إكمالاً لحديثنا عن الأسئلة الذهبية في حياتنا الزوجية نعرج اليوم على السؤال الثالث وهو «متى» والذي يسلط الضوء على البعد الزمني للحياة الزوجية، ابتداءً من الوقت المناسب لانطلاقها في حياة الشاب والفتاة، ويشمل كذلك جوانب أخرى تمتد إلى قضايا خاصة جدًّا في العلاقة بين الزوجين، أمّا من ناحية تحديد سن الزواج فقد تغيرت المفاهيم الاجتماعية بتغير كثير من ظروف الحياة عامة والمعيشية خاصة، وقد يرى البعض أن التبكير في تزويج الأبناء والبنات فيه خير للطرفين والمجتمع معًا، لكن قد يعترض البعض الآخر بحجة عدم النضج والوعي لطبيعة ومتطلبات هذه الحياة لدى معظم شباب وفتيات اليوم، وهي قضية تستحق التوقف عندها، لكن يبدو أنها استهلكت كثيرًا من الدراسات والبحوث العلمية التي غطتها تمامًا، وعلى العموم فإن من المنطق اتخاذ القرار المناسب لكل حالة وفق احتياجها، فما يحدث اليوم أن كثيرًا من الآباء يزوجون أولادهم عندما يتأهبون للسفر خارج البلاد ابتغاء الدراسة، وقد يصر بعضهم بشدة على ذلك خوفًا على أبنائهم وحفاظًا على أعراضهم، في حين أن بعض الشباب يرفض الزواج حتى ينهي دراسته تمامًا بحجة التفرغ لها وعدم الانشغال عنها بمتطلبات الحياة الزوجية! هذا أحد جوانب عنصر الزمن في الحياة الزوجية، ولكن توجد زوايا أخرى متنوعة وبعضها دقيقة جدًا وحساسة وهامة رغم صغر حجمها (كما قد يظن البعض) فتقديم هدية من أحد الزوجين للطرف الآخر يوجب اختيار الوقت المناسب لتجد قبولا وارتياحًا منه، كما أن من الخطأ استقبال الزوج العائد من عمله بطلبات منزلية قد لا يراها الزوج تستحق منه الخروج من البيت وهو في قمة التعب، ولذلك فليس من المناسب مفاجأة الزوج بهذه الطريقة وإنما لابد من تحين الوقت الملائم حتى لا تحدث أية خلافات لا ضرورة لها! «كيف؟» هو السؤال الرابع في هذه المنظومة من الأسئلة، وبطبيعة الحال فإن كيفية انطلاق الحياة الزوجية ابتداءً من الاختيار والموافقة والقبول وعقد القران وحفل الزفاف، وامتدادًا لكيفية التعامل بين الزوجين وتربية الذرية وطرق التعامل مع الأهل والأقارب وغيرهم من المحيطين بهما، واشتمالا على تجهيز بيت الزوجية وما يرتبط بذلك من متطلبات وغير ذلك من القضايا والأشياء التي يبنى بها بيت الزوجية ليكون عونًا لهما على مسيرة متوازنة متزنة متوافقة بعيدة عن المزعجات والمشكلات قدر الإمكان، ومن المهم جدا أن يعرف الزوجان أنهما لن يكونا بعيدين عن المشكلات، فلم ولن يخل أي بيت منها، فحتى بيت النبوة لم تفارقه، لكن الأهم هو كيفية التعامل معها والخروج منها بسلام وهدوء دون امتداد لنيرانها لأطراف خارج البيت ولو كان الوالدان! وبقي لدينا سؤال هو ليس الأخير «لماذا؟» ويسلط هذا السؤال عن الهدف في كل موضوع مدار البحث، ومعروف أن أكبر أهداف بناء الحياة الزوجية هو ديمومة الجنس البشري عامة على الأرض، وتكثيرًا لسواد الأمة الإسلامية تلبية لما حث عليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أن من أكثر الأهداف أهمية بالنسبة للمجتمع المسلم عامة وللزوجين هو الإعفاف للطرفين والتمتع بالذرية زينة الحياة الدنيا، والاستقرار النفسي والتوازن الاجتماعي بما يرضي الله سبحانه وتعالى، بناء على أن الحياة الزوجية تصب في مسيرة عبادة الله واستجلابًا للأجر والثواب في كل صغيرة وكبيرة من جوانب وزوايا الحياة الأسرية! sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :