الدار البيضاء (المغرب) - رصدت عدسات كاميرا صلاح الدين المعيزي رئيس تحرير منصة "enass"، عن قرب معاناة المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء نحو مدينة الدار البيضاء، في وثائقي بعنوان "مغامروا ولاد زيان" (Les Aventuriers d'Ouled Ziane). وقدمت منصة "enass" في الخامس عشر من مايو/أيار الحالي العرض ما قبل الأول للفيلم، وذلك ضمن أنشطة النسخة الثالثة لـ"نادي القراء". ويدور الفيلم في 32 دقيقة حول المهاجرين المنفيين إلى الدار البيضاء الذين هم جزء من الحياة في محطة أولاد زيان. رحلتهم محظورة على هذه الحدود الجديدة لأوروبا. وأعطى موقع ENASS.ma الذي انغمس في حياة هذا المعسكر، لهؤلاء المهاجرين فرصة إسماع أصواتهم، فالفيلم يروي تاريخ هذا المكان بصوت المقيمين فيه، والعمل من إخراج كل من صلاح الدين المعيزي وأنس الغنادي وتعليق صوتي لمجدولين بنخرابة. يصل المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء إلى المغرب لغايات مختلفة، ورغم أن أغلبهم يجعله محطة للانتقال إلى أوروبا عبر مدينتي سبتة ومليلية إلّا أن هناك من يختارون الاستقرار فيه، إما بسبب الدراسة، أو العمل. ويفضل بعض المهاجرين الاستقرار في المغرب ليجعلوا منه بلد إقامة وليس مجرد نقطة عبور، ويفسرون اختيارهم هذا بأسباب مرتبطة أساسا بالآفاق التي توفرها لهم المملكة في سعيهم نحو حياة أفضل. ففي السنوات الماضية، حصل الآلاف من أفارقة جنوب الصحراء على وثائق إقامة مغربية، وذلك بعد مبادرات أطلقتها السلطات المغربية، من أجل جعل إقامة المهاجرين قانونية في المغرب. وفي وثائقي "مغامروا ولاد زيان" يتم تسليط الضوء على الجانب الإنساني للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء نحو الدار البيضاء، بحثا عن العيش الكريم، وتغيير الصورة النمطية عنهم، إلى جانب رصد معاناتهم في مخيم بمحطة ولاد زيان الذي أزيح قبل أشهر. والفيلم يرصد وضعية المهاجرين الذين كانوا يستقرون في مخيم ولاد زيان الذي تأسس في العام 2015، وأزيل أواخر العام الماضي، ويعري وضعياتهم الصعبة أمام عدسات الكاميرا، وفق ما نشر في موقع "مدار21" المغربي نقلا عن صلاح الدين المعيزي. ولفت المعيزي إلى أن هذا العمل يحاول تغيير الصورة النمطية عن المهاجرين وإظهار إنسانيتهم، ووضعيتهم الحقيقية، موضحا "هؤلاء الأشخاص لم يجدوا مأوى آخر، إذ كانوا يعيشون في الغابات نواحي الناظور وتطوان قبل أن يتم طردهم من تلك الأماكن وترحيلهم من قبل السلطات في إطار عمليات مراقبة الحدود، ليضطروا التوجه إلى مدن مختلفة، وإقامة تجمعات اضطرارية، لذلك فهم لم يجدوا خيارا آخر سوى العيش في هذه المخيمات". وأضاف أن الفيلم يبعث رسالة حول "إمكانية التعايش رغم صعوبة العيش بين هؤلاء الناس الذين يحملون جنسيات مختلفة، ومن أصول مختلفة ولهم حكايات مختلفة"، داعيا إلى فتح أفق التفكير للتعايش المشترك بين الشعوب، ونسف فكرة نشرهم الإجرام في المغرب. وقال أنس الغنادي، وهو صحفي عمل بالوثائقي، إن فيلم "مغامروا ولاد زيان" يحكي عن مهاجري جنوب الصحراء في الدار البيضاء، وعن المخيم الذي لفه الكثير من الغموض لمدة أكثر من عشر سنوات. وشرح الغنادي أنه "بعد كثير من المحاولات استطعنا أن ننقل الأحداث اليومية التي عاشها هؤلاء الأشخاص داخل المخيم، الذي لم يعد اليوم موجودا لكن ظلت العديد من القصص شاهدة على هذا المكان، وقد عشنا مع هؤلاء الأشخاص الحياة بمآسيها، وأفراحها، واليوم وثقنا هذه الرحلة بعنوان 'مغامروا ولاد زيان' لأنهم فعلا كانوا يعيشون مغامرات بشكل يومي".
مشاركة :