'صورة المرأة في السينما المغربية' تطغى على الشاشات الكبيرة

  • 3/9/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الدار البيضاء (المغرب) - شكّلت المرأة عنصرا مهما لازم كافة الحكايا السينمائية في المغرب، وشغلت قضاياها العديد من السينمائيين ودفعتهم لكتابة وإنتاج وإخراج أفلام ترتبط ارتباطا وثيقا بها، لكنها لم تكتف بكونها موضوعا للدرس، فحاولت أن تخوض بنفسها غمار التجربة السينمائية سواء كممثلة أو منتجة أو مخرجة أو تقنية. وقال الناقد السينمائي حسن نرايس خلال ندوة نظمت بالدار البيضاء حول موضوع "صورة المرأة في السينما المغربية" إن "الحضور القوي للمرأة المغربية لا يقتصر على الإخراج فحسب، بل يتعداه باشتغالها في جميع المهن السينمائية بكفاءة عالية بما فيها المهن التي كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجال". وأبرز أن إلى حدود ثمانينات القرن الماضي كانت هناك سيدتان فقط تمتهن الإخراج السينمائي ويتعلق الأمر بكل من فريدة بورقية وفريدة بنليزيد، لينتقل العدد بعدها خلال العشر سنوات الأخيرة إلى 23 من المخرجات اللواتي تولين إخراج فيلم طويل واحد على الأقل. وأجمع المشاركون في الندوة المنظمة من طرف جمعية "صورة للتراث الثقافي" بالتعاون مع مقاطعة الحي المحمدي على أن المرأة خلال العشرية الأخيرة تميّزت بحضور لافت في المشهد السينمائي المغربي. وأكد حسن نرايس وفقا لوكالة الأنباء المغربية أن المرأة المغربية تسجل حضورا لافتا في مختلف المهرجانات الدولية، بالرغم من كون مشاركاتها تظل أقل مقارنة بالذكور. وأشار إلى أن إلى حدود تسعينات القرن الماضي ظلت السينما المغربية تقدم المرأة في صورة المغلوبة على أمرها في مجتمع ذكوري تخضع فيه لسلطة الأب والأخ والزوج، مبرزا أن هذا الواقع تغير خلال العقدين الماضيين. وعليه، فقد صارت السينما تقدم المرأة المغربية – على حد قوله – في صورة الفاعل الأساسي، والمتواجد بقوة في شتى المجالات، مؤكدا في هذا الصدد أن المرأة المغربية تشارك بقوة وبجدارة في صناعة مستقبل السينما. وتميزت كل فترة زمنية بإنتاجات سينمائية ترصد أوضاع النساء داخل المجتمع، وتحاكي طبيعة الظروف الاجتماعية والتحديات المطروحة أمامهن، الشيء الذي ساهم في وجود أفلام تتعامل مع قضايا المرأة من زوايا ووجهات نظر مختلفة. وقال الناقد السينمائي محمد شويكة في حديث سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء إن السينما المغربية تعاملت مع المرأة كما هي في المجتمع "فهناك بعض الأفلام التي نقلت صورة المرأة في القرى، حيث سلطت الضوء على مواضيع كعدم المساواة والجهل بالحقوق أو التبعية المطلقة للرجل أو تحمل النساء لمسؤوليات خارج البيت كالعمل في الحقول وتربية الماشية والتكفل بكل ما يمكن أن تقوم به المرأة في القرية، والدليل على ذلك الكثير من الأفلام التي تم تصويرها في البادية المغربية". وأضاف "هناك أفلام نقلت صورة المرأة في المدينة وهي صورة مختلفة نوعا ما، حيث ركزت على بعض المشاكل التي تعاني منها النساء، كاشتغالها أحيانا في ظروف سيئة أو ظاهرة تشغيل الفتيات كما عكسه على سبيل المثال فيلم (الطفولة المغتصبة) للمخرج حكيم النوري". وشدد على أن "الجيل الجديد من السينمائيين المغاربة يحمل هم الدفاع عن القضايا الأساسية للمرأة المغربية". إلا أن المرأة المغربية لم تكتف بكونها موضوعا للطرح، بل حملت كاميراتها وأثبتت كفاءتها لتتناول هي الأخرى قضايا حساسة وجريئة في الآن ذاته، فقد نجحت عدة أفلام لمخرجات مقيمات في المغرب أو مغتربات في أن تصنع الحدث في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية سواء من حيث الإعجاب بأفلامهن أم بتلقي النقد، ومن بين هؤلاء مريم التوزاني التي طرحت قضية المثلية في فيلمها "أزرق قفطان" المرشح لجوائز الأوسكار. ويشار إلى أن فيلم "أزرق القفطان" حصد العديد من الجوائز الدولية ومن ضمنها جائزة الجمهور في الدورة الـ40 لمهرجان السينما المتوسطية (أرتي – ماري) بباستيا وجائزة الجمعية اليونانية لنقاد السينما وجائزة الجمهور في مهرجان أثينا السينمائي الدولي الثامن والعشرين وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان كان السينمائي. وقالت فاطمة الجبيع مخرجة فيلم "سفينة الحقيقة" الحائز على جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان إن بصمتها كامرأة حاضرة في الأفلام التي تقوم بإخراجها. وشددت على أنها حاولت في آخر أفلامها تسليط الضوء على قضية المرأة المطلقة، مبرزة أنها تتعرض لظلم اجتماعي أو ثقافي أو قانوني. وتحدثت الممثلة بشرى أهريش عن مرور المرأة (البطلة) في الأعمال الدرامية من المصاحبة إلى الحضور، إذ لم تعد مجرد مصاحبة على الشاشة، بل أصبحت أفلام تحمل أسماءها، كما أصبحت حاملة لثقل الشخصيات في الأعمال الفنية.

مشاركة :