ناقش صالون «الملتقى الأدبي»، أول أمس، رواية «مواسم القرابين» للمؤلف صالح ديما، وهي الرواية الفائزة بالنسخة الثانية من جائزة أسماء صديق للرواية الأولى. وهي ملحمة مثقلة بالكوابيس والمآسي الفظيعة، على مستوى الأفراد والعائلات، بسبب الحرب الأهلية التي عانت منها الصومال طويلاً، ويمتاز الكاتب بذاكرة متوهجة، حيث يجمع في عمله الملحمي بين السيرة الذاتية الشخصية والعائلية وبين الرواية التاريخية بأسلوب إنساني مؤثر. أدارت جلسة الحوار أسماء المطوع، مؤسسة الملتقى، بحضور المؤلف افتراضياً، وقالت المطوع: «نناقش اليوم رواية صالح ديما المليئة بالأسى والمحن، وكيف يلفظك وطن ويتلقاك آخر، كيف يعاني الإنسان مشقة مغادرة الوطن قسراً، ويبدأ حياته من جديد في بلد آخر، وكيف يعيش اللاجئون حياتهم وعيونهم متجهة نحو أوطانهم حتى أثناء لحظات الحب والصداقة، واللعب، والرقص، والاحتفال في مواسم القرابين». وتابعت أسماء المطوع مبينة أن الرواية تعبر عن آلام المغتربين، وهي درس معتبر في أهمية الحفاظ على الأوطان. أخبار ذات صلة «قمة البحرين» تعقد اليوم.. والقضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات شعبية بالضفة الغربية مهارة في السرد وقال الكاتب صالح ديما: «موضوع الرواية لا يختلف عن الروايات التي كتبت إلى جانب ثقة الإنسان الصومالي الجميل، وأتمنى أن أقدم للصومال من تراث محفور في ذاكرتي. هنا تعاملت مع نصي كأنه تاريخ، ثم أحياناً أضطر أن أنتقل من مكان إلى آخر، والشارع دائماً معي في كل ما كتبت، والمجتمع بالصومال شديد الحساسية، والأعمال الأدبية الأولى دائماً يكون فيها تكثيف لملامح المكان والمجتمع، وأتمنى في المستقبل أن تلفت أعمالي اهتمام القارئ».وقالت نادية طربيشي: إن رواية «مواسم القرابين» تكشف عن أن لدى الكاتب قدرة ومهارة في السرد بوتيرة تصاعدية، وهناك تفاصيل عديدة تضيء على الرواية رغم ما فيها من أحداث، وجاءت الرحلات والتنقل في الرواية ضمن سرد أدبي جميل، حيث تحولت المدينة بنظر البطل إلى فراغ الهوية وتساؤلاته وهو يعيش أحداثاً صعبة جداً في المخيم. وتحدثت د. هناء صبحي مشيرة إلى أن المؤلف كتب روايته ديما بأسلوب أدبي وسرد غني مكثف يكشف عن ذلك التراث الحافل بكنوز الأرض ومعالمها، بالإضافة إلى الإشارة إلى تأثر الحفيد بأفكار جده، رغم الرحلة القصيرة التي أمضاها عندهم في الريف، كما تشير الرواية إلى أهمية الأم المتعلمة والمثقفة وكيف تستطيع أن تحمي عائلتها في مثل هذه الظروف الصعبة. وتجدر الإشارة إلى أن الراوية صادرة عن «دار الآداب» في بيروت، وهي شريك في رعاية الجائزة.
مشاركة :