تعتبر الصدفية أحد أنواع الأمراض المناعية حيث يهاجم جهاز المناعة بالجسم الخلايا السليمة به، وهي مرض جلدي شائع ومزمن، وتظهر الأعراض على شكل بقع ملتهبة حمراء وفضية اللون مع الحكة، وتحدث نتيجة التراكم السريع لخلايا الجلد على الطبقات السطحية، وتصيب في الأغلب البالغين. يقول د. عثمان خالد، قائد فريق الدراسة والتي نشرت نتائجها بمجلة بيولوجيا تصلب الشرايين وتجلط الدم والأوعية الدموية، إن هناك علاقة بين مرض الصدفية وتمدد الشريان الأورطي البطني، وهو الشريان الرئيسي الموصل للدم، وهي حالة يحدث فيها تضخم الشريان ببطء ربما خلال سنوات عديدة، وهي حالة لا تكون مصحوبة بأعراض وهو ما يجعلها خطرة لظهورها الفجائي في المرحلة الأخيرة، ومن العوامل المسببة لها التدخين وارتفاع ضغط الدم، وبعض العوامل الجينية مع عوامل خارجية كالتوتر العصبي أو بعض الالتهابات أو تغير في الجو يؤدي إلى جفاف الجلد أو أدوية مثل الليثيوم ومعطلات مستقبلات بيتا التي تستعمل لعلاج ارتفاع الضغط. ؛ كما أن الرجال أكثر عرضة لها مقارنة بالنساء، وعندما يتعرض ذلك الشريان إلى التمزق الذي يكون فجائياً، يصبح على المريض خطر ويجب التدخل الطبي العاجل لإنقاذ حياته. استخدم د. عثمان - والذي يعمل بمستشفى هيرليف وجينتوفت بالدانمارك- بيانات المرضى بتلك الدولة المسجلين بين عامي 1997 و2011، لكشف العلاقة بين مرض الصدفية وذلك القاتل الصامت، وشمل البحث 59,423 مريضاً بالصدفية بدرجة متوسطة، و 11,566 مريضة بدرجة شديدة، وتمت متابعتهم إلى أن وصلوا مرحلة تمدد الشريان الأورطي البطني، وكانت النتائج أن تلك الحالة حدثت بمعدل 3.72 من بين كل 10,000 مريض بالصدفية، واختلف المعدل باختلاف شدة الحالة حيث بلغ 7.30% بين من يعانون الصدفية بدرجة متوسطة، و 9.87% بين من يعانونها بدرجة شديدة، أي أن احتمالية التعرض لحالة تمدد الشريان الأورطي البطني تزداد بزيادة شدة الصدفية بحيث تصل النسبة إلى 67%، ومن ناحية أخرى فقد ارتبطت الصدفية بزيادة الالتهاب بالأوعية الدموية مما يشكل عبئاً على القلب ويجعل الشخص عرضة لأمراض القلب، ويشير قائد فريق البحث إلى أن الصدفية تعتبر مرضاً التهابياً جهازياً أكثر من أنه مرض جلدي.
مشاركة :