فاس للموسيقى العالمية العريقة يرفع شعار "شوقا لروح الأندلس"

  • 5/29/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فاس (المغرب) - ألهبت مجموعة رياح كريستالية، مساء الاثنين بحديقة جنان السبيل، جمهور الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، بحفل رائع يمزج بين نغمات الناي والموسيقى الروحية. وشدت الفرقة الفنية التي تضم الفنان الفرنسي لوب بارو (كريستال باشيه) والفنانين الهنديين (ج أ جايانت) (ناي كارناتيك) وكيشور (مريدانغام) أسماع الجماهير التي توافدت بأعداد غفيرة لمتابعة العرض، بألحان وأنغام متميزة للموسيقى الهندية. وسافر هذا الحفل بالجمهور في رحلة استثنائية فريدة من نوعها، حيث أثبت التناغم بين التقليدين الفنيين أن الموسيقى، أيا كان منبعها، يمكن أن تتجاوز الحدود وتطلق العنان للعيش المشترك. وقد تمازجت بشكل فريد ألحان البانسوري الناعمة مع الأنغام الساحرة لكريستال باشي، مساهمة في خلق سمفونية استثنائية تفاعل معها الجمهور بحرارة. وفي تصريح له سلط لوب بارو الضوء على تعاونه مع ج أ جايانت، النجم وعازف الناي الهندي، قائلا “نعمل سويا على كتابة موسيقى أصيلة تستمد مقوماتها من الموسيقى الكلاسيكية الهندية". وأوضح لوب بارو "سأعزف على آلة نادرة يطلق عليها كريستال باشيت، وهي عبارة عن أقواس زجاجية، يتم العزف عليها بأصابع مبللة". من جهته، أكد "جايانت" أن هذا العرض هو تقاطع بين آلتين موسيقيتين هما الناي الهندي الذي هو عبارة عن مزمار من القصب وآلة "كريستال باشيت". ووصف مشاركته في فعاليات الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بـ"التجربة الفريدة من نوعها". وقد شهد هذا اللقاء الموسيقى الذي تأسس في فبراير الماضي في مهرجان الروح المقدسة الشهير في جودبور، مرة أخرى اندماج مزمار البانسوري مع واحدة من أكثر الآلات الموسيقية غرابة في القرن العشرين: آلة كريستال باشيت. ويعد لوب بارو أحد الموسيقيين القلائل الذين يعزفون على آلة كريستال باشيت، وهي آلة موسيقية صممها الأخوان باشيت عام 1953. وهي مصنوعة من قضبان زجاجية تداعبها الأصابع، وتتشابك موجاتها الصوتية بشكل أثيري مع تعرجات مزمار البانسوري. المهرجان يقترح برمجة منفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع مبرزا التعايش السلمي ما بين الديانات ◙ المهرجان يقترح برمجة منفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع مبرزا التعايش السلمي ما بين الديانات ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي ينظم إلى غاية الأول من يونيو المقبل، تحت شعار “شوقا لروح الأندلس” إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت "زمنا ذهبيا" لازالت روحه حاضرة بالمغرب. وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبيرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين. ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي. وجاء في بيان المنظمين أنه "مرة أخرى، تتشرف مدينة فاس باستقبال زوار من مختلف بقاع المعمورة. ولهذه الغاية، أصبحت المدينة في حلة جديدة زاهية وخضعت مدينتها القديمة لإعادة الترميم والتزيين، ليفسح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أمام زواره فرصة إعادة اكتشاف المواقع التاريخية الشهيرة، والحدائق، والأماكن الرائعة، والمدارس العتيقة، والفنادق القديمة لمدينة ضاربة في عمق التاريخ، المدينة الروحية للمملكة المغربية". وافتتح المهرجان في الرابع والعشرين من مايو الجاري بحفل "زرياب أو الوتر الخامس"، في رحلة موسيقية آسرة عبر مصادر إلهام الموسيقى الأندلسية، مُتنقلاً بين السماء والأرض، والجبال والقصور، حيث شارك في هذه الرحلة الاستثنائية ثلة من الفنانين المرموقين من مختلف بقاع العالم. وحملت أنغام الشاعر والمغني والموسيقار الكردي الأصل، أبوالحسن علي بن نافع الملقب بـ"زرياب" (طائر أسود اللون)، الحاضرين في رحلة ساحرة عبر الزمن والمكان، انطلاقًا من السماء والجبال وصولًا إلى قصر الأمويين للأمير عبدالرحمن الثاني بقرطبة. بينما يختتم المهرجان بحفل بهيج يوم السبت الأول من يونيو بباب الماكينة لمجموعة "Gospel Philharmonic Experience"، مع مجموعة الأركسترا المعاصرة والمجموعة الصوتية بقيادة الفنانة الأميركية كيم بوريل، ترافقها مجموعة الأركسترا المعاصرة برئاسة باسكال أوريكا. انشرWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :