لم تقتصر عمليات التقليد على المكملات الغذائية والأدوية والملابس الجاهزة والأحذية وغير ذلك، وإنما تجاوزت كل حدود يتخيلها العقل البشري، وتزداد الخطورة حينما يتعلق التقليد بمواد ومنتجات وثيقة الصلة بصحة الإنسان وحياته، وعلى رأسها مستحضرات التجميل والعطورات والماكياج التي تباع في السوبرماركات والمحلات غير المتخصصة، حيث تظهر اضرارها على المدى القصير وقد تؤدي إلى امراض تصل إلى السرطانات الجلدية. حساسية وتهيج الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، أكد ان مستحضرات التجميل المقلدة تجلب انتباه النساء خصوصاً الفتيات نظرا لكونها تجمع بين خاصيتين مغريتين هما الثمن الرخيص وتقليد الماركات المعروفة، ولكنها تسبب الإصابة بسرطان الجلد فضلاً عن الحساسية والتهيج الشديد للجلد نظراً لاحتوائها على نسب عالية من الكحول والتركيبات الكيماوية. وأشار إلى أن هناك أضراراً جسيمة تقع على مستخدمي العطور المقلدة تحديداً لأنها غالباً ما تركز على الكحول بنسب عالية جداً، اضافة إلى احتوائها على تركيبات كيماوية تضاهي العطور الأصلية. مواد محظورة وقال الحمادي: من المعروف ان الجلد يعتبر من اكثر أعضاء الإنسان حساسية، فإذا كان استخدام المستحضرات الأصلية من شركات عالمية يسبب أحياناً الحساسية او التهيج الشديد سواء في الجلد او الجيوب الأنفية، فما بالنا اذا كانت المستحضرات مقلدة ولا تراعي المعايير العالمية في التصنيع وتحتوي على مواد محظورة دولياً. وتابع أن خطورة هذه المواد قد تتسبب فيما هو ابعد من الحساسية والتهيج وقد تؤدي إلى امراض تصل إلى السرطانات الجلدية، مشيراً إلى ان استخدام هذه المستحضرات حــول العينين يسبب هالات ســوداء وحكة دائمة وبالتالي يحــدث ترهــلاً فــي الجلد يظهــر فــي شكل تجاعيــد اسفــل العينيــن. خطورة وأوضح الحمادي أن تلك المستحضرات تتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، علماً بأن مواد التجميل تتطلب درجة حرارة معينة، مضيفاً انه عالج حالات عدة كانت بشرتها محترقة لأنها استعملت مراهم غير صحية. وأشار إلى ان درجة خطورة مواد التجميل المقلدة تتمثل في أنها لا تستجيب للمواصفات المعمول بها مثل تلك التي تباع في الصيدليات او المحلات المتخصصة، كما أن أضرارها على الجسم تختلف من مكان إلى آخر، فالمراهم التي تستعمل لليدين ربما تكون أقل خطورة من التي تستعمل للوجه لأن اليدين يتم غسلهما مرات عدة في اليوم. وأضاف الحمادي ان الأمراض التي تفرزها مواد التجميل المقلدة يمكن أن تظهر على المدى القصير كما يمكن أن تبقى مترسبة في الجسم ثم تتجلى للعيان على المدى الطويل مثل ظهور البقع السوداء والظهور المبكر للتجاعيد كما تفرز أيضاً البقع البيضاء أو ما يعرف بالبرص، مؤكداً أنه عندما نتحدث عن مواد التجميل المقلدة لا نستثني العطور الرخيصة لأن تركيبتها تحتوي على مواد مضرة بالجسم. علامات وفي السياق أكدت الرابطة الألمانية لشركات إنتاج وتوزيع مستحضرات التجميل في العاصمة برلين أنه يمكن اكتشاف مستحضرات التجميل والعطور المقلــدّة من خلال بعض العلامات، يأتي علــى رأسهــا شكــل عبــوة التغليـف. وأوضحت الرابطة أنه حتى وإن استطاعت الشركات المنتجة للمستحضرات المقلدة محاكاة الشكل الخارجي للعبوة، فغالباً ما ينقصها بعض التفاصيل الدقيقة التي تستلزم تكلفة عالية كالمطبوعات المميــزة للماركــات العالمية؛ إذ غالباً ما يتــم طباعــة اســم الماركة بشكــل رديء على العبوة. وأضافت لا تحتوي هذه العبوات على الإرشادات المعتادة، وغالباً ما يتم استخدام خامات تفتقر للجودة سواء في الكرتون المصنوع منه الغلاف أو خامات عبوة المستحضرة نفسها؛ فعلى سبيل المثال يكون زجاج قنينة العطر غير نقي وتحتوي القنينة على حواف حادة، كما يبدو البخاخ سهل الكسر ويكون الأنبوب الموجود داخل المضخة قصيراً للغاية. نصائح قالت الرابطة الألمانية لشركات إنتاج وتوزيع مستحضرات التجميل إنه يمكن اكتشاف العطور ومستحضرات التجميل المقلدة من خلال سعرها؛ حيث إنه يكون أرخص كثيراً من المعتاد. ولتجنب أية خسائر مادية أو مخاطر صحية أوصت الرابطة بالاقتصار على شراء مستحضرات التجميل والعطور ذات الماركات العالمية من منافذ البيع المخصصة لها.