التجارة.. بين العفاف وخفافيش الظلام | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من حدود مساحة تجارة المنازل الصغيرة التي كانت تُدار فيها التجارة البسيطة للأسر المنتجة، والتي تهدف لأن تتحصّن بالعفاف من سؤال الآخرين، كانت تقوم بتنفيذ المنتجات الحرفية وتجهيز الأطعمة وتغليف الهدايا وتجهيز المناسبات السعيدة، وكانت تعتمد على الإعلان لخدماتها من خلال ما يسمعه الآخرون، ممّن تعامل معهم، عن جودة منتجاتهم، بهدف أن تتوسَّع دائرة المتعاملين معهم بشكلٍ كبير، بالإضافة لمشاركتهم في البازارات التي تقام في المدارس أو الجمعيات أو في المهرجانات الموسمية، والتى كان فيها عدد الأسر محدوداً نظراً لمحدودية التجربة وضعف التعاون بين الأسر المنتجة والمستهلك، والذي يمكن وصفه وقتها بالمتواضع، في وقتٍ لم يكن لبرامج التواصل الاجتماعي تلك السيادة العالية التي سهّلت كل ما هو صعب ومعقّد لنا، وأصبحنا بضغطة زر واحدة نتجوّل بين الأسواق المحلية والعالمية، لنتعرف عن الجديد من عروضٍ ترويجية، واستطاعت تلك البرامج العنكبوتية أن تمد يد العون لتلك الأسر، والتي ساهمت في بناء الثقة فيما يُقدَّم من منتجات، وعزَّزت العلاقة التجارية بينهم وبين العوائل، التي أصبحت تستعين بخبرتهم المتطورة في مناسباتهم السعيدة المختلفة. وجه آخر للتجارة الخاسرة، استغلها مُروِّجي المخدرات لهذه التقنية بخبثٍ ودهاء، عندما سخّروا هذه البرامج للترويج عن سلاحهم الفتَّاك، وذلك عبر تطبيق سناب شات، للقضاء على أبنائنا وبناتنا، وظهروا كخفافيش في عتمة الليل يدسّون العسل في السم، مُعتقدين أنهم بمأمن عن عيون الأمن الساهرة، التي تترصّد لكل عابثٍ بأمن الوطن، وقد استطاع جنود مكافحة المخدرات الأبطال تحقيق إنجاز وطني ناصع عندما اصطادوهم كالفئران من جحورهم النتنة، وأن يلقنوا هؤلاء المجرمين درساً قاسياً بأن الوطن الغالي وأبنائه محط رعاية واهتمام الدولة، وليكونوا عبرة لغيرهم، ونحن لنا دور في بناء السياج أمام كل خائن يتمثل في مسؤوليتنا لحماية الوطن ومكتسباته، وهي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن، فالوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه، والتعاون دائماً نتائجه مثمرة، وهو يُشبه نور الفجر الذي يُبدِّد ظلمة الليل. مع كل إنجاز وطني، نحمد الله كثيراً بأننا في نعمة الأمان، ومع كل إنجاز وطني نتذكَّر كل بطل دفع حياته الغالية ثمناً لحماية هذا الوطن، ونستودعه رحمة الله تعالى، ومع كل إنجاز وطني نسعد بأننا ننتمي لهذا الوطن الكريم، مستمتعين بأمنه.. ومع كل إنجاز لهذا الوطن يُرسل لنا رجال العيون الساهرة -الذين يسهرون على حماية هذا الوطن- رسائل تحمل بين سطورها عبارة «دماؤنا فداء للوطن و.. لك فلا تخشى شيئا». * رسالة.. مثل الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليُطعم اللصوص، فلا والده يُسامحه، ولا اللص يُكافئه. (نابليون بونابرت) maghrabiaa@ngha.med.sa

مشاركة :