إصدارات الأندية الأدبية تعاني الهجران وتتهم بالمجاملة

  • 4/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انتهاء فعالية ناد أدبي كانت الطاولة الموضوعة أمام باب المسرح تحمل أكواما من إصدارات ذلك النادي، وأحد العمال منهمك في إعادة ترتيبها، ليعيدها إلى المكان الذي أتت منه وهو مخزن الكتب، حيث إن القليل من الحاضرين يأخذون تلك الكتب، هذا مشهد يتكرر في معظم الأندية الأدبية إن لم يكن في كلها. ففي حين توسعت هذه الأندية "كما" خلال السنوات الأخيرة في طباعة الكتب، يرى عدد من الأدباء والمثقفين "أن المجاملة والتشجيع على حساب العمل الإبداعي تعدان كارثة حقيقية"، مشيرين إلى أن هناك مئات الإصدارات التي تطبع لا يبقى منها عالقا في الذاكرة سوى عدد محدود. مشكلة المحكمين والأكاديميين يوجد من الميزانيات ما يكفي لإصدار كتبٍ جيدةٍ في الأندية الأدبية؛ لكنّ المال وحده لا يكفي، فهذه الإصدارات لم تطوّر بشكل فعلي، كون الآلية التي تختار هذه الكتب لم تزل كما هي منذ عقود، فعادة ما تُرسل المخطوطة المراد طباعتها للنادي الذي بدوره يرسلها للمحكمين، وينأى بنفسه عن تبعات جودتها على محكمين قد لا تتوافر فيهم الدراية الكافية. ثم إنّ القائمين على الأندية الأدبية تنقصهم هم الآخرون الخبرة، فيتعاقدون مع دور نشر (غير محلية) في الغالب، تنشد الربح بغض النظر عن جودة الكتاب، لذا نجد كتبا لا تستحق النشر، وأصبحنا نشاهد صعود نجم (كاتب/ة) بينما نجده في الواقع أو نجدها ضحلة جدا لا تستحق كل هذا الذيوع والانتشار. ولا شك أن هناك فرقا بين حدود التشجيع وبين المجاملة، فالتشجيع يمكن أن يكون في صورة طباعة كتاب جماعي للمبتدئين في فنٍ ما مثل الشعر، لكنّ المشكلة في مجاملة مبتدئ على حساب الإبداع وعلى حساب سمعة النادي، أمر لا يصب في مصلحة النادي الأدبي ولا في مصلحة الثقافة بشكل عام. من المحزن أن تصل نسبة طباعة الكتب والرسائل العلمية، التي تخص الأكاديميين وطلابهم (غير الإبداعية) والقادمة من الرسائل العلمية والكتب الجامعية إلى 40 % من مجموع الكتب المطبوعة في بعض الأندية الأدبية، بعد أن أضحى النادي الأدبي ملكا خاصا للأكاديميين يسيرونه كيف شاءوا. سعد الثقفي- شاعر ليست كل رسالة كتابا لا بد من تكامل الجامعات والأندية الأدبية، ولكن ليست كل رسالة أكاديمية قابلة لأن تتحول إلى كتاب ثقافي لأن هناك مواصفات في الدرس الأكاديمي تختلف عن الثقافي والإبداعي، مع أن بعض الأكاديميين يتنازل عن حقوقه بحيث يكيف الكتاب بحسب قارئ الأندية الأدبية وهذا بحسب طبيعة الموضوع وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بالمشهد الثقافي وتتحول المسألة إلى جسر ما بين الثقافة العامة وبين الثقافة الأكاديمية. وإذا كان الكتاب الأكاديمي يتحدث عن شخصية تتعلق بالنادي فهنا المجاملة وصرف موارد النادي فيما لا يحق. ومع ذلك نقول إن كل جهد بشري توجد به الكثير من الأخطاء. عالي القرشي - ناقد وأكاديمي جدلية وصراع محتدم تظل الأندية الأدبية موقع جدل مهما قدمت من إنجازات طالما أن الصراع محتدم بين المثقفين، والمتابع لإصدارات الأندية الأدبية يدرك جيدا أن الإنتاج الأدبي الذي هو لبّ رسالة الأندية وجزء من أهدافها ما زال بائسا في ظل مزاحمة الرسائل العلمية والبحوث