حِين كَتَبَ الشَّاعِر الرَّاحِل "نزار قباني" -قَبل رُبع قَرن- قَصيدته الشَّهيرة "مَتى يُعلنون وفَاة العَرب"؟ انهَالت عَليه الشَّتائِم، وصُوّبت إليهِ "سِهَام النّقد"؛ مِن كُلِّ حَدبٍ وصَوب..! ثُمَّ رَكَب الشَّاعر "أدونيس" في نَفس القِطَار -قَبل 10 سنوَات تَقريباً- حِين صَرّح بأنَّ "الحَضَارة العَربيّة مُعرَّضة للانقرَاض"، فطَالته "سِيَاط النَّقد" مِن الجِهَات الأربَع، ولَم تَهدَأ العَاصِفَة إلَّا بَعد أن صَبّ عَليه كَثيرٌ مِن الأعَاريب جَام غَضبهم، ليَغرق "أدونيس" في بَحرٍ مِن التَّهكُّم والازدرَاء..! لَم يَزعُم الشَّاعِرَان "نزار وأدونيس" أنَّهما تَخلّيا عَن دَورهما كمُثقَّفيْن، وامْتَهِنَا حِرْفَة "العَرّافين"، فهُمَا -كشَأن مُعظم المُثقَّفين- يَزدرون "نبوءَات نوستراداموس"، ذَلك الصّيدلَاني الفِرنسي الذي صَدّع رؤوس النَّاس بنبوءَاته، رَغم تَحفُّظ المَعاهِد والجَامِعَات، والمُؤسَّسات العِلميّة عَلى مَزاعمه..! وأنَا أنحَاز بفطرَتي إلَى هَذا التَّجاهُل الأكَاديمي، طَالَمَا أنَّ الرَّجُل مَات قَبل 500 سَنَة؛ دُون أن يَجرؤ عَلى التَّنبُّؤ بعَدم تَجاوزه سنّ الـ63 عَاماً، أو التَّنبُّؤ بتَحوّل ديَانة أُسرته مِن اليَهوديّة إلَى المسيحيّة، رَغم أنَّ عُمره وَقتها كَان 9 أعوَام فَقط، ولهَذه الأسبَاب، لا أستطيع أن أفهَم كَيف سَمَحَت لَه نَفسه؛ بأن يَتنبّأ بنَهاية العَالَم عَام 3797م..؟! مِن هُنا، أضمُّ رَأيي لمَن يَعتبرون تَنبُّؤات البَشر؛ ضَرباً مِن الخيَال، الذي يُداعب مَشَاعر البُسطَاء، ممَّن يَزيد إيمَانهم بالعَرّافين، حتَّى لَو لَم تَتحقَّق إلَّا 10 نبُوءَات؛ مِن أصل 1000 حَدَث تَوقّعوا حدُوثه..! لَكن بَين يَديَّ الآن درَاسة عِلميّة حَديثة، كُنتُ أتمنَّى التَّنبُّؤ برَأييْ الشَّاعر الرَّاحِل "نزار قبّاني"، والشَّاعر -الذي لَم يَرحل بَعد- "أدونيس" حَولها، حَيثُ تُظهر هَذه الدِّرَاسَة انخفَاض نسبة الخصُوبَة في الدّول العَربيّة بنَسبة 60%، ممَّا يَعني تَراجُع مُعدّل عَدَد أفرَاد الأُسْرَة مِن 12 فَرداً إلى 5 أفرَاد، والغَريب أنَّ العَوَامِل لَيست اقتصَاديّة، لأنَّ دولاً غَنيّة -مِثل الكويت وقطر- أكثَر تَأثُّراً مِن الدّول الأُخرَى..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ "نزار قبّاني وأدونيس"؛ لَم يَتنبّأ أيٌّ مِنهما بحدُوث تَحوّلات إنثربولوجيّة في العَالَم العَربي، حتَّى لا يُتّهما بالهَرْطَقَة والتَّدليس، والتَّعدِّي عَلَى تَخصُّصات عِلميّة دَقيقة؛ لا عَلاقة لَهَا بالأدَب والثَّقَافَة، إلَّا أنَّه مِن الصَّعب فَصل التَّغيُّرات الثَّقافيّة عَن العَوامِل الاجتماعيّة، التي تَصعد وتَهبط مِثل مُؤشّر سوق الأسهُم السّعوديّة، الذي لا يَستجيب إلَّا للمَعايير النَّفسيّة..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :