استيقظ السكان المحاصرون في القطاع الساحلي الضيق الذي تشن عليه إسرائيل حربا شعواء، على مزيد من الدعوات لإخلاء مواقعهم باتجاه مناطق نزوح جديدة، مع تهديد الاحتلال بتنفيذ عمليات عسكرية جديدة في جباليا شمال القطاع، ورفح في جنوبه. دخلت الحرب المجنونة شهرها الثامن، ولم يعد هناك فارق بين شمال غزة وجنوبها، كلها تحولت إلى أماكن مهجورة مدمرة، وسكان يواجهون الموت والجوع والرعب. أكثر من 300 ألف غادروا مدينة رفح التي تشهد اجتياحا بريا فاشيا، وغيرهم يواصلون النزوح في أماكن أخرى، بعدما أصبح لا يوجد مكان واحد آمن في القطاع المنكوب. خيارات صعبة نزح ناصر إبراهيم من شمال غزة إلى وسط القطاع، ثم إلى خان يونس، وبعدها إلى رفح، ويستعد الآن للنزوح للمرة الرابعة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، باتجاه منطقة مواصي خان يونس، بعد يوم واحد من قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع نطاق العملية العسكرية في رفح، وفقا لموقع قناة الشرق التلفزيونية. يقول إبراهيم: «بعد نزوح متكرر من جباليا في الشمال إلى مدينة غزة في الوسط، ثم إلى خان يونس، الآن نحن في رفح ونستعد للذهاب إلى مواصي خان يونس، وأخشى أن يكون النزوح التالي باتجاه البحر، فلم يعد لنا مكان نذهب إليه». وأضاف: «كل خياراتنا صعبة، وأحلاها مُر بكل تفاصيله، لقد مللنا النزوح القسري، وفعليا نحن لسنا على قيد الحياة». مللنا النزوح لا يختلف حال ناصر إبراهيم كثيرا عن مئات الآلاف من النازحين في رفح، إلا أن البعض لا يفكر في النزوح مجددا، وقرر البقاء في المدينة الواقعة على الحدود المصرية، والتي كانت، قبل أيام قليلة، الملاذ الآمن الوحيد لنحو 1.5 مليون فلسطيني، احتموا بها من القصف الإسرائيلي الذي سوى غالبية القطاع بالأرض، ومن بين هؤلاء أيوب مصطفى، الذي يقول إنه ملّ النزوح المتكرر هربا من الموت. وأضاف: «كل حياتنا باتت كالموت، ولا شيء فيها يشبه الحياة الحقيقية. لن أنزح مجددا، وسأبقى هنا، لم يعد هناك من نخشاه في ظل الموت المتكرر، والقتل الذي لا يتوقف، ولا نضمن أن يكون النزوح مرة أخرى إلى مواصي خان يونس هو الأخير لنا، بالتالي، البقاء هنا قد يكون أرحم من نزوح لا نعرف نهايته». الموت لا يفرق في شمال قطاع غزة، الذي تراجعت فيه وتيرة العمليات العسكرية خلال الأسابيع القليلة الماضية، استيقظ السكان على منشورات ورسائل نصية جديدة من الجيش الإسرائيلي تدعوهم إلى مغادرة منازلهم، مع استعداده لاستئناف عملياته العسكرية في منطقة جباليا وحي الزيتون، وقال حسان خالد، أحد سكان شمال قطاع غزة، إن أهالي غزة لم يستفيقوا بعد من آثار حصار استمر لأشهر عدة. وأضاف: «اليوم وصلتنا رسائل عبر الهواتف المحمولة، تطلب منا الذهاب إلى مراكز النزوح في شمال قطاع غزة، وتقول إننا نعيش في مناطق قتال خطرة». وتابع: «نحن نعلم أن الموت لا يفرق في غزة بين مركز نزوح وبيت، فكل المواقع تم قصفها وقُتل فيها من قُتل سواء مراكز النزوح، أو البنايات السكنية». لا مكان آمنا قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس، إن نحو 300 ألف شخص فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين. وأضافت في منشور على حسابها بموقع «فيسبوك»: «لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه في قطاع غزة»، وكانت إسرائيل أمرت بعمليات إخلاء جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في إطار استعداداتها لتوسيع عملياتها. ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الفلسطينيين في شرق رفح وشمال غزة لإخلاء مواقعهم، وطالب النازحين في شرق رفح بالتحرك إلى منطقة المواصي. وفاة الرهائن بالتواكب، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفاة محتجز إسرائيلي في قطاع غزة، وجاء في بيان لأبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، عبر منصة تليجرام، «وفاة الأسير «نداف بوبلابيل» 51 عاما، ويحمل أيضا الجنسية البريطانية، متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد استهداف الطيران الصهيوني مكان احتجازه قبل أكثر من شهر، مع المحتجزة «جودي فانشتاين». وتابع البيان، بأن الحالة الصحية لبوبلابيل تدهورت «ولقي مصرعه لعدم تلقيه الرعاية الطبية المكثفة في مراكز الرعاية، بسبب تدمير العدو المستشفيات في قطاع غزة، وخروجها عن الخدمة». ويعد بوبلابيل ثاني محتجز تعلن القسام وفاته خلال أقل من أسبوع، إذ أعلن أبوعبيدة قبل أيام وفاة جودي فانشتاين، 70 عاما متأثرة بجراحها الخطرة التي أصيبت بها في القصف الإسرائيلي. أرقام صادمة من غزة 130 ألف شهيد ومفقود وجريح. %75 من الضحايا نساء وأطفال. 2.3 مليون إجمالي السكان الذين يواجهون الخطر. 300 ألف نزحوا من رفح خلال 3 أيام.
مشاركة :