عبدالله المزروعي: هدفي دخول المأكولات الإماراتية كل بيت

  • 4/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حوَّل التراث من شكله المعنوي إلى المادي، طموحه منذ صغره أن يكون جزءاً في كل منزل دفعه للتمسك بفكرته، إنه الشاب عبدالله المزروعي، الذي أسس مشروعه الخاص دانات المختص بتصنيع المأكولات الإماراتية والعالمية، بأسلوب تراثي وعصري في آن واحد، حفاظاً منه على الموروث وتسهيلاً لحفظ النكهة، ومع المزروعي كان لنا هذا الحوار: } حدثنا بداية عن فكرة المشروع وبدايته؟ دانات، هو مشروع بدأته في العام 2007، وكان نتاج فكرة حلمت وآمنت بها منذ صغري، ألا وهي أن أقدم شيئاً يدخل كل منزل وبسعر مقبول، وبعد أن درست إدارة الأعمال في الجامعة الكندية فتحت أمامي الآفاق لأبدأ بمشروع دانات، الذي يختص بتصنيع عدد من المأكولات الإماراتية الخام والبهارات، أي المأكولات التي تحتاج لإضافات بسيطة مثل البيض والماء وما إلى ذلك، وأعمل على تصنيع الخلطات لكل المنتجات بنفسي، ومن ثم يتم تعبئتها بعبوات كبيرة نسبياً، تسمح بإضافة المكونات المدونة على العلبة، حتى تصبح الخلطة جاهزة في العبوة نفسها. } هل بدأ المشروع بذات الطريقة، وهل مررت بتحديات؟ في الحقيقة لم أبدأ سوى بمخزن صغير لا يتجاوز في مساحته 5 أمتار طولاً وعرضاً، حيث بدأت أولاً بتركيب خلطات البهارات، التي ورثتها عن أهلي، وتقديمها للجمعيات التعاونية في الدولة، وكانت هذه أبرز التحديات التي واجهتني، أما التحدي الآخر، فكان هو صعوبة المعاملات الحكومية، حتى إنني استغرقت عاماً ونصف العام، حتى حصلت على الرخصة، بالإضافة إلى أن رسوم دخول (تسجيل) المنتج، وحجز مكان في التعاونيات، يكلف في المكان الواحد 30 ألف درهم، وهذا المبلغ كبير بالنسبة لمواطن مبتدئ في مشروع ناشئ، لذلك قد يلاحظ البعض النمو البطيء للمشروع، وحالياً يمكن أن تشاهد منتجات دانات في فروع اللولو هايبر ماركت، والجمعيات التعاونية (أبوظبي الاتحاد الشارقة)، بالإضافة إلى البيع عبر الموقع الإلكتروني والتوصيل. } كبر المشروع وأصبح لديك خطوط إنتاج بدلاً من مخزن صغير، ما الذي مازلت تتمسك به؟ العديد من الأمور من المبادئ التي لا يمكن التنازل عنها، أولها صنع كافة الخلطات بيدي ضمن أحد المختبرات في المصنع الحالي، الذي يقع في مدينة مصفح، فلا يمكنني أن أفصح عن أسراري، لأن كل خلطة أقوم بها بمقادير معينة، وهي سر مهنتي، أما أهم مبادئي، فهو أن أقدم كل المنتجات العضوية الصحية من دون أي مواد حافظة، أو مكونات كيميائية، فهمَي الأول والأخير هو صحة الناس، وسأظل بإذن الله على هذا المبدأ. } على ماذا تعمل اليوم؟ أقدم ثلاثة خطوط للإنتاج، الأول هو 10 أنواع من البهارات، منها ما بدأت به منذ افتتاح المشروع، ومن أبرزها بهار النفساء، التي تنظف جسم المرأة من السموم، وبهار البرياني الإماراتي، والسمك، والخط الثاني يمثل الصبغات الطبيعية للمأكولات، وأبرزها الأصفر والكركم والزعفران، والخط الثاني يمثل خلطات أبرز المأكولات الإماراتية مثل خلطة البان كيك بالنكهة الإماراتية، والجباب، وهي من أبرز الخلطات التي يستخدمها الصقارون في رحلات القنص، حيث لا تحتاج سوى بضع خطوات بسيطة ليسهل تناولها، والمحلى، والخنفروش. }ما الجديد الذي يمكن أن تقدمه دانات؟ أولاً مبدأ المشروع هو تقديم المنتجات سهلة التحضر، فهي مخلطة في عبوة ويضيف لها المشتري فقط مواد خام بسيطة ويطهوها، كما لدي العديد والعديد من الأفكار لكن لن أطرحها إلا في الوقت المناسب، حيث من أساليب الإدارة الجيدة أن يترك صاحب المشروع لنفسه منتجات لمواجهة أي منافسة قد تظهر على الساحة، ولكن أقرب ما يمكن أن نطرح في الفترة المقبلة هي خلطات بدون الجلوتين لمن يعانون الحساسية منها، والوافل الإماراتي، كذلك خلطات خاصة لأصحاب أمراض السكري والضغط، بإشراف أطباء مختصين، ولا أخفي أن لدي أكثر من 40 منتجاً ضمن خطتي، سيتم الكشف عنها وإنتاجها خلال الثلاث سنوات المقبلة. } هل تعتقد أنك وصلت لأهدافك من المشروع؟ من أبرز أهدافي هو وصول المنتج الإماراتي إلى خارج الدولة، لتعريف الثقافات المختلفة بثقافتنا وقدراتنا، وحالياً وصلت لعدد من دول الخليج وإيطاليا وهذه بداية الحلم. } هل استطعت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن تروج لمشروعك؟ لقد كانت تلك الوسائل من أفضلها ترويجاً للمشروع، وطبعاً اعتمدت عليها بعد أن أجريت دراسة حول الوسيلة الإعلانية الأفضل والأكثر وصولاً لأفراد المجتمع، فاستخدمت الإنستغرام، الفيس بوك، وسناب شات، وأكثر من تعرفوا الى المشروع كان من خلالها. } من أبرز المستهلكين لمنتجات دانات؟ المستهلكون من ثقافات متعددة، ومن أبرزهم بالطبع الإماراتيون والأوروبيون، ولعل ما جذب الأوروبيين للمنتجات، هو وجود ما يماثلها في أوروبا، ورغبتهم الشديدة بتجربة المذاق الإماراتي، ولذلك نجدهم أكثر الناس شغفاً بتجربة تلك المأكولات في المهرجانات التراثية. } حدثنا عن أبرز مشاركاتك؟ شاركت مؤخراً في معرض المحطة في غاليريا جزيرة المارية، حيث شكّل المعرض علامة بارزة في مشاركاتي، بين مجموعة من أصحاب الأعمال والمشاريع الناشئة في شتى المجالات، وكان وسيلة جيدة لتعريف الزوار بمنتجات دانات، أما أول مشاركة، فكانت في ياس مول ضمن 20 شركة مشاركة، وفي المنطقة الغربية ضمن مهرجان المزاينة للإبل، ولدي خطة للمشاركة في معرض بعجمان، والسعودية، وقطر، في مهرجانات متخصصة. } أخيراً، ما هي رسالتك للشباب؟ في دولتنا خير كثير ودعم لا محدود، من خلال مشاريع دعم الشباب كصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث قدموا لي الدعم المعنوي اللازم لأكمل مسيرتي والرسائل لجهات العمل، وهنا أحث الشباب على انتهاز الفرصة اليوم لتحويل أفكارهم إلى مشروعات، وما هم بحاجة له فقط الإرادة والعزيمة، فاليوم نعيش أجواء من الازدهار، ولا يوجد منافسة في المشروعات المحلية كونها محدودة لذلك اليوم فرصتهم للانطلاق، وعدم هدر الوقت فيما لا نفع منه.

مشاركة :