أربع كلمات جاءت على لسان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال حديثه الإعلامي بعد اجتماعه مع وزراء دفاع دول مجلس التعاون في الرياض أمس الأول، وأكد من خلالها أن أمريكا ترى إيران دولة لها نشاط خبيث عبر «حزب الله» الإرهابي في المنطقة، مشددا على أن الشراكة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي ثابتة لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على تسيير دوريات بحرية مشتركة مع دول المجلس لمواجهة تهريب السلاح الإيراني. هذه الكلمات التي تحدث بها وزير الدفاع الأمريكي هي بكل تأكيد ليست توصيفا كاملا لما هي عليه إيران، أو لما يجب أن يكون عليه التعامل مع دعمها للإرهاب، ولكنها كلمات تعبر عن وجود توافق في الرؤى والسياسات ما بين دول الخليج وأمريكا، وهو ما يمكّن لهذه الدول أن تعمل عليه وتطوره لوضع حد للإرهاب الإيراني الذي لا يمثل خطرا فقط على دول وشعوب المنطقة، بل يمتد أثره إلى العالم كله، كما أثبتت الأحداث السابقة في عدد من دول العالم التي كشفت عن وجود للإرهاب الإيراني الخبيث. كما أن الاتفاق الذي أبرمته دول التعاون مع أمريكا لتسيير دوريات بحرية مشتركة لمواجهة تهريب السلاح الإيراني، هو أمر مشجع ويعطي دلالة على أهمية التعاون العسكري ما بين دول المجلس وأمريكا لوقف الإرهاب الإيراني الذي يمر عبر مياه الخليج العربي باتجاه اليمن وغيرها، ويلاحظ أن إرهاب إيران لا يقتصر على التهريب عبر البحر، بل هناك طرق متعدد لتهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيات إرهابية تعمل بأوامر وخطط طهران في كل من العراق واليمن ولبنان، ما يحتم تطوير هذا الاتفاق من قبل دول المجلس وأمريكا ليشمل مواقع أخرى غير البحر لإيقاف تمويل الإرهاب الإيراني، ووقف القتل والتدمير الذي تمارسه ميليشياتها الإرهابية في عدد من المواقع والمناطق، خصوصا أن إرهاب إيران لا يقتصر على المجال العسكري بل يشمل كل المجالات اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ودينيا، فهي تعمل بكل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافها وتصدير ثورتها البائسة إلى مناطق ثبت أنها ترفضها، ورغم ذلك يصر قادة طهران على تصدير الثورة، والعمل على الهيمنة على المنطقة. إيران كما هو معروف عنها لن تتدخر أي جهد في تطوير وتنمية كل وسائل التهديد التي تلوح بها في وجه خصومها أو رافضي سياساتها العدوانية، ومن بين تلك الوسائل الصواريخ الباليستية التي عملت ولا تزال تعمل على تطويرها أو استيرادها، وحديث وزير الدفاع الأمريكي عن وجود تمارين مشتركة بين أمريكا ودول التعاون لرفع الجاهزية العسكرية في الأمن الجوي، وهو حديث يصب في الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تكون عليه دول المنطقة، وهو الاستعداد الكامل لمواجهة أي خطر من إيران، كما أن ما قاله كارتر بأن عمليات القوات الخاصة بين واشنطن ودول التعاون أصبحت أفضل من أي وقت مضى، وكذلك العمليات البحرية العسكرية، يؤكد أنهم يعملون على خطط لتطوير الدفاع ضد التهديدات الباليستية، والتعاون في إقامة أكثر من 40 عملية تدريب عسكرية منذ قمة كامب ديفيد العام الماضي في العمليات الجوية التكتيكية وغيرها الكثير، وهذا الأمر بكل تأكيد إيجابي، فالتمارين العسكرية مطلب ضروري لإبقاء القوات العسكرية المقاتلة في جاهزية تامة وكاملة ومستعدة للتعامل مع أي ظرف.
مشاركة :