عقيل الحلالي (صنعاء) غادر وفد المتمردين اليمنيين، مساء أمس، العاصمة صنعاء إلى مسقط في طريقه إلى الكويت، للمشاركة في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، وتعثر انطلاقها الاثنين الماضي بسبب تخلف المتمردين. وذكر مصدر مسؤول في مطار صنعاء لـ«الاتحاد»، إن وفد المتمردين الذي يضم ممثلين عن جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، «غادر على متن طائرة عمانية في طريقه إلى مسقط» التي أعلنت، أمس الأربعاء، أنها تتطلع إلى نجاح المشاورات المرتقبة بين الأطراف اليمنية بالكويت. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية العمانية، في تصريح نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية، إن السلطنة قامت «ومنذ بداية الأزمة في اليمن بمساع مع مختلف الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر فيما بينها، كما قامت بتقديم كل التسهيلات لدعم جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإنهاء الحرب الحالية، والتوصل إلى تسوية سياسية بين الفرقاء اليمنيين». وأضاف:«وإذ تؤكد السلطنة استمرارها في تلك المساعي، فإنها تتطلع إلى نجاح المشاورات المرتقبة بين الأطراف اليمنية في دولة الكويت الشقيقة بما يضمن عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق». ومن المتوقع وصول وفد المتمردين اليمنيين المكون من 14 عضواً إلى الكويت اليوم الخميس، بعد ثلاثة أيام على الموعد المقرر لبدء المشاورات في 18 أبريل. ويمثل الحوثيين إلى المحادثات كل من محمد عبدالسلام (الناطق الرسمي باسم الجماعة المسلحة)، مهدي المشاط (مدير مكتب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي)، حمزة الحوثي، حميد عاصم، ناصر باقزقوز، عبدالإله حجر، وسالم المغلس. ويرأس أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، وفد الحزب المشارك في المشاورات، ويضم كلاً من الأمينين العامين المساعدين ياسر العواضي وأبو بكر القربي، بالإضافة إلى أربعة من أعضاء اللجنة العامة للحزب (المكتب السياسي) هم فائقة السيد، يحيى دويد، خالد الديني، وعايض الشميري. وكان الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام تراجعوا، الليلة قبل الماضية، عن رفضهم الذهاب إلى الكويت ، بحسب بيان أصدره نائب رئيس الوفد الحوثي، مهدي المشاط. بدوره، أكد نائب رئيس وفد حزب «المؤتمر»، ياسر العواضي، مشاركة الحزب في محادثات السلام في الكويت «التي أتوقع أن نصلها من مسقط الخميس». وتمنى العواضي، في تغريدات على موقع تويتر، نجاح جهود السلام في بلاده، وشكر سلطنة عمان ودولة الكويت «على جهودهما لجمع اليمنيين». وقال: إن جميع الأطراف ستكون «أمام مسؤولية تاريخية نحو اليمن»، مشيراً إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام يقبل باستعادة الدولة التي «تمثل الجميع، تستلم مؤسسات الشعب، قانون وسلاح وقوة وموارد وسيطرة، تحت سلطة توافقية مؤقتة إلى أن تأتي الانتخابات». وكان وفد الحكومة اليمنية قد وصل إلى الكويت في الموعد المحدد، وحمّل الطرف الآخر مسؤولية تعثر جهود إحلال السلام، مطالباً المجتمع الدولي «بموقف حازم تجاه الاستهتار المستمر» من قبل الحوثيين وصالح. وفي وقت لاحق مساء أمس، أصدر وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات الكويت بياناً صحفياً، أعلن فيه عن اضطراره لمغادرة الكويت خلال الساعات المقبلة، نتيجة لتلكؤ مليشيات الحوثي وصالح عن الحضور يوم 18 أبريل، حسب الموعد المحدد لبدء المشاورات، وبعد مضي ثلاثة أيام، واستمرارهم بانتهاك وقف إطلاق النار، وتصاعد اعتداءاتهم في كل الجبهات. وجاء في نص البيان الذي أوردته مصادر يمنية:«لقد حرصت الحكومة اليمنية على بذل كل الجهود من أجل تعزيز مسار السلام، وتجنيب بلادنا الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح، وكان صوت السلام والعقل- ولا يزال- هو الصوت الأعلى والسائد للشرعية في اليمن، في مواجهة خطاب الحرب والكراهية الذي أوجدته القوى الانقلابية، منطلقين بذلك من روح المسؤولية العالية المؤمنة بضرورة العمل الجاد والمخلص تجاه شعبنا، وللحفاظ على حياته وكرامته وحريته، لكن كل تلك الجهود المخلصة والمسؤولة كانت تقابل بمزيد من التعنت من قبل الانقلابيين لإعاقة تحقيق السلام والأمن والاستقرار. وقد تأكد موقفهم اللامسؤول في عدم حضورهم المشاورات في الكويت التي دعا لها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وجرى الإعداد لها منذ أشهر، وحظيت بدعم دول العالم ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، ومتابعة حثيثة من حكومة الكويت، وسمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذين بذلوا كل الجهد الرائع لترتيب واستضافة المشاورات بروح الأخوة الصادقة. وإذ يشكر وفد الحكومة اليمنية الجهود المتميزة لدول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس ودول الـ 18 الداعمة للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وجهود الأمين الأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن وفريق عمله، على كل جهودهم ودعمهم. ونتيجة لتلكؤ مليشيات الحوثي وصالح عن الحضور يوم 18 أبريل، حسب الموعد المحدد لبدء المشاورات، وبعد مضي ثلاثة أيام، واستمرارهم بانتهاك وقف إطلاق النار، وتصاعد اعتداءاتهم في كافة الجبهات، فإن وفد حكومة الجمهورية اليمنية يحملهم كامل المسؤولية أمام شعبنا الصابر، وأمام المجتمع الدولي، عن إفشال المشاورات في حالة عدم بدء انعقادها صباح الخميس الموافق 21-4-2016م، ويكون الوفد مضطراً بعد ذلك للمغادرة، بعد أن أعطيت لهم الفرصة الكاملة، وتحلينا بالصبر الكافي، حرصاً منا على تحقيق أي خطوة من أجل السلام وحقن دماء أبناء شعبنا. ويؤكد الوفد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الكاملة في إدانة هذا الموقف، الذي يعني الإصرار على الحرب، والاستمرار في قتل الأبرياء من أبناء شعبنا، والتصميم على تهديد الأمن الإقليمي والدولي من قبل تلك العصابات التي لا تؤمن بالحوار ولا بالسلام، وتمعن في انتهاك حقوق الإنسان والتمرد على الشرعية الدستورية والقانونية». ... المزيد
مشاركة :