لا تجميد لإنتاج المملكة من النفط إلا بمشاركة كبار المنتجين

  • 4/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى لـ «أرامكو» أن السعودية لن تجمد مستويات إنتاجها النفطي إلا إذا أقدم كل المنتجين الكبار الآخرين - بما ذلك إيران - على نفس الخطوة. وقال ولي ولي العهد : إن المملكة تستطيع زيادة الإنتاج إلى 11.5 مليون برميل يوميا على الفور، وأن تنتج ما يصل إلى 12.5 مليون برميل في غضون شهور، مضيفاً أن هذا لا يعني أن المملكة ستزيد إنتاجها، لكنه يعني أن بمقدورها فعل ذلك. وذكر الأمير محمد بن سلمان - في مقابلة نشرتها أمس الأول وكالة «بلومبيرج» العالمية للأخبار المالية والاقتصادية - أن السعودية ستحافظ على حصة سوقية قدرها 10.3 إلى 10.4 مليون برميل يوميا في حال تم التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج قبيل اجتماع نحو 15 دولة من كبار مصدري النفط في الدوحة اليوم. وقال سموه : إن المملكة ليست قلقة من انخفاض أسعار النفط، معللاً ذلك بأن لديها برامج لا تحتاج إلى سعر نفط عال حتى يتم تنفيذها، مضيفاً أن معركة أسعار النفط ليست معركتنا، بل معركة الدول التي تعاني الأسعار المنخفضة. واستضافت العاصمة القطرية الدوحة أمس اجتماعا للدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من أجل بحث تجميد مستوى الإنتاج، سعيا لدعم أسعار النفط الخام. ويأتي هذا الاجتماع بعد توصل أربع دول في مقدمتها المملكة وروسيا (اكبر المنتجين بالعالم) الى اتفاق لتجميد الانتاج عند مستويات شهر يناير الماضي شرط التزام منتجين آخرين به سعيا لإعادة التوازن للأسواق العالمية. وقد ساهم الإعلان عن هذا الاتفاق - إلى حد كبير - في تحسين الأسعار التي بلغت أدنى مستوياتها منذ 2003، وحضر الاجتماع عدة دول تمثل حوالي ثلاثة أرباع العرض العالمي. ويرى كثير من المحللين أن الأسعار ستبقى هشة ما لم تفعل أوبك والمنتجون الآخرون شيئا ما في اجتماع الدوحة. وباختصار شديد فان التجميد قد يجمد الأسعار عند مستوياتها الحالية، لكن تخفيض الانتاج من شأنه رفع الأسعار مجدداً خاصة عندما يعجز الطلب العالمي على امتصاص فائض الانتاج لتباطؤ الاقتصاد. إن تجميد الإنتاج عند شهر يناير يعني وجود 2 مليون برميل في اليوم فائضا بالأسواق على الاقل مع الزيادة المتسارعة في انتاج كل من العراق وايران. وعلى سبيل الافتراض : اذا التزمت كل الدول بتجميد انتاجها عند مستوى شهر يناير الماضي (باستثناء ايران) فهذا لا يعني الكثير، لأن معظم هذه الدول تنتج حالياً معظم طاقتها الانتاجية باستثناء المملكة التي تبلغ طاقتها الانتاجية حوالي 12.5 مليون برميل في اليوم. تريد ايران انتاج 300 ألف برميل زيادة على طاقتها الانتاجية قبل فرض العقوبات، وكان وزير النفط الإيراني قد أعلن مؤخراً أن بلاده لن ترسل أي ممثل عنها إلى اجتماع الدوحة، وأن ايران تمضي قدماً لإنتاج أربعة ملايين برميل يومياً وهو الأعلى منذ عام 2008م، وأيضاً اقتراب الانتاج الروسي في شهر يناير الماضي من 11 مليون برميل في اليوم، وهو من الأعلى في تاريخ روسيا رغم الانخفاض الحاد بأسعار النفط، لم يخدم الأسعار، ولهذا يبدو منطقياً أن تقبل روسيا تجميد مستوى انتاجها عند شهر يناير، لأن الانتاج في شهر يناير كان الأعلى في تاريخ روسيا، والعراق عند أعلى انتاج في تاريخه. الاكيد أن زيادة الانتاج العالمي للنفط والفائض الذى تعاني منه الأسواق والانخفاض الحاد في الأسعار يعود الى زيادة انتاج النفط غير التقليدي في أمريكا وكندا، واستعداد العراق وبعض دول أوبك الأخرى لإنتاج المزيد من النفط على الرغم من انخفاض الأسعار. وفي الختام يعلم الجميع بأن المملكة هي البلد الوحيد الذي لديه قدرة انتاجية عالية ولن تثُبّت المملكة إنتاج النفط حتى يفعل البقية، وفى نفس الوقت ستدعم الرياض أي اتفاق جماعي لمنظمة «أوبك» لكن في حال تعذر التوصل إلى اتفاق، فإن المملكة لن تفوت أي فرصة لبيع نفطها.

مشاركة :