منذ عام 1970م، انطلقت الخطط الخمسية للدولة، وكانت تتضمن في وقتها الخطة الإستراتيجية، والرؤية والأهداف التي تطمح إلى تعزيز التنمية، ودعم العمل المؤسسي المشترك، والتنسيق بين مختلف المشروعات والبرامج التي تقوم أجهزة الدولة بتنفيذها، وعلى الرغم من مرور تسع خطط تنموية على المملكة، إلا أن واقع الحال -من حيث التنفيذ- لا يُطابق -كثيرًا- مضمون تلك الخطط، والتي كانت عند صدورها نموذجًا مثاليًا، في حين أن تطبيقها على أرض الواقع كان مختلفا، بل إن بعضها كان أشبه ما يكون بحبرٍ على ورق، ولعل أبرز أهداف تلك الخطط هو عدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، والعمل على زيادة إيرادات المنتجات غير النفطية، كما بقيت بعض المرافق العامة مثل المرافق الصحية والتعليمية والاجتماعية تُعاني من بعض المشكلات التي كانت تعاني منها منذ عشرات السنين. قبل يومين تم تدشين الحساب الرسمي لـ»الرؤية السعودية 2030» على موقع تويتر، وسيتم خلال هذا الأسبوع -وتحديدًا يوم الاثنين المقبل- الإعلان عن رؤية المملكة المستقبلية، كما تم وضع وسم لرؤية المملكة 2030، وبلغ عدد المتابعين منذ أول يوم لتدشين الحساب قرابة 127 ألف متابع، وقد وعد الحساب مُتابعيه قائلًا: (موعدنا معكم 25 إبريل إن شاء الله). هذا التوجُّه الجديد أو (الهوية الجديدة)، والتي سيتم الإعلان عنها، يحتاج ومنذ اليوم الأول إلى أن يُترجم عمليًا -وعلى أرض الواقع- تطلُّعات القيادة الرشيدة، وآمال وطموحات المواطنين. تأسست وزارة التخطيط في المملكة عام 1970م، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن؛ صدرت تسع خطط خمسية، إلا أن ما لاحظناه أن كثيرًا من الجهات كانت تقوم بشكلٍ منفرد ومستقل عن الوزارات الأخرى بوضع خططها، أما اليوم فالوضع مختلف تمامًا، إذ قام برنامج التحوُّل الوطني بجمع كافة المسؤولين تحت سقفٍ واحد، مستعينًا بالخبرات المحلية والدولية، وقام الجميع بتحديد المشكلات المشتركة، كما قاموا بطرح مبادرات الحلول المقترحة، مما ساهم -في نهاية المطاف- في إيجاد أهداف مشتركة على مستوى الأجهزة والمؤسسات الحكومية عامة. انتهت الخطط الخمسية التسع، وانتهى معها عصر انفراد كل جهة بوضع خططها، وها هو حلم جديد يُشرِق يوم الاثنين المقبل، يتمثل في (الرؤية السعودية 2030)، وكُلنا يطمح أن يُحقق هذا الحلم تطلعات ولاة الأمر، وطموحات المواطنين، وأن يجعل آمال الجيل المقبل واقعًا ملموسًا، وأن يجعل وطننا في مصاف الدول المتقدمة. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :