هو في حد فاهم حاجة؟ | سراج حسين فتحي

  • 1/10/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كل الاحترام والتقدير والحب الصادق لكل عربي ومسلم يقيم بيننا، يحترم البلاد والعباد، ويشكر ربه أن أسكنه بلاد الحرمين، أوردت هذه الأسطر تقدمة للموضوع الذي قد يؤذي مشاعر بعض هؤلاء المحبين من إخواننا المقيمين معنا، والذين يشاركوننا البناء والتطوير، ولهم بعد الله فضل تقديم الخدمات العديدة التي توفر للجميع حياة آمنة مستقرة ورائعة. فجزاهم الله خير الجزاء على بذلهم وعطائهم وحبهم وحدبهم. ولكن من المؤلم أنني لا زلت أذكر عبارة سمعتها منذ أكثر من أربعين عامًا بالضبط من زميل عمل (من بلد عربي شقيق) قالها بكل بساطة ودون تكلف ولا حتى أدنى مجاملة: «احنا بنضحك عليكم نعطيكم كلمتين وناخد فلوسكم!!»، وتكرر الموقف معي بعد ذلك مع زملاء عمل آخرين من بلد عربي آخر، وبإضافة جديدة ومؤلمة «هو في حد هنا فاهم حاجة؟»، من المؤسف أن تقال مثل هذه العبارات، وفي مواقع مختلفة من إخوة عرب ومسلمين يعيشون بيننا ويعايشوننا في أماكن العمل، وشوارع الحياة، ولولا قيمة الكلمة، واحترام مشاعر القراء لأوردت بعضًا منها، لكن يكفي الإشارة إليها، وكل هذه العبارات تمثل موقفًا سلبيًّا ونظرة دونية لمجتمعنا، فالمواطن السعودي في نظر هؤلاء -السلبيين- إنسان جاهل أهبل وأطرش، لا يفقه شيئًا، همّه جمع المال وتكديسه وتضييعه في التوافه داخليًّا وخارجيًّا، شخص يكره التعلم والتعليم واكتساب المهارات والخبرات، وهو متعجرف ومتكبّر وبطران، لا يهمه سوى التكسب من ظهور المساكين المكفولين، بحيث يأتيه ما تيسّر نهاية كل شهر، وهو «متسلقح» في بيته أو حتى نائمًا، فالمهم أنه يكفل «يمتلك» أناسًا يكدحون، وهو يمتص دماءهم في نهاية كل شهر، أو كل عام، ناهيك عما يجنيه من نقل الكفالات وغيرها من الإجراءات التي يلجأ إليها المكفولون رغمًا عنهم؛ كي يتمكنوا من كسب لقمة العيش في بلادنا! قد نتفق أو نختلف على المضمون السلبي السيئ الذي تشير إليه تلك العبارات، لكن دعونا نتساءل عن مدى صحة هذه الرسائل (السلبية)، وهل نحن كلنا أو بعضنا بهذه الصورة المقيتة، وإذا كانت صحيحة، فإلى أي درجة؟ ولماذا أصبحنا هكذا -على الأقل في عيونهم-، ولماذا ينظر إلينا من خلال هذا المنظار القاتم، قد نغضب، ونزمجر، ونهدد، ونتوعد، لكن أليس من مصلحتنا مراجعة أنفسنا والتحقق من سلامتنا من تلك الصفات والأخلاق والسلوكيات، أليس من المنطق تقبل النقد، ولو كان مرًا وأن نأخذه بنيّة حسنة، وخاصة إن كان آتيا من محبين ومخلصين، أمّا إذا كان مصدره حقدًا دفينًا لمواقف فردية وشخصية، أو من عقل صغير ونفس خبيثة فمن المؤكد رفضه وعدم الخوض فيه؛ لأن نيران الحقد تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، ولذلك فإن من المنطق والعدل والإنصاف مناقشة القضية بعقلانية وهدوء، ودون توتر أو انفعال غاضب لا يبقي ولا يذر، دعونا نتقبل النقد ونتدارسه ونتحاور حوله لعل عيبًا فينا يصلح أو ثلمة تسد، وخللاً معيبًا ينتهى منه، هذا إن كنا نهدف إلى إصلاح أنفسنا، ونعيد النظر في منظومة حياتنا بأفق واسع وصدور مفتوحة وعقول مبصرة! sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :