هل هناك مناسبة مهمة في ٢٣ أبريل؟ - فاضل العماني

  • 4/24/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مر يوم أمس خجولاً وباهتاً، دون أن يلتفت إليه أحد، رغم كل ما يحمله من مناسبة عظيمة لا تحدث إلا مرة واحدة في كل عام، تماماً كحال كل الأشياء والتفاصيل الجميلة التي لا تحظى بالعناية والاهتمام، وتلك قضية شائكة ومعقدة تستحق الدراسة والتأمل، فمن غير المعقول ولا من غير المقبول أن ننشغل بالكثير من الأمور والجوانب الهامشية والبسيطة ونضعها في صدارة أولوياتنا واهتماماتنا، في حين تنسحب وتتوارى بقصد أو بدون قصد أشياؤنا الجميلة ومناسباتنا الرائعة خلف سور النسيان وهامش النكران. أعرف أنها مقدمة ميليودرامية مفعمة بالحزن وممزوجة بالألم، ولكنها أشبه بشقشقة تتلمس خارطة طريق باتجاه سبر أغوار هذه الإشكالية المعقدة التي آن لها أن تُشخص وتُحل. صادف يوم أمس أبريل، الذكرى السنوية لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف "World Book and Copyright Day"، وهي مناسبة موسمية أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في الاجتماع الذي أقيم في باريس عام ليكون اليوم الثالث والعشرون من شهر أبريل من كل عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف، تشجيعاً على القراءة والمطالعة وتحريضاً على الفهم والوعي وحفظاً لحقوق ومكانة المؤلفين والكتاب. ويُمثل هذا اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف تاريخاً رمزياً في عالم الأدب، ففي هذا اليوم من عام تُوفي كل من ميغل دي سرفانتس الكاتب المسرحي والروائي والشاعر الإسباني الشهير ووليم شكسبير الأديب الإنجليزي الخالد، إضافة إلى العديد من الأدباء والكتّاب المرموقين الذين تصادفت ولادتهم أو وفاتهم في أبريل. ومنذ عقد ونصف، دأبت منظمة اليونسكو على اختيار عاصمة عالمية للكتاب في كل عام تُقدم برنامجاً رائداً أو مبادرة ملهمة لتعزيز الاهتمام والعناية بالكتاب والقراءة، وفي عام كانت مدريد هي أول عاصمة عالمية للكتاب، واختيرت مدينة فروتسلاف البولندية لتكون العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام والتي قدمت نشيداً عالمياً للكتاب بمشاركة أكثر من مدينة في العالم بأسره. واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يحتفل به العالم، كل العالم، تقليد أممي ومناسبة رمزية من أجل ترسيخ القيم الإنسانية والملامح الحضارية التي يُبشر بها الكتاب، ولتوجيه البوصلة باتجاه قيمة وأهمية وتأثير الكتاب لكل شرائح وفئات المجتمع، لاسيما الأجيال الصغيرة والشابة، باعتباره أي الكتاب الحاضن الأمين لكل العلوم والمعارف والآداب والفنون والرافعة الحقيقية لكل مظاهر التقدم والتمدن والنهضة. الآن، وبعد كل هذه المقدمة البكائية على أطلال الفرص المهدرة التي تُتقنها الذهنية العربية بامتياز، وبعد كل ذلك السرد التاريخي لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هل من ثمة ضرورة لهذا السؤال الملتبس: كيف احتفت أمة اقرأ باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هذا طبعاً إذا وجد له خانة في "روزنامة الثقافة" العربية؟. لن أجيب على هذا السؤال الكبير، لأنه من النوع الذي تفضحه الإجابة، ولكنني سأكتفي بشيء من الدهشة والحيرة والذهول التي أصابتني حينما سألت عدة مثقفين وأدباء، أحدهم يعمل في قطاع الثقافة، عن البرامج الثقافية والفكرية والاجتماعية التي أعدت لهذه المناسبة المهمة، فكانت الإجابة/الصاعقة: "لا توجد مناسبة مهمة في أبريل!". fadelomani@yahoo.com

مشاركة :