لكل مرحلة حضارية خصائصها وسماتها إن كانت معمارية أو اقتصادية أو اجتماعية، لها هويتها وأدبياتها وثقافتها وفلسفتها، والمملكة مرت من السبعينيات الميلادية بدورات اقتصادية عرفت بالتنمية: - التنمية الأولى: عام 1975 - 1985م. عرفت بالطفرة الحضارية، ركزت على عمران المدن والقرى بناء المساكن على الطراز الحديث في عمران شامل. - التنمية الثانية: 2006 - 2014. عرفت بالمدن الإنتاجية الخمس: المدن الجامعية، والطبية، والاقتصادية، والصناعية، والمعرفة يضاف لها برنامج الابتعاث الدولي. - التنمية الثالثة: من 2015 ومستمرة حتى الآن. رؤية السعودية 2030، تنمية حضارية واقتصادية واجتماعية لتتجاوز خطط الدورات الاقتصادية التي تعتمد على الوفرة المالية المؤقتة، والانتقال إلى اقتصاد له استدامة وديمومة لا يرتبط بالفائض النفطي، وتعرف أيضا بالسعودية مابعد النفط، وتنويع مصادر الدخل. ففي التنمية الأولى لها سماتها الثقافية وبخاصة الموسيقية والتلفزيونية وتوجهاتها المدنية، أخذت الشكل الاجتماعي حيث تحولت المدن والقرى وحتى الأرياف إلى طراز العمارة الأوروبية والبنايات والمجمعات الزجاجية والرخامية، الفلل والشوارع ومخططات الأحياء السكنية الحديثة ورافقها أسلوب من العمل الموسيقي والأغاني العاطفية التي تحمل اللغة البيضاء لغة المدن والتعليم. التنمية الثانية تميزت بثقافتين محلية داخلية التصقت بالمدن الجامعية والطبية وإنشاءات المباني الحكومية ومشروعات مباني الأبراج، وثقافة دولية التي نشأت بعد برامج الابتعاث للجامعات العالمية، ابتعاث نصف مليون من الطلاب والموظفين المبتعثين مع عائلاتهم إلى جامعات الغرب الأمريكية والأوروبية والآسيوية، رافقها نمط من الثقافة الموسيقية والغنائية والتقاليد العالمية في بعض السلوكيات، وتغيرات بأنماط المعيشة. التنمية الثالثة تنمية شاملة اجتماعية مغايرة ومختلفة عن سابقتيها خاصة في قيادة المرأة للسيارة، وتمكين المرأة في الوظائف وتقلدها مناصب عليا، ومجالات وظيفية لم تكن سابقاً تعمل بها، وتنمية اقتصاديّة قادتها الدولة حيث نفذت المئات من المشروعات الضخمة والكبيرة، لكننا لم نلمس ثقافة هذه التنمية منها أن الرؤية 2030 هي مشروع شامل، ليس لها أجندة وهوية ومنتج مسموع ومرئي مشاهد يربطنا بالرؤية، وهذه مسؤولية وزارات: الإعلام والسياحة والثقافة. بإنشاء مشروع إبداعي عن التنمية 2030، يربط المواطن والمقيم والزائر بالرؤية السعودية، مثل إنتاج هوية موسيقية خاصة بالرؤية السعودية: على طيران الشركات السعودية، وفي قاعات الفنادق والمنتجعات السياحية، والمؤتمرات الدولية التي تقام بالمملكة وفواصل في القنوات السعودية التلفزيونية، ومقاطع فيديو (برومو) قصيرة في شاشات الفنادق وأثناء المؤتمرات وفي المطارات والأسواق المركزية، ومواسم الترفيه بمناطق المملكة.
مشاركة :