مدار الغد| هل تلجأ إسرائيل إلى استراتيجية هيمنة التصعيد لاستعادة هيبتها الضائعة؟

  • 6/10/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فاجعة جديدة ألمت بقطاع غزة المكلوم بالفعل عندما شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما دمويا على «مخيم النصيرات»، ما أثار تساؤلات حول سبب هذا الاهتياج العسكري الإسرائيلي الذي كان قد خفت وطأته بعض الشيء بفعل ضغوط أميركية ودولية. محللون يعتبرون أن الضربات المتتالية التي تلقاها الاحتلال في شمال القطاع جعلته مجبرا على محاولة استعادة ما يعرف بهيمنة التصعيد.   وبحسب أستاذ العلوم السياسية الأميركي الشهير جون ميرشايمر فإن هيمنة التصعيد يقصد بها أن يتجاوز مقدار رد الفعل الإسرائيلي على أي هجوم تتعرض له أضعاف قوة الهجوم نفسه بهدف أن يكون لها الكلمة الأولى والأخيرة في إنهاء الصراع. وهذه الطريقة في الهجمات الغاشمة انتهجتها إسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب ولكنها تراجعت عنها جزئيا تحت ضغوط دولية وكذلك استمرار المقاومة في توجيه ضرباتها. ولا تحاول إسرائيل استعادة سياسة هيمنة التصعيد العسكري في قطاع غزة فقط ولكن أيضا في لبنان مع وجود اتجاه عسكري سائد بشن حرب واسعة ضد حزب الله في الشمال لوقف هجماته المستمرة منذ السابع من أكتوبر. وفي العام 2006 اتبعت إسرائيل الأسلوب ذاته مع حزب الله بشن حرب واسعة ردا على هجوم صغير، وكانت النتيجة إنهاء الحرب ودفع قوات الحزب إلى خلف نهر الليطاني. ويعتقد محللون أن الغرض من عودة جيش الاحتلال لهذا التصعيد العسكري في جبهتي الحرب شمالا وجنوبا إيجاد مخرج من هذه الحرب التي بدت وكأنها تدور في فلك مغلق فلا حماس تفككت ولا حزب الله ارتدع. قرار أميركي لإنهاء الحرب بداية، يرى اللواء الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الولايات المتحدة قررت إنهاء الحرب في غزة قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن. وأضاف شحيتلي، خلال برنامج (مدار الغد) أن الجيش الإسرائيلي قام بعملية لحفظ ماء الوجه ولتحقيق جزء من أهداف الحرب وهو تحرير الأسرى بالقوة وليس بالمفاوضات. وأكد شحيتلي أنه كان يجب تحرير بعض الأسرى بالقوة من قبل إسرائيل وذلك قبل التهيئة لإنهاء الحرب بفرض الأمر الواقع، ولذلك حدثت الاستقالات في حكومة الحرب الإسرائيلية. وقال شحيتلي إن نتنياهو لن يأخذ قرار إنهاء الحرب، لذلك تم إعطاء جيش الاحتلال الإسرائيلي نوع من الإنجاز وهو تحرير 4 محتجزين، فضلا عن سحب البساط السياسي من يد نتنياهو لعدم تمكنه من اتخاذ قرارت مهمة وواضحة بشأن اليوم التالي في غزة.   لا تغيير في قواعد اللعبة من جانبه، قال جاكي خوري، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن الإسرائيليين أدركوا أن تحرير 4 محتجزين ليس انتصارا عظيما أو كبيرا، لأن هناك 120 آخرين في قبضة رجال حماس، وسيحتاجون لسنوات لتحريرهم بالقوة. وأضاف خوري أن ما تحقق بالقوة العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات محدود، ولن يغير في كسر قواعد اللعبة، مشيرا إلى أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يستقيل وسيبقى نتنياهو وحيدا. ووصف خوري تصريحات بيني غانتس واستقالته من الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد بأنه تطور خطير، ودليل على عدم وجود خطة واضحة للحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي غير مقتنع بإنهاء الحرب سياسيا، ولذلك غانتس يخاطب الشارع بلغته وأنه لا يجب الاستمرار في الحرب. المحصلة صفر في السياق، قال العميد محمود محي الدين، الباحث في شؤون الأمن الإقليمي، إن تحرير إسرائيل 4 محتجزين عن طريق مجزرة «مخيم النصيرات» ليس انتصارا، والصحافة الإسرائيلية ذكرت نفس الأمر. وأضاف محيى الدين أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها، ولم تحسم معاركها، وما زالت تتكبد خسائر بشرية في صفوف الجيش، وبالتالي «المحصلة صفر». وأوضح أن تحرير 4 محتجزين من المقاومة الفلسطينية سيزيدها حرصا، وستغير من استراتيجيتها وقد تخطف جنود إسرائيليين في الأسابيع المقبلة.     شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :