الأزياء و الهندسة المعمارية..خطان منفصلان يسيران في اتجاه موازٍ

  • 5/31/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من كونهم قطاعات مختلفة تنتمي الى صناعات متباينة نستطيع أن نرى أوجه الشبه والالتقاء ما بين الأزياء والهندسة المعمارية. تُشكل كلا الهندسة المعمارية والأزياء تخصصات نبعت من الحاجة البشرية للمأوى والبيئة المكانية كما تولد ضرورية الأزياء من مفهوم الحاجة الى الملبس، هنالك تناظر مترابط في المراحل الإبداعية وعملياتها التي تتخلل مشروع من مشاريع الهندسة المعمارية وتصميم مجموعة من الأزياء. من الاستلهام من الطبيعة والبيئة المحيطة وحتى الخيال الجامح ومرحلة الدراسة والحِساب الرياضي الى مرحلة تأسيس البنية التحتية والبناء. يتوجه مصممي الأزياء نحو التصميم كما يتوجه المهندس الى بناء مبنى يُعبر عن هويته الهندسية وإبداعه الفني وتوقيعه الفِكري أما المصمم فتنبض لمسات هويته الفنية ومهاراته المتميزة الي تُشكل هيمنة حِرفته التي تجعل من علامته علامة فارقة في خارطة الموضة والفخامة.   الهندسة المعمارية، مثل الموضة، تتأثر بالإنتاج الضخم، إلا أن الهندسة المعمارية باعتبارها شكلاً فنيًا صالحًا للسكن، لا يزال أكثر ديمومة من الأزياء، وهو شكل فني مُتفرد بواقعه الفعلي حيث يمكن ارتداؤه.كلاهما تطبيقات فنية و كلاهما يستخدم الهندسة ومبادئ التصميم واتجاهات المواد ونظريات الألوان وتقنيات البنية لإنشاء النماذج و الإبداعات الخَلاقة و العملية. العلاقة بين الهندسة المعمارية والأزياء ليست مفهوما جديدا. على مر التاريخ، يمكننا أن نجد حالات أثر فيها أحد المجالات على الآخر. في الحضارات القديمة، أثر تصميم المباني الكبرى على ثني وطيات الملابس وتوظيف الزخارف المزخرفة في أنماط القماش كما أثرت الموضة كذلك وألهمت الملابس المعقدة تفاصيل العناصر المعمارية. ومع ذلك، لم يبدأ ظهور الاندماج الواضح بين الهندسة المعمارية والأزياء الراقية إلا في القرن العشرين.    تَطرق العديد من مصممي الأزياء العُظماء في تاريخ هذه الصناعة الضخمة والعالمية إلى تشابه مبادئ التصميم ما بين الأزياء والهندسة وتعقيد العملية الإبداعية التي تضم العديد من التفاصيل الهندسية والممارسات الرياضية وحتى استعمال مواد وأقمشة معينة وتفضيلها عن غيرها في تصاميم محددة. أَعرب المصمم الفرنسي "كريستيان ديور" المُلَقب بمُصمم الأحلام عن رغبته أن يصبح مهندساً، فعند النظر الى تصاميمه لم تَكن فقط مجرد تصاميم من الأزياء الراقية، بل كانت تُحفاً فنية مصنوعة كالمنحوتات أو العجائب المعمارية، فكانت تصاميمه تُبنى حول القوام الأنثوي وتخلق صورة ظلية جمالية تعتمد بصورة كبيرة على الزوايا والانحناءات والمواد المستعملة، قال السيد "ديور" ذات مرة: "أردت أن أصبح مهندسًا معماريًا. كوني مصممًا، يجب على أن أتبع القوانين ومبادئ الهندسة المعمارية.الحديث عن هندسة الفستان أو الثوب ليس بلا معنى. فيتم تصنيع الثوب وتنفيذه حسب حبيبات القماش وحبيبات القماش هي سر تصميم الأزياء وهو سر يعتمد على القانون الأول للهندسة المعمارية، طاعة قوانين الجاذبية." مصمم الأزياء الفرنسي كريستيان ديور (في الوسط) يتحدث مع اثنتين من عارضاته قبل عرض مجموعته الأخيرة في فندق سافوي كجزء من أسبوع "الأزياء الراقية الفرنسية" في 24 أبريل 1950، من موقع AFP  يستخدم مصممو الأزياء الذين يستلهمون من الهندسة المعمارية موادهم ككتل بناء لإنشاء شكل يمكن ارتداؤه بنفس الطريقة والأسلوب التي يستخدم بها المهندسون المعماريون الخرسانة والأسمنت والزجاج لبناء المباني، قال المصمم الفرنسي "بيير بالمان" عن الهندسة والأزياء: "ليس هناك شيء أهم في الفستان من بنائه".   ماذا لو تقاطعت الأزياء والهندسة المعمارية بصورة بصرية وليس فقط بنائياً؟ على الرغم من توازي القطاعين والتخصصين الأزياء والهندسة المعمارية وتداخلهم العميق ببعض، يكمن التشابه بخطوات العملية الإبداعية و البناء ولكن في بعض الحالات المُبهرة التي أشعلت مدارج عروض الأزياء، استلهم مصممي الأزياء من الهندسة المعمارية و العُمران نفسه و أعادوا تفسيره لكي لا يصبح فقط فن ملبوس بل بُنيان قابل للارتداء. هنالك بعض التصاميم والإطلالات التي دمجت الهندسة المعمارية والموضة، عن طريق التلاعب بالصور الظلية والخطوط والزوايا الحادة والمواد المبتكرة والبناء الدقيق ومن خلال التركيز على طريقة تطوير الهياكل والأشكال المعمارية، يمكن تحقيق بيانات قوية لتصميم الأزياء بتوظيف الطابع الهندسي المعماري فغالبًا ما تكون الأقمشة مطوية ومثنية و ملتفة وملتوية و تتكون من طبقات كمواد بناء لإضفاء مظهر معماري ثلاثي الأبعاد. تصادم الهندسة المعمارية بالأزياء على مدرجات الموضة Guo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقية  Guo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقيةGuo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقيةGuo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقيةGuo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقيةGuo Pei خريف و شتاء 2018 للأزياء الراقية  "ايريس فان هيربن" ربيع وصيف 2012 للأزياء الراقيةً "ايريس فان هيربن" ربيع و صيف 2012 للأزياء الراقية  "كريستيان ديور" خريف وشتاء 2019 للأزياء الراقية "كريستيان ديور" خريف وشتاء 2019 للأزياء الراقية"كريستيان ديور" خريف وشتاء 2019 للأزياء الراقية"لويس فيتون" خريف وشتاء 2021 للملابس الرجالية  "لويس فيتون" خريف و شتاء 2021 للملابس الرجالية  

مشاركة :