ولــكَمْ تَــصَدَّرَ فــي الأنــامِ جَهُولُ سَــمِــجٌ غــبــيٌّ تــافــهٌ مــخــبولُ – مَـــعَ أَنَّـــهُ يَــدري بــأَنَّهُ كــاذبٌ يُــرْغِــي ويــزبدُ لــلحديثِ يُــطِيلُ – وكــــأَنَّــهُ (قِـــسٌّ) وأنَّ كــلامَــهُ حـــقٌ لـــهُ فــي الــعالمين قــبولُ – ويَــظنُّ أنَّ الــناسَ خُــرْقٌ سُــذَّجٌ يَــغْــويهمُ الــتَّــزْيِيفُ والــتــضليلُ – لا يــا رويبضُ أنت مَحْضُ سَبَهْللٍ صــوتٌ يــجعجعُ أخــرجتْهُ طبولُ – فــلربَّما تَــحْلوا الــطبولُ لــراقصٍ ولــربَّــما يــهوى الــهراءَ فــصيلُ – لــمّا رأُوا الــطاووسَ يَنفشُ ريشَهُ فــعــلاهــمُ الــتــكــبيرُ والــتــهليلُ – كَمَن اشترى كوبَ الشرابِ برَغوَةٍ ظــــنًّــا بــأنَّــهُ مُــتْــرَعٌ وثــقــيلُ – لــكنْ تَــبيّنَ فــي الــحقيقةِ نــاقصٌ وبـــأنَّ مــخزونَ الــشرابِ قــليلُ – ومَن اشترى بالأمسِ أصبحَ نادماً وقـــد اعــتــرتْهُ حَــيرةٌ وذهــولُ – مــا زاد فــي عــددِ الأســافلِ تافهٌ وأقــلَّ مــن عــددِ الــكرامِ بــخيلُ – لــيسَ الــرجالُ بما تقولُ وتشتهي بـــلْ إنَّ أفــعــالَ الــرجالِ تــقولُ – بــالأمسِ كــنتَ مــشرَّداً مــتسكِّعاً لــكَ فــي الــقمامةِ مــرتعٌ وطلولُ – وتــنــامُ مــنتشياً بــنكهةِ عــطرِها وعــلــيكَ شُــرَّادُ الــكلابِ تــبولُ – والــيومَ تــأتي كــالأميرِ مُــفاخراً ويــســيرُ خــلــفكَ تُــبّــعٌ وذيــولُ – هــذا لــعمري سَــقْطَةٌ مــفضوحةٌ وكــأنَّــما هـــذا الــزّمــانُ عــليلُ – ومــكارمُ الأخــلاقِ أمــستْ سُــبَّةً والــقبحُ فــي هــذا الــزمانِ جميلُ – تــباً لــمنْ غَــابَ الــكريمُ بــحيّهمْ والــتافهُ الــرِّعْدِيدُ بــاتَ يــصولُ – إنْ مــرَّ ســيلٌ قــدْ رمــى بــغثائهِ إنَّ الــغــثاءَ مــع الــزمانِ يــزولُ ———————
مشاركة :