نجلاء لحبيبي تستبطن الشجن والانسان والحب والفوضى في 'تكريم الذاكرة'

  • 6/8/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الفن.. هذه الأرجاء الفسيحة من الحلم المكلل بالرغبات حيث الذات في ترجمانها الملون بين تأويلات شتى وفق نظر بعين القلب.. هذه الذات المسافرة بكثير من عناء التقصد للقول بالابتكار والذهاب بالأشياء والعناصر الى مناطق أخرى من دهشة وجمال الأحوال في عالم متسارع الأحداث مربك في ايقاعه الوجداني والانساني..الفن هذا العالم المسائل لهذه الذات التي تقول بالامساك بدقائقه ولحظاته الباذخة لتحويل العالم الى مجال للنشيد وعبث الأطفال ببراءة الابداع والفن وعطوره  ووفق عنوان من عناوينه ونعني هنا مثلا المجالات التشكيلية البصرية.. وحيث لا رغبات بينة أكبر من جعل المكان علبة تلوين. هكذا هي فكرة اللعب مع الألوان التي يحاولها الفنان ويحاورها نشدانا للكشف عن شواسع روحه وكينونته التي تحتشد بها الرؤى والتفاصيل والذكريات فضلا عن طفولة مقيمة تفعل فعلها في الأشياء تعلي من شؤون وشجون التعاطي مع المادة والقماشة في ابحار بلا حدود مثقل بالتجليات والارهاصات والمعاناة وما به يسعد القلب بالنهاية ليحلق مثل فراشات من ذهب الأزمنة.. انها متعة التلوين والرسم تلقي بذات الفنان في أتون من الأحوال نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان.. وهكذا.. ومن هذه الأكوان من الأحاسيس والشواغل والأحلام والقلق تجترح الذات الفنانة أشكال ومضامين وعناوين الأعمال الفنية التي هي بالنهاية ذلك الترجمان الجمالي لسردية مفتوحة على الزمان والمكان ومنذ طفولة ترنو الى الآن الجميل في الأن والهنا من خلال ما يرتسم منها وبها على القماشة من تشكيل لمعاني الدواخل القائلة بالمجد.. مجد النظر للعمل الفني وقد استقام ممتلئا بجمال وقول بليغ وفسحة ملونة بل كقطعة من روح ذات منجزه. هكذا اذن نمضي الى تجربة فنية وجمالية تخوض غمارها ومنذ طفولتها القديمة والمقيمة بها الى اللحظة الراهنة ونعني الفنانة التشكيلية نجلاء الحبيبي التي هامت بالفن التشكيلي ومنه الرسم والتلوين منذ عقود في كثير من الولع والشغف فكأنما هي تتنفس الفن في هذا اليومي المتسارع في تداخل عناصره وأحداثه حيث ترى في ما ترسمه ضربا من التعافي والخلاص المبين..الفن عندها حلم قديم وطفولة يانعة وبهاء ترغب قي بثه بالجهات لاسعاد الكائن في كثير من التعبيرية والرمزية والتخييل. نجلاء لحبيبي الفنانة التشكيلية تربت في جمال مدينة آسفي الفاتن بالساحل وألوانها الملائمة لروحها حيث كبرت في بيئة مثقفة ومحبة للفن  كان غرامها بتشكيل المادة المتاحة لها بين يديها وقد أحبت فنونا أخرى مثل الموسيقى والغناء.. تعانق القلم وبياض الأوراق لترسم عليها ما ينطبع بقلبها وما تقترحه مخيلتها في اعجاب بهذا الهيام الذي يدفعها للرسم والتلوين وهي الطفلة التي لقيت رعاية كل ذلك من الوالدين والعائلة والبيئة الحاضنة لموهبتها هذه التي من خلالها تخيرت العزلة الجميلة لمزيد صقل الموهبة  التي نمت وتطورت للأجمل مع مرور السنوات حيث تخيرت في الجامعة ارضاء والديها الراغبين في ذهابها الى مجال العلم خلال مرحلة التعليم بالجامعة لعدم قرب المؤسسة التعليمية من مكان الاقامة  غير أنها لم تنقطع عن عشقها للرسم ومرافقة القلم وتخيرت فيما بعد مجالا قريبا من عشقها للفن والرسم لتختار  اختارت " تصميم الازياء ورسم الموديلات وعملت مصممة أزياء بعد الحصول على عديد الشهائد ومن هناك قررت العودة للفن والرسم منتصرة لذاتها التي شعرت أن بها فنانة وعاشقة مذهلة للألوان والتشكيل.. وفي رحلتها الفنية ضمن العلاقة بالقماشة تشبعت بتقنيات التلوين في تنوع لأعمالها التي لقيت اعجابا من خلال المعارض الفنية الشخصية والجماعية مبدية في لوحاتها السردية التشكيلية المفعمة بحكايات الذات في ألوان جذابة وفي مسحة من المنزعين السوريالي والتكعيبي لتبدو اللوحة مجالا للتاويل ولتعدد القراءات حيث الذات حاضرة في نظرتها الانسانية والوجدانية تجاه المشاهد والأحوال في سياق من قلق الكينونة وأسئلتها الشتى. ها هي الفكرة في سفرها الناعم، حيث قلب يحكي شجنه على العناصر، في غناء خافت، بين أصداء الصهيل والشدو، ثمة في آسفي حلم لهذا الصقيع الكوني، وها هي الطفلة خبرت ألوانها الملائمة، والقصائد. من مشاركاتها المميزة نذكر حضورها الفني من خلال النشاط التشكيلي بمدينة نابل في تونس في فبراير/شباط سنة 2023 ليتعرف المشاركون التونسيون والعرب على حيز مهم من تجربة الفنانة نجلا لحبيبي وكان ذلك بالملتقى الشبابي بنابل كممثلة للمغرب وهي مشاركة تميزت فيها بلوحتين مرسومتين ضمن ورشة الرسم المفتوح والمباشر.. فنانة تعمل لترى في الرسم شغلها الوجداني والقريب الى الناس وذاتها المفعمة بالوجد وبشاعرية الدواخل. اعمال فنية رائقة وتلوين وفق احساس عميق وتشكيل فضاء القماشة بكثير من تعبيرية بينة المعنى الجمالي وفق منزع سوريالي حيث التكعيب والانزياح بالموضوع المشتغل عليه نحو الذات وهي ترسم اشياءها في بهاء يستبطن الشجن والانسان والحب والفوضى والتفاصيل  في حضور لرمزية ودلالة الطائر والحصان في الذاكرة والمخيال الفني الجمالي والوجداني ليبرز ذلك قادما ضمن معرض شامل للأعمال في سياق "تكريم الذاكرة" خلال هذا الصيف في مناسبة متجددة ليطلع جمهور الفن وأحباء لوحاتها على بانوراما من تجربتها الفنية التشكيلية.. والفن ههنا عند الفنانة نجلاء لحبيبي ضرب من شاعرية الحال... هكذا هي نجلاء ابنة آسفي الجميلة بالمغرب المدينة المحبة للفن التشكيلي والرسم ومن خلال ملتقاها السنوي للفنون. مشاركاتها متعددة بالمغرب وبعدد من بلدان العالم ومن معارضها نذكر المعرض الشخصي في لبنان ببيت الفن بطرابلس أين تم تتويجها بدرع الشرف لوزارة الثقافة اللبنانية الى جانب المشاركة في فعاليات تشكيلية بدولة الإمارات العربية المتحدة  وبجمهورية مصر ضمن معرض "مراكب النيل" وكذلك مشاركات متميزة بحضورها وفنها في إيطاليا وكولمبيا وتونس  والهند وتركيا وببلدان أخرى … كما أنها تحصلت على جائرة بفرنسا ضمن مسابقة "تومبولا للحرية". هكذا هي الفنانة والشاعرة نجلاء لحبيبي التي عملت على نحت مسارها الفني التشكيلي وهي المحبة للرسم والشعر والموسيقى وقد نشأت في محيط عائلي قائل بالفنون والثقافة لتنهل من جمال وروعة مدينة آسفي الأخاذة بسحرها الدفين. والفنانة التشكيلية نجلاء رئيسة لجمعية روح فنان للفنون الجميلة بآسفي. هكذا هي اذن ملامح هذا التجوال الفني في عوالم نجلاء حيث ترى في الفن عالمها ورغباتها قولا بالابداع وبالانسان في هذه الأكوان الضاجة بالتداعيات المريبة وبالضجيج حيث الفن عنوان من عناوين السلام والفرح والطفولة رغم المحن والحروب وما يجري بفلسطين من ابادة وتدمير للانسان المدافع عن أرضه وماضيه وحاضره ومستقبله..  نجلاء فنانة تعي رسالتها الفنية لتمضي فيها بكثير من الدأب والاصرار والحلم.

مشاركة :