تيمة حقوق المرأة تعود إلى السينما المغربية بـ'طحالب'

  • 5/27/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - تشهد السينما المغربية تطوراً ملحوظاً في تناول قضايا المرأة، حيث باتت الأفلام المغربية مرآة تعكس التحديات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها النساء في المجتمع المغربي، وفي هذا السياق تبرز مجموعة من الأعمال السينمائية التي تتخذ من المرأة تيمة رئيسية لتسليط الضوء على موضوعات الإرث، والمساواة والحرية، إذ تعكس هذه الأفلام الصراعات اليومية التي تخوضها المرأة من أجل نيل حقوقها وتحقيق العدالة الاجتماعية، سواء في نطاق الأسرة أو المجتمع الأوسع. تتناول الأفلام المغربية الاخيرة قضية الإرث بوصفها أحد أبرز التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع التقليدي، حيث تسلط الضوء على التمييز القانوني والاجتماعي الذي يعاني منه النساء في هذا المجال، كما تعرض هذه الأفلام نضال المرأة المغربية لتحقيق المساواة في الحقوق والفرص وتبرز الأدوار الريادية التي تتبناها النساء في مختلف مجالات الحياة، من التعليم والعمل إلى السياسة والفن، ويعتبر فيلم"طحالب" أحد الاعمال الاخيرة التي تعالج وضعية المرأة في الارث. شرع المخرج المغربي إدريس شويكة في تصوير شريطه السينمائي الجديد "طحالب" منذ أسبوع بمنطقة الجبهة، وسيستمر التصوير لأكثر من ثلاثة أسابيع، على أن يتم بعد ذلك التصوير في نواحي الجديدة. يتناول فيلم "طحالب" قصة حياة "هنية" التي تعيش في قرية ساحلية مغربية وتجمع الطحالب كمصدر للرزق، على غرار زوجها الغواص "مصطفى" الذي يختفي في ظروف غامضة، حيث بعد اختفائه تواجه "هنية" صعوبات في التعامل مع أخيه "المعطي" الذي يرفض منحها حقوقها في القاربين الموروثين، مبررًا ذلك بعدم التأكد من اختفاء "مصطفى" النهائي، إذ تؤمن أم "مصطفى" بعودته وتبدأ في نسج زربية كهدية له عند عودته، في حين تسعى "هنية" لفرض نفسها كمعيلة للأسرة رغم الصعوبات. يتصاعد الصراع بين "هنية" و"المعطي"، الذي يعاملها بعدوانية غير مبررة ويمتد ظلمه إلى ابنته "فتيحة" بحرمانها من التعليم واحتجازها لمنعها من الارتباط ب"سعيد"، الأخ الأصغر ل"هنية"، إذ يعكس الفيلم معاناة أهل القرية من الفقدان الغامض لأحبائهم، ويبرز قضايا مثل حق النساء في الميراث والصمود أمام التقاليد الظالمة. الفيلم من سيناريو شوقي حمداني، وبطولة كل من يسرى بوحموش، ماجد لكرون، بن سنس، صفاء خاتمي، خديجة عدلي، رقية بنحدو، تيوتيو، ومحمد بوصبع. تبرز متتالية مشاهد سيناريو الفيلم السينمائي "طحالب" عموما، شخصية تدعى "هنيّة" تحلم بالهجرة مثل شقيقها، إلا أنها تكتفي بجمع الطحالب كلما حل موسمها، إذ يشكل جمع هذه الأخيرة، إلى جانب الصيد البحري، الاقتصاد المعيشي للقرية الساحلية المغربية، حيث انتقلت "هنية" مع زوجها "مصطفى" الغواص المُتمرِّس للعيش فيها، وفجأة يختفي "مصطفى" في ظروف غامضة، فلا تجد "هنيّة" جهدًّا من مواجهة أخيه "المعطي"، الذي يستحوذ على القاربين الموروثين له ولأخيه، رافضا منح "هنيّة" حقها، تحت ذريعة عدم التأكد من الاختفاء النهائي ل"مصطفى"، وتُؤمن "غْظِيفة"، أم "مصطفى" و"المعطي"، بعودة ابنها "مصطفى"، فتشرع في نسج زربية تُهديها له عند عودته، عكس ذلك ترفُض "هنيّة" الانصِياع للتّقاليد وتعمل على فرض ذاتها كراعيّة لأسرتها. يُمعِن "المعطي" في رفض الاعتراف "بهنيّة" كمُعِيل لأسرة أخيه رغم نهوض "هنيّة" بمسؤولياتها، إذ يتصاعد الصراع فتحار "هنيّة" في كيفية تجاوز العدوانية التي أغرقتها فيه كراهية "المعطي"، وهي كراهية مُتناقضة وغير مفهومة، يسقطها "المعطي" على ابنته "فتيحه"، من خلال حرمانها من المدرسة واحتجازها وحيدة، لإنهاء قصتها الرومانسية مع "سعيد"، الأخ الأصغر ل"هنيّة" التي تقُضّ مضجعه. حصل فيلم "طحالب" لإدريس شويكة على دعم من صندوق دعم الإنتاج الوطني قدره ثلاثة ملايين درهم، ويتم تصويره بطاقم تقني يقوده مدير التصوير فاضل شويكة، إلى جانب جيروم أياس مهندسًا للصوت، وإسماعيل قرمون مسؤولًا عن الديكور. وقدم المخرج إدريس شويكة من قبل العرض الأول لعمله المسرحي والسينمائي الجديد "لعبة الزواج" في أواخر نوفمبر الماضي في المركز الثقافي ليكسوس/باب البحر، بالتنسيق مع جمعية إشعاع للثقافات والفنون، إذ يتناول العمل موضوع الزواج من خلال طرحين فنيين مختلفين، الأول على خشبة المسرح والثاني بعدسة الكاميرات السينمائية، ما يعكس إدراكه لأهمية هذه المؤسسة في المجتمع المغربي وما تواجهه من تحديات وأزمات، حيث يتخذ المخرج المخضرم من المرأة تيمة رئيسية في أعماله المسرحية والسينمائية.

مشاركة :