العرض العسكري الذي نفذته القوات الأمنية المشاركة في الحج مساء يوم الإثنين الماضي أمام وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، حمل بين طياته العديد من الرسائل والمضامين، التي جاءت واضحة وتنص على أن أمن الحج خط أحمر لا يمكن المساس به، كما أنها أكدت من خلال ذلك العرض المهيب على جاهزية قوات أمن الحج بكافة قطاعاتها البشريّة والآلية؛ لتنفيذ الخطط الأمنية على أكمل وجه وفق منظومة عمل متكاملة. ووفق أحدث الآليات العسكرية الحديثة ووفق تنسيق وتفاعل تشاركي بين الجهات الأمنية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وتيسير أداء نُسُكهم. كما حملت كافة كلمات قادة القطاعات الأمنية في المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرًا رسائل قوية تدل على أن قوات أمن الحج والعمرة جاهزة لردع، ومنع كل ما يمكن أن يؤثر على سلامة الحجاج، وأن الكل يقف على قدم وساق، من أجل خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة والأمان؛ وذلك وفق توجيهات وتطلعات قيادة هذا البلد المعطاء -حفظهم الله- الذين يحرصون كل الحرص على تأدية الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة؛ وذلك منذ تأسيس هذه البلاد المباركة على يد المؤسس المغفور له -بإذن الله تعالى- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى عهد أبنائه البررة الذين ساروا على نفس الخطى، وجعلوا تلك المسؤولية من أهم أعمال الدولة السعودية التي حظيت بشرف خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وعطفًا على ما سبق فإن موسم الحج إلى بيت الله الحرام حدث عالمي بارز في زمان ومكان حدّدهما الشرع الحكيم؛ حيث تتجه خلال هذه الفترة من كل عام قلوب ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم نحو المملكة العربية السعودية نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم عظيم يلتقي فيه ملايين الحجاج من كل فج عميق. مما يُشكل تحديًّا أمنيًا كبيرًا يقع على عاتق القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة؛ كونها الجهة المسؤولة عن سلامة وتأمين الحجاج والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج والذين يثبتون عامًا بعد عام أن دورهم المفصلي في حفظ الأمن والسهر على راحة الحجاج خلال أداء عبادتهم؛ يرتبط بالعديد من المواقف الإنسانية المؤثرة التي جمعتهم بضيوف الرحمن، والتي خطفت الأنظار خلال السنوات الماضية لتكشف أن الجانب الإنساني والرحمة والعطف هي الأساس في التعامل مع الحجيج. وختام القول… فإن بلادنا عندما ترفض أي شعارات ليس لها علاقة بفريضة الحج؛ فإنها بذلك تقف ضد تصدير أزمات هذه الدولة أو تلك أو شعار هذه الفئة أو تلك إلى موسم الحج، كونها موقنة بأن تلك الممارسات والسلوكيات فيها إساءة لشعائر الدين الحنيف علاوة على مساسها بأمن الحجاج، فالحج والعمرة مناسبتان دينيتان تخصان كل المسلمين في هذا الكون، والمملكة – وهي المسؤول التاريخي والجغرافي – تعمل ليل نهار على تسهيل قدوم تلك الفئات من الحجاج والمعتمرين، بل إن المملكة وعبر تاريخها الطويل لم تفكر في أن تجعل من هذه المناسبة استثمارًا سياسيًّا أو حتى عقديًّا، بل التزمت المملكة بأن تكون خادمة للحرمين الشريفين، وسعت جاهدة إلى تحقيق الأمن بمفهومه الشامل الذي يزداد التأكيد عليه عامًا بعد عام بفضل من الله ثم بجهود المخلصين الذين يخططون لكل موسم حج، وما إن يمر حتى يأخذوا منه العبر ويتخذوا من نتائجه القرارات لبناء خططهم للعام القادم. وخزة قلم: لسان حال كافة رجال أمننا هو قول الشاعر سعود بن عبدالله: من دون بيت الله نبي لبس الكفن ماعاد يحسب للعمر نقصٍ وزود
مشاركة :