الأكاديمية في كثير من الأندية، وربما لا يتحمل المسؤولون في لجان المطبوعات هذا الجرم الكبير بحق الأدب، ما دام الكثير منهم ينظر إلى طباعة الكتب في الأندية نظرة تجارية بحتة؛ فمعارض الكتب رسّخت في أذهانهم أن الكتب الأكاديمية هي الأكثر مبيعا. ونحن في نادي تبوك الأدبي قدمنا في إصداراتنا لهذا العام أكثر من %69 كتابا أدبيا إبداعيا مقابل %31 في النقد وما في حكمه. ويجب على الأندية أن تصحح مسارها في الطباعة وتلتزم بأهدافها الواضحة بعيدا عن المجاملات، كما فعل نادي تبوك وهو ما لفت انتباه راصدي حركة النشر لعامي ( 2015-2016) كان النادي متذيّلا القائمة بعدد صفر من الإصدارات إلى 42 إصدارا تميزت كمّا وكيفا. عبدالرحمن الحربي رئيس لجنة المطبوعات بأدبي تبوك تطور متواصل التطور الفني لمطبوعات نادي أبها الأدبي من حيث الدقة والتصميم والإخراج، والانتشار والتوزيع هو بلا شك متحقق. ويمكن قياس التطور في المطبوعات من خلال ازدياد إقبال المؤلفين على تقديم منجزاتهم لنادي أبها الأدبي، سنة بعد سنة، ففي حين طبع النادي (3 كتب) عام 2012، طبع (12 كتابا) عام 2013، و(19 كتابا) عام 2014، ومثلها عام 2015، في حين بلغ عدد إصدارات النادي في الجزء المنصرم من عام 2016 (30 كتابا)، أي أن اطلاع المؤلفين على الإصدارات قد جذبتهم لتقديم نتاجهم للنادي. ولا شك أن من مسؤوليات الأندية الأدبية الأخذ بأيدي المبتدئين، بشرط أن يكون لديهم الحد المقبول من الأدوات الفنية. وكل ما يصل إلى النادي من أعمال مشفوعة بطلب طباعة، يُعرض على مجلس الإدارة، فإن رأوا بإجماع أو بأغلبية جدارته، أحيل للتحكيم، ومن ثم يكون تقدير ملاءمته للطباعة متوقفا على رأي التحكيم. وقد يرى المجلس عدم ملاءمته للطباعة ويُقرُّ ذلك في محضر المجلس، سواء الاعتذار أو الإحالة لمحكم. أما بالنسبة للأصدقاء والمعارف فأكثر المثقفين والمهتمين من الوسط الثقافي أصدقاء ومعارف، لأعضاء المجلس أو لبعضهم، ولا نواجه مشكلة مع الأصدقاء والمعارف، إذ إن من حقنا عليهم تفهم آلية وإجراءات الطباعة وتقبل النتيجة، وهم في الغالب يتفهمون ذلك، ونحن في نهاية المطاف مسؤولون عن أن تكون قراراتنا غير خاضعة للأهواء والمواقف الشخصية بقدر الإمكان من خلال عرضها على أكثر من من جهة (لجنة الطباعة، ومجلس الإدارة، والمحكمين). إبراهيم مضواح الألمعي رئيس لجنة الطباعة والنشر بأدبي أبها اخضعوها للتحكيم الحقيقي لا شك أن إصدارات الأندية الأدبية تطورت بعد اتفاقات النشر مع دور نشر عربية، وهذا جعل كم المؤلفات كبيرا وفيه نوعية أيضا وخاصة في أندية جدة والرياض والباحة. وفي اعتقادي لا يوجد ما يسمى "تحكيم قوي وآخر ضعيف"، فالمؤسسات التي تحترم ثقافتها وسياستها لا بد أن تخضع كتبها للتحكيم، وعلى الأندية الأدبية أن تشجع المبدعين في مراحلهم الأولى وإلا ما فائدتها، ولا ينبغي مصادرة الإبداع، بل لابد من الأخذ بيد الشباب ودفعهم للإبداع والتميز. أما الرسائل العلمية والأكاديمية فأعتقد أن واجب طباعتها ونشرها يقع على الجامعات والكراسي العلمية المعنية بها، بينما تُعنى الأندية الأدبية بالإبداع، فبعض الأندية الأدبية تنشر الرسائل العلمية وهذا من الأخطاء التي تقع فيها فليست مهمة النادي أن يكون مركزا بحثيا. حسين المناصرة

مشاركة :