حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، هشام مهنا، من تصاعد خطر المجاعة إلى مناطق واسعة مع استمرار العمليات العسكرية وتفاقم الوضع الكارثي في شمال القطاع. وقال مهنا في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الأيام الماضية شهدت ارتفاع وتيرة الاستهدافات التي أدت لوقوع عدد كبير من الضحايا، وإن الطواقم الطبية غير قادرة على استيعاب هذا العدد من الإصابات لافتقارها للمستلزمات اللازمة للعمل الطبي لإنقاذ الأرواح. وشدد المسؤول الأممي على أن الطواقم الطبية لم تستطع الوصول إلى شمال القطاع، مع استمرار العملية العسكرية في رفح والتي ألقت بظلال وخيمة على المدنيين هناك، موضحاً أن الأوضاع الصحية منهارة في مختلف أنحاء غزة، حيث إن، أجهزة الرعاية الصحية تكابد من أجل العمل على إنقاذ الأرواح. وتابع متحدث الصليب الأحمر أن هناك الكثير من المرضى والجرحى كان من المفترض أن يخرجوا للعلاج لكن بعد إغلاق معبر رفح يعيشون معاناة وظروفاً مأساوية لعدم توافر العلاج والرعاية وحياتهم في خطر. وذكر مهنا أن «خطر المجاعة يعصف بالمدنيين في شمال القطاع لعدم توفر الدعم الإنساني وكميات الغذاء المطلوبة، والأطفال ينامون على معدة فارغة ويتضورون جوعاً»، وطالب بضرورة تغيير الوضع الحالي بشكل كلي وبصورة فورية لإنقاذ الأرواح وما تبقى من البنية التحتية للمياه والطاقة، مشيراً إلى أن القانون الإنساني الدولي يلزم باتخاذ التدابير الممكنة لتجنب تأذي المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية، بما فيها المرافق العامة. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، فقدان 70 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية من مستودعاتها، محذرةً من نفاد وشيك للأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالأمراض التخصصية كالسرطان والفشل الكلوي. وقال مدير مستودعات الصيدلة في الوزارة كفاح طومان في بيان: «70 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية مفقودة، وهناك أدوية ومهمات طبية خاصة بعلاج الأمراض التخصصية، كالأورام والفشل الكلوي، أوشكت على النفاد». وحذّر من تداعيات هذا «النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية على حياة المرضى، الذين يتعذر عليهم مغادرة القطاع لاستكمال العلاج في الخارج». وأشار إلى وجود نقص حاد في العلاجات الخاصة بتقديم خدمة الرعاية الأولية للأم والطفل، والأدوية الخاصة بالصحة النفسية. كما حذّر أيضاً من انتشار الأوبئة في صفوف المرضى جراء غياب النظافة الشخصية والتغذية الجيدة لهم. وطالب بـ«تدخل الجهات الدولية المعنية لدعم القطاع الصحي بالأدوية والمهمات الطبية اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات للمرضى والجرحى».
مشاركة :