الكَذِب عَاهَة أَخلَاقيّة قَبيحة، وغَفَر الله لأُمِّي، وألبَسهَا ثيَاب العَافية، لأنَّها دَائما تُردّد عَلى مَسْمَعي، قَائِلة: (يَا وَلدي أحمَد؛ الكَذِب بضَاعة رَديئَة)..! وقَد لَاحظتُ- كَما يُلاحظ غَيري - أنَّ الكَذِب مُنتشر بَين الرِّجَال والنِّسَاء، ولَكنَّه نَادر بَين الأطفَال، لأنَّ الطّفل يَتصرَّف عَلى فِطرته، والكَذِب مُنافٍ للفِطْرَة، ومُضَاد لَها، يُؤكِّد ذَلك جَواب الرّسول حِين سُئل -صلّى الله عَليه وبَارك-: (أيكُون المُؤمن جَبَانًا؟ فقَال: «نَعَمْ». فقِيل لَه: أيكُون المُؤمن بَخيلاً؟ فقَال: «نَعَمْ». فقِيل لَه: أيكُون المُؤمن كَذّابا؟ فقَال: «لَا»)..! لذَلك تَجد أنَّ الأطفَال لَا يَعرفون الكَذِب، لأنَّ برَاءتهم مَازَالت طريّة، ولقَد ذَكَر الأديب الكبير "توفيق الحكيم" قصّة؛ تَدلُّ عَلى هَذا المَعنَى، يَقول فِيها: (كُنَّا نَتجوَّل في مَعرض للفَنّ التَّشكيلي، وكَانت الرّسومَات مُتواضعة جدًّا، وكُنَّا أثنَاء الجَولة نَهزّ رُؤوسنَا إعجَاباً باللَّوحَات، ونَحن نَكذب في هَذا الشّعور، حتَّى صَرَخ طِفل مِن بَين الحضُور، وقَال: "كَيف تَهزُّون رُؤوسكم وتُعجَبون بهَذه اللَّوحَات، وهي رسُومَات تَافهة"؟ وبَعد هَذا التَّصريح مِن الطّفل تَشجّع الكِبَار وقَالوا: "نَعم، الرّسومَات تَافهة؛ كَما يَقول هَذا الطّفل")..! حَسنا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلى أنَّ الكَذِب عَادة سيّئة، ودَائماً الصِّغَار يَتعلّمون مِن الكِبَار، إلَّا في مَوضوع الكَذِب؛ فيَجب أنْ يَتعلّم الكِبَار مِن صِدق الصِّغَار..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :