عقد مجلس الشورى جلسته العادية التاسعة والعشرين من أعمال السنة الرابعة للدورة الثامنة برئاسة رئيس المجلس معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وبحضور ومشاركة معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان. جاء اللقاء رغبةً من المجلس لمناقشة التحديات التي تواجهها الوزارة، أو التي قُدمت كتجربة خاضعة للدراسة والتقويم، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالمعلمين والطلبة. توزعت موضوعات التساؤلات التي رد عليها معالي الوزير إلى البنود التالية: 1 - الوزارة، حيث انتقلت من كونها مشغلاً إلى منظم، بعد صدور الموافقة الكريمة على الهيكل والدليل التنظيمي الجديد، لتصبح المنظومة التعليمية أكثر مرونة وسرعة وتعزّز العمل الجماعي التكاملي. عززت الوزارة الشراكة مع القطاع الخاص، من خلال إصدار حزمة من القرارات التي تدعم القطاع الخاص وتساعده على القيام بدوره البارز في تطوير منظومة التعليم، كالسماح بالاستفادة من المباني التعليمية في المجالات المتنوعة، وتعزيز مداخيلهم الاقتصادية. سعت الوزارة إلى تعزيز كفاءتها المالية وتخصيص جزء منها لتحفيز المتميزين من المعلمين ومديري المدارس وتحسين البيئة التعليمية. تم منح الصلاحيات لإدارات التعليم في المناطق، وخصصت إدارة واحدة لكل منطقة تعليمية وقللت عدد الإدارات إلى 16 إدارة بدلا من 47 إدارة تعليمية مع تقليل المكاتب الإشرافية، بما يسهم في تحسين مخرجات العملية التعليمية. 2 - المعلمين، فيما يخص الدبلوم التربوي وعدم إيجاد بديل عنه ووضعه كأولوية أولى في التعيين على الوظائف التعليمية، حيث تقوم الوزارة حالياً بمراجعة معايير المفاضلة على الوظائف التعليمية بما يحقق المساواة بين جميع المؤهلات وأن تكون الأولوية للترشيح معتمدة على تحقيق المعايير المهنية. كما تعمل الوزارة من خلال شراكات محلية ودولية لتطوير المعلمين ومديري المدارس، للرفع من أدائهم وتمكينهم. تراعي الوزارة تعيين شاغلي الوظائف التعليمية على نظام العقود المكانية؛ للمواءمة بين احتياج العملية التعليمية لكل مدرسة وتحسين نواتجها، واحتياج المعلمين والمعلمات. 3 - المناهج التعليمية، تأتي المناهج التعليمية مواكبة للمعايير العالمية، ويتم العمل على تطويرها بمشاركة وتفاعل الجهات ذات العلاقة في صياغة فكر ومهارات وقيم الطلبة، لتكون المناهج أكثر حداثة وتنوعاً، وتحقّق متطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية والاقتصاد الجديد. 4 - ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بلغت نسبة المُلتحقينَ بالمؤسساتِ التعليميةِ منهم 72 % في عام 2023 مقارنة بنسبة 42 % في عام 2020. كما تقوم الوزارة بتطويرِ السِّياساتِ والضوابطِ التي تخدمُ العمليةَ التعليميةَ للطلبةِ ذوي الإعاقةِ، وإعدادِ الخططِ والبَرامجِ التعليميةِ التي تهدفُ إلى تحقيقِ أحد أهداف التنميةِ المستدامةِ. تم التوسع في برامج التربية الخاصة للطلبة ذوي الإعاقة، حيث إن نسبة التوظيف في الوظائف التعليمية التي طرحت العام الحالي 2022- 2023 مقارنة بالأعوام السابقة كانت لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قامت الوزارة بإنشاء إدارة خاصة لإدارة هذا الملف. 5 - التعليم الجامعي، عملت الوزارة على تعزيز دور مجلس شؤون الجامعات للقيام بمهامه في تنظيمِ التعليم الجامعي وتطوير منظومته، وسدِّ الفجوة بين مخرجاته ومتطلبات سوق العمل، وتعزيز البحث العلمي والابتكار. كما تدعم الوزارة منظومة الجامعات لتطوير حوكمة التسلسل الأكاديمي، واختيار القيادات. 6 - العام الدراسي، تعمل الوزارة على تقييم تجربة الفصول الدراسية الثلاثة وفق أسس علمية تربوية بالشراكة مع المعلمين والمعلمات والأسرة والجهات ذات العلاقة وستعلن الوزارة نتيجة هذه الدراسة بعد الانتهاء منها. 7 - الرسوم الدراسية، من خلال العمل المشترك مع وزارة العدل تم إيجاد عقدٍ تنفيذي في منصة مدارس، تبعد الطالب عن أي مشاكل تعاقدية وتضمن حفظ حقوق المستثمرين. حملت الإجابات على الاستفسارات الموجهة لمعالي وزير التعليم رسائل إيجابية إلى المجتمع بأن العملية التعليمية تسير على طريقها الصحيح -بإذن الله-، وكما هو مخطط لها ضمن رؤية 2030، فقد شمل الطرح أغلب جوانب العملية التعليمية والتربوية والإدارية أيضا، وإن كنت تمنيت من أعماق قلبي أن تشتمل هذه الردود على بعض الاستفسارات الأخرى التي تؤرق المجتمع وتؤثر على العملية التعليمية، مثل مشكلة غياب الطلبة والاكتفاء بالحل الإداري المستخدم حتى الآن وهو خصم الدرجات دون النظر في الأسباب التي دعت الطلبة للغياب وموافقة أولياء أمورهم على ذلك. كنت أتمنى أن تثار مسألة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وهل سنرى في المملكة قريباً جامعات ومدارس افتراضية تلبي احتياج شريحة كبيرة من أبناء المجتمع الذين تضطرهم ظروفهم للانخراط في سوق العمل مبكراً للإنفاق على أسرهم مما يعوق حصولهم على الشهادة الجامعية وفتح مجالات عمل أرحب لهم. كما كنت أتمنى مناقشة نموذج لمدارس سعودية بنكهة عالمية، تلبي احتياجات شريحة من أبناء المجتمع الذين يرغبون في الحصول على تعليم متميز، ولكن المصروفات الدراسية المرتفعة تعيق التحاقهم بالمدارس الأهلية لارتفاع قيمة المصروفات مقابل قدرتهم المالية المتوسطة على الدفع. كنت أتمنى أن أعرف كم عدد الطلاب الذين تم تسريع تعليمهم، وتخرجوا والتحقوا بالجامعات أو بسوق العمل، كنت أتمنى أن أسمع عن خطة الوزارة في تفريد التعليم، وأهمية تعليم الطالب حسب قدراته وليس حسب مقرراته. هناك العديد من القضايا التي لازلنا نحتاج إلى ردود عليها، وأقترح على معالي الوزير أن يكون له السبق بتخصيص عمود أسبوعي في إحدى الصحف ليعرض من خلاله أهم أحداث وتوجهات الوزارة، ويخاطب به المجتمع المتشوق لمعرفة ما يجري داخل جدران الوزارة وخارجها. شكرا معالي الوزير على حضوركم، وشكرا على ما تقدمونه للتعليم في مملكتنا، وننتظر منكم الكثير والكثير، فأحلامنا وطموحاتنا زادت وارتفعت إلى عنان السماء بتسلمكم حقيبة التعليم.
مشاركة :