاط العقاري في إمارة أبوظبي خلال الربع الأول من العام الجاري، الذي كشف عن انخفاض قيمة الإيجارات في المناطق الساحلية مثل منطقتي النادي السياحي، والكورنيش اللتان شهدتا انخفاضاً للإيجارات خلال الفترة المذكورة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، موضحاً أن إيجارات السكن المكون من غرفة نوم واحدة انخفض في منطقة النادي السياحي بنسبة 13%، بينما سجل الكورنيش انخفاضاً بنسبة 10% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.وتابع: «إن الإيجارات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في المناطق الداخلية بالإمارة تراوحت بين 9 و15% نتيجة توجه السكان باتجاه هذه المناطق، كونها تحتوي على مشاريع أحدث، كما أن الوحدات السكنية تتميز باتساع مساحتها، موضحاً أن الإيجار ارتفع في منطقة الغدير بنسبة 15% و9% في منطقة الريف، و10% في منطقة خليفة (أ)، مشيراً إلى أن هذه النتائج تم التوصل إليها من خلال دراسة قائمة على تحليل التحركات على موقع «دوبيزل» من خلال إعلانات البيع والإيجار التي يعرضها الوسطاء العقاريون على الموقع، والتي تمت مقارنتها مع نتائج الدراسة المستخلصة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.وقال: «لاحظنا أن السكن المكون من غرفتي نوم هو الأكثر بحثاً وطلباً في إمارة أبوظبي باعتبارها مدينة عائلية، وذلك عبر موقعنا الإلكتروني، في حين أن الأكثر طلباً في دبي هو (الاستديو) المكون من غرفة نوم واحدة».وتابع: «كشف التقرير ربع السنوي عن ارتفاع الإيجارات في جزيرة (الريم) بأبوظبي بنسبة 5%، وفي جزيرة السعديات بنسبة 4%، ما يشير إلى تنوع نشاط تحركات السكان بسبب الخيارات السكنية المتاحة للعائلات التي أضحت تتنقل بطريقة أكثر شمولية»، لافتاً إلى أن المؤشرات الأولية للدراسة تدل على أن سوق أبوظبي العقاري يمتلك جاهزية كبيرة لتقبل المستأجرين الذين يقصدونه، كونه يحتوي على مشاريع عقارية متنوعة، إذ إن المباني السكنية تحتوي على خدمات أرقى وأحدث، مقارنة مع الفترات السابقة، وهذا ما يدفع بالمستأجرين للتنقل من مناطق الكورنيش والنادي السياحي للمناطق الداخلية التي قد تسجل ارتفاعاً طفيفاً في الإيجارات خلال الفترات القادمة، مؤكداً أن سوق أبوظبي العقاري مستقلاً، وأن أسعاره غير مرتبطة بأي حدث على مختلف الصعد. بدوره، أشار رالف شحفة مفاوض أول للمبيعات والتأجير في شركة «تشيسترتنس» إلى ثبات قيم الإيجارات في إمارة أبوظبي، والتي كان آخر ارتفاع لها في صيف العام الماضي، متوقعاً أن ثبات قيم الإيجارات التي لن تشهد أي انخفاضا خلال الفترة القادمة معولا على استمرار إقبال المستأجرين على استئجار العقارات السكنية، لافتاً إلى أن المشاريع العقارية الجديدة التي شرع العمل في إنجازها العام الحالي لن تؤثر على قيم الإيجارات السكنية خلال الفترة الحالية، كون الانتهاء من إنجازها سيكون في عامي 2018 و2019. ووصف محمد عرفات مقيّم عقارات في شركة «كلاوتنس لتقييم العقارات» حركة سوق العقارات في أبوظبي بأنها تشهد انخفاضاً طفيفاً في قيم الإيجارات، متوقعاً أن تنخفض النسبة الإيجارية بنسبة 5 - 7% خلال الفترة القادمة، بحسب آخر بحث أعدته الشركة. وقالت ياسمين الياسر استشاري عقاري في شركة الخليج للعقارات: «نتابع الإيجارات حسب سعر السوق، والتي لا حظنا انخفاضها بشكل طفيف خلال الفترة الأخيرة في بعض مناطق أبوظبي، نتيجة قلة الطلب على الإيجار والبيع، مع استمرار الشراء بغرض الاستثمار العقاري». وتوقعت أن ترتفع قيم إيجار العقارات السكنية بإمارة أبوظبي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين، عازية السبب إلى أنه بعد أنتهاء فترة الدراسة بمدارس الإمارة في أواخر شهر يوليو ستغادر فئة من المستأجرين الدولة بشكل نهائي، الأمر الذي سيزيد من فرص العرض تزامناً مع قلة الطلب، إلا أنه ومع مباشرة الدراسة سيقدم للإمارة فئة جديدة من المستأجرين الذين سيؤثرون على ارتفاع قيم الإيجارات في العقارات السكنية « من جانبه، أكد حمد أبوبكر الجعيدي صاحب شركة AMPioneer للعقارات والمقاولات العامة استمرار نجاح الاستراتيجية الحكومية الناجحة لسوق أبوظبي العقاري، الذي تتوافر فيه فرص استثمارية عديدة ومتنوعة، فضلاً عن أنه سوق متماسك لا يتأثر بالأسواق الأخرى من حيث انخفاض قيم الإيجارات العقارية السكنية، إلا أنه توقع أن يلمس المستأجرون انخفاض الإيجارات خلال العامين القادمين نتيجة زيادة العروض العقارية المصحوبة بارتفاع مستوى الطلب، متمثلاً ذلك في المشاريع العقارية الجديدة التي سترى النور خلال الأشهر القادمة».
مشاركة :