صراحة محمد المحسن : نيابة عن فخامة الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودوا، رعى دولة نائب رئيس جمهورية أندونيسيا الحاج محمد يوسف كلا، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية اليوم، اختتام فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للقرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك ودول آسيا الوسطى والشرقية في دورتها السابعة، وذلك في القصر الرئاسي بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا. وألقى معالي وزير الشؤون الدينية الأندونيسي لقمان حكيم سيف الدين خلال الحفل ، كلمة أوضح في مستهلها أن المسابقة أصبحت عملاً سنوياً ، مؤكداً أنها ثقة وتقدير وصداقة لا تقاس بالقيمة فهذا الحدث الديني له معنى كبير، لآسيا ودول الباسفيك كقلب سلام عالمي لاستقرارها. وبين أن الهدف من المسابقة هو منح التشجيع للمجتمع الآسيوي والباسفيك لحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي وتقوية العلاقات بين شباب المسلمين، وحثهم على حفظ القرآن والحديث ، كما تهدف لتدعيم القرآن وتطبيق قيمه والتأسي بالأخلاق القرآنية والحفاظ وحماية العقيدة الصحيحة بعيداً عن الفهم الخاطئ المنحرف، و وسيلة لتوطيد العلاقات والوحدة بين الشعوب والدول وكذلك أواصر الصداقة بين أبناء تلك الدول. وبين أن مجموع المشاركين في المسابقة التي أقيمت في مسجد الاستقلال بجاكرتا ، بلغ 216 حافظا منهم 150 مشاركاً من 25 دولة و 24 مرافقا، لافتا إلى أن أعداد المشاركين يزداد من سنة لأخرى ودليلا على نجاح المسابقة، ونجاح العلاقات بين الدول. وقدم معالي وزير الشؤون الدينية، الشكر لحكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله -، على التعاون البناء، متمنياً أن يستمر هذا التعاون مستقبلاً وأكثر تعزيزاً في المجالات الأخرى بين البلدين، آملا أن تكون هذه المسابقة، داعية لتدعيم تعليم القرآن والحديث في آسيا والباسفيك ليس حفظا فحسب، وإنما للتعليم الأعمق والأشمل لمعانيها وتطبيقها ومن أجل تحقيق الحق والعدل والسلام العالمي. بعد ذلك ألقى سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء ، كلمة شكر فيها الحكومة والشعب الإندونيسي على استضافة مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك . وأشار سموه إلى ما آلت إليه أحوال عدد من دول العالم التي لم تنج من آثار التطرف في الفكر والإرهاب في الفعل ، إرهاب لم يعهد من قبل سواء في وسائله وأساليبه أو طبيعة أتباعه والأخطر من ذلك المتعاطفون معهم الممولون لجرائمهم المؤيدون لهم جهرة والمدافعون عنهم خلسة وخسة فضلا عن تقنية أدواته وتقدم أسلحته . ولفت سموه إلى أن المسلمين عملوا بشتى الطرق والوسائل على إبعاد كل شبهة تربط الجماعات الارهابية بالإسلام والمسلمين وتأكيد أنها نبتة شيطانية شوهت صورة الإسلام الحنيف باقترافها أبشع الجرائم . وأوضح سموه أن من السبل الممكنة لتطوير فعاليات المسابقة وتحقيق أهدافها ليصبح المتسابقون دعاة قدوة في الفكر وأنموذجاً في السلوك في عدد من المقترحات منها : تحديد الثقافات التي يفتقر إليها الكثير من المسلمين وضمها ضمن شروط المسابقة تدريجياً والطلب من المتسابقين الاستشهاد على كل ثقافة بالآيات الواردة في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة في السنة الشريفة حفظاً وتحليلاً شرحاً وتوضيحاً . وكذك إشراك المتسابقين كجزء أصيل وفاعل لتنقية كتب التراث وكشف زيف الإرهابيين فيما يسوقونه ، و حفظ عدد من الأحاديث والمرويات وكشف ما فيها من أسباب ضعفها ووضعها ثم الرد عليها بما ورد في القرآن من الآيات المحكمة وفي السنة من الأحاديث الصحيحة ، ومن ذك أيضا الطلب من المتسابقين استخراج الإسرائيليات من كتب التفسير وحصرها ومقارنة ما يتعارض منها مع الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة ليصبح المتسابق مشعلاً ينير الطريق لمن حوله بعلمه وخلقه وفهمه وتدبره. عقب ذلك ألقى دولة نائب رئيس جمهورية اندونيسيا ، كلمة رحب بسمو الأمير خالد بن سلطان والوفد المرافق ، ولجنة التحكيم والمشاركين في المسابقة وقال: إن إندونيسيا منحت الفخر والاعتزاز أن تعقد على أراضيها سبع مرات متالية لدول آسيا حتى أصبح الشباب يتلون القرآن الكريم بشكل عظيم وهذه مجهودات ليست بغريبة على قادة المملكة الذين يحرصون على وحده المسلمين ونشر الإسلام بالمفهوم الصحيح. وبين أنه يوجد من بين المساجد في أندونيسيا ما يقارب من 800 مسجد بناها المجتمع، إضافة إلى 30000 معهد و 50 جامعة تعمل على تدريس الإسلام وهذه العوامل منحت أندونيسيا خلفية جيدة كيف تطبق الإسلام وتتعاون مع الدول الإسلامية في نشر الدين . وأكد ضرورة وحدة كلمة المسلمين حتى تتخلص الأمة من الفتن والمآسي التي تعيشها بعض الدول والرجوع إلى البناء والتنبيه خاصة، وأن هذه الدول تمتلك ثروات مهمة ونعمل سويا من أجل نصرة الإسلام والمسلمين. حضر حفل الختام معالي المستشار بالديوان الملكي الشيخ سعد بن ناصر الشثري وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى أندونيسيا مصطفى بن إبراهيم المبارك ، وفضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي المشرف على لجنة التحكيم الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، ومدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية صالح بن إبراهيم الخليفي، والملحق الديني في سفارة المملكة في إندونيسيا إبراهيم بن سليمان النغيمشي, وأصحاب الفضيلة العلماء وعدد من المسؤولين في الحكومة الاندونيسية.
مشاركة :