أعراض اضطراب الأعراض الجسدية أسباب الإصابة باضطراب الأعراض الجسدية طرق علاج اضطراب الأعراض الجسدية قد يُصابُ أي إنسانٍ بأي أعراض جسدية في وقتٍ ما من حياته، مثل الألم أو الإمساك أو حتى ضيق التنفس، وهذه الأعراض قد لا تدل بالضرورة على الإصابة بمرضٍ ما، ومع ذلك يظنُّ المرء أنّه مُصاب بمرضٍ خطير، ويظل يُفكِّر بشأن ذلك المرض بما يمنعه من تسيير حياته اليومية كما ينبغي، ويُسمَّى كل ذلك بـ "اضطراب الأعراض الجسدية"، فما أسبابه؟ وكيف تتأقلم معه؟ اضطراب نفسي يُركِّز فيه الإنسان على الأعراض الجسدية بصورة مفرطة، وقد تكون تلك الأعراض ضيق التنفس أو الألم، أو غيرها، لكن المرء يُسرِف في اجترار تلك الأحاسيس الجسدية، ويطلب العلاج مرارًا وتكرارًا، وهذه الأعراض قد لا تكون مرتبطة بأي مرضٍ حقيقي، لكن يعتقد الشخص أنَّه مريض بالفعل. وهذا الاضطراب منتشر بين 5 - 7% من الناس حول العالم، كما أنّه أكثر انتشارًا بين النساء مقارنةً بالرجال. ويُعانِي المُصاب بذلك الاضطراب مخاوف شديدة بشأن صحته، وقد يكون سلوكه غريبًا أو غير مُعتاد عند الاستجابة لهذه المخاوف، كما يعتريه قلق بالغ بشأن أي أعراضٍ تظهر على جسده، ويربطه بأمراضٍ خطيرة رغم أنّ ذلك لا يكون حقيقيًا. تختلف أعراض اضطراب الأعراض الجسدية من شخصٍ لآخر، لكن بعض الأعراض أكثر شيوعًا عن غيرها، مثل: غالبًا ما يُظهِر الأشخاص الذين يُعانُون ذلك الاضطراب سلوكًا يتمحور حول أعراضهم الجسدية، وربّما يمرون أيضًا ببعض المشاعر، مثل: ونحو 30 - 60% من المُصابِين باضطراب الأعراض الجسدية، قد يُعانُون أيضًا القلق أو الاكتئاب. هناك بعض الاضطرابات المرتبطة باضطراب الأعراض الجسدية والتي تُوضِّحه بشكلٍ أكبر، وتشمل: اضطراب يُعانِي معه الإنسان خوفًا غير واقعي من أن يكون مصابًا بمرضٍ خطير، أو يخشى أن يكون مُعرّضًا للإصابة بالمرض. وحتى بعد أن تُظهِر الفحوصات الطبية أنّك لا تُعانِي أي مشكلة صحية، فلا تزال مشغولاً باعتقادك أنّك مريض بدرجة خطيرة، ما قد يُؤثِّر في سير حياتك اليومي وعلاقتك بالآخرين. وتشمل أعراض اضطراب القلق المرضي: كلا الاضطرابين مُرتبطين ببعضهما البعض، إذ يُعانِي الإنسان مخاوف شديدة بشأن صحته، لكن في اضطراب الأعراض الجسدية، يُعانِي الإنسان حقيقة عرضًا واحدًا أو أكثر من الأعراض الجسدية المزعجة. هو اضطراب عصبي وظيفي يُسبِّب أعراضًا، مثل الشلل أو الارتجاف، دون سبب واضح، وهذه الأعراض قد تظهر فجأة وكذلك تختفي فجأة بلا سبب. ومن أعراض ذلك الاضطراب: واضطراب التحويل حقيقي، ليس من قبيل تزييف المرء لمرضه أو بحثه عن الاهتمام. نعم هو اضطراب في الصحة النفسية، لكن الأعراض الجسدية المصاحبة حقيقية وليست وهمًا. ويشترك اضطراب التحويل مع اضطراب الأعراض الجسدية في بعض النقاط منها: لكن الفرق بينهما هو وجود أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي في حالة اضطراب التحويل، وهذه الأعراض تمنعك من القيام بمهامك اليومية كما ينبغي. اضطراب نفسي يدَّعي معه الإنسان المرض، إذ يختلق الأعراض أو يفتعلها أو ربّما يبالغ في وصف أعراض غير موجودة حقًا، على الأرجح لجذب الاهتمام، فهو لا يفعل ذلك لأجل مكاسب واضحة، مثل المال أو أخذ إجازة من العمل، كما يُطلَق على ذلك الاضطراب أيضًا اسم "متلازمة مونخهاوزن". فالمُصابون بذلك الاضطراب يتعمدّون التسبُّب في الأعراض، جسدية كانت أم نفسية، أو يُبالِغون فيها، وربّما يُغادِرون المستشفى فجأة- إن كانوا مُحتجَزين فيه- عندما تُكشَف خدعتهم، ومن أعراض ذلك الاضطراب أيضًا: لا يُوجَد سبب مُحدّد لاضطراب الأعراض الجسدية، لكن ثمّة بعض العوامل التي قد تُساهِم في المعاناة من ذلك الاضطراب، مثل: لا يُشخّص اضطراب الأعراض الجسدية حتى يُعانِي الإنسان سلسلة من الأعراض الجسدية التي ليس لها سبب واضح، ويكون قد أجرى اختبارات طبية وربّما تلقّى علاجات أيضًا. ويتسم اضطراب الأعراض الجسدية بخصائص تُميِّزه عن غيره من الاضطرابات أو الأمراض، مثل: ويتسم ذلك الاضطراب أيضًا بسلوك نفسي أو عاطفي في صورة انشغال عامٍ بالأعراض، كما قد يظهر ذلك في صورة واحدة على الأقل مِمّا يلي: قد لا يُؤدِّي اضطراب الأعراض الجسدية إلى أمراض جسدية مُعيّنة، لكن تأثيره شديد في جودة الحياة التي يعيشها الإنسان؛ إذ تُستنزَف مشاعره في تصوراته عن المشكلات الصحية، وربّما يمتد أثرها إلى علاقاته بالآخرين. كذلك قد يزداد خطر إصابته باضطرابات نفسية أخرى، خاصةً مع عدم سيطرته على انفعالاته ومشاعره بشأن صحته، مثل: يتطلّب علاج اضطراب الأعراض الجسدية مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية، ورعاية الصحة الجسدية، بهدف السيطرة على الأعراض الموجودة وتحسين جودة حياة المريض وحالته الصحية، وتفصيل الطرق العلاجية: هو المحور الرئيس في علاج الاضطرابات النفسية، مثل الاضطرابات الذهانية، واضطرابات التحكم في الاندفاع، وكذلك اضطراب الأعراض الجسدية، فقد يكون لدى المريض نظرة محدودة حول حالته، ولذلك يُساعِده المُعالِج بإلقاء الضوء على العلاقة بين الصحة البدنية والاضطرابات النفسية، ومِنْ ثَم يُساعِد في تخفيف أعراض ذلك الاضطراب من خلال: وقد يُقاوِم المُصابون باضطراب الأعراض الجسدية الحصول على العلاج في المراحل المبكرة بسبب ضعف وعيهم بالأعراض، لكن بمرور الوقت يُمكِن للمعالج تشجيعهم على العلاج ومحاولة تغيير وجهة نظرهم بشأن ذلك. والعلاج المعرفي السلوكي هو العلاج الرئيس لذلك لاضطراب، إذ يساعد المُعالِج المريض على فهم حالته بصورةٍ أفضل وكيف يتعامل معها، كما أنّ العديد من المُصابين باضطراب الأعراض الجسدية يُعانُون أيضًا الاكتئاب أو القلق، فالعلاج المعرفي السلوكي أنسب لتخفيف أعراض هذه الاضطرابات أيضًا. لا تُوجَد أدوية مُعتمدة خصيصًا لعلاج اضطراب الأعراض الجسدية، لكنّها قد تُفِيد في علاج الاضطرابات النفسية الأخرى المتزامنة، مثل القلق أو الاكتئاب. وقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة نتائج واعدة بشأن الجمع بين عِدّة أنواع من مضادات الاكتئاب للتغلب على أعراض اضطراب الأعراض الجسدية؛ إذ دمج الباحثون سيتالوبرام مع باليبيريدون، وهما من فئتين مختلفتين لأدوية الاكتئاب. لكن يُحدِّد اختصاصي الصحة النفسية عمومًا الأدوية المناسبة حسب حالة المريض والأعراض التي يُعانِيها. من السهل التعامل مع اضطراب الأعراض الجسدية، خاصةً مع وضع خطة علاج صحيحة، لكن في نفس الوقت قد تحتاج إلى تغيير نمط معيشتك للتأقلم مع ذلك الاضطراب والمساهمة في علاجه، ومِمّا يُنصَح به في هذا الصدد:
مشاركة